الأربعاء، سبتمبر 25، 2013

حوار مع رئيس حزب الوطن اللواء عمران يحيى في صحيفة الانتباهة

dansudan
في هذا الحوار كشف اللواء الركن «م» عمران يحيى يونس رئيس حزب الوطن أحد أحزاب قوى التحالف الإسلامي عما تخطط له الدول ذات الأجندة الخاصة في السودان من خلال تدخلهم بقوة في قضية أبيي والتي حسب رؤيته لا تحتاج إلا لجلوس مكونات المنطقة القبلية في حوار مفتوح بينهم وصولاً لحل يرضي كل الأطراف بما فيها دولتا السودان وجنوب السودان. وقال عمران إن حكومة جوبا تسعى لعرقلة كل الجهود الرامية لإحلال السلام وإن وعوداً وأماني كبيرة تراودها بتبعية منطقة أبيي لها من خلال ما حشد من جهود دولية وإقليمية مطالباً المؤتمر الوطني بالتنازل عن السلطة لبقية الأحزاب ديمقراطياً، فيما أكَّد أنَّ تحالف قوى الأحزاب الإسلاميَّة هي الأحق بالحكم لأنها أحزاب تواثقت حول رؤية واحدة لحكم البلاد عبر الديمقراطية، هذا وغيره الكثير من القضايا التي تلمسها الحوار فإلى نص اللقاء:
> كيف نشأ حزب الوطن السياسي
< حزب الوطن نشأ نتيجة لإحساس بعض الشباب في الولايات كسنار والنيل الأزرق وكسلا، بالغبن لأنهم جزء من المؤتمر الوطني ولكنهم مهمشون وبدون اعتبار ولرد حقوقهم قاموا بإنشاء هذا الحزب. واعتبروا هذا هو المخرج، وإذا ما حالت أي ظروف دون هذا فسوف ينضمون للحركات المسلحة. خوفي من التداعيات التي يمكن أن تحدث لخروج شباب كهؤلاء ولعلاقتي بالأمن رأيت تكوين هذا الحزب واخترنا له اسم «الوطن» لأننا نريد أن نجمع وليس لنفرق. يقوم على أساس المواطنة وحرية استقلال القضاء وندعو لحرية الصحافة لأنها تساعد على الحكم الرشيد الذي يؤدي إلى تطور البلد. وبُني الحزب على ثلاثة مرتكزات وقاعدته موجودة في كل ولايات السودان واسمه يكفي لكي يعطيه القدرة على الانتشار والوجود في كل المناطق.
> رؤية الحزب وقراءته للأوضاع السياسية في الساحة؟؟
< الساحة السياسية الآن تشهد عدم استقرار سياسي مما أدى إلى ارتباك كل الأوضاع في الساحة، فالحزب الحاكم لا يسمع للآخرين، فمن ناحية سياسية هناك ارتباك، أما من ناحية أمنية فما يدور في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور ناتج عن سوء السياسات التي أدت هي لذلك. أما الناحية الاقتصادية فهناك معاناة وبعض الأسر لا تملك حق الوجبة الواحدة! الأطراف يا أخي الآن تعاني معاناة شديدة وهذا أدى إلى الفساد الاجتماعي الحاصل اليوم نتيجة للسياسات الاقتصادية المتبعة فصندوق الزكاة والتكافل لا يقومان بدورهما فدائرة المعاناة والفقر كل يوم في انتشار زائد وظل يؤثر على الحياة الاجتماعية وخلافه.
> بالاشارة إلى حديثك، ما هو برنامجكم لمعالجة الوضع الاقتصادي؟؟
< من ناحية الاقتصاد نرى في حزب الوطن أنه لا بد من مراجعة السياسات الاقتصادية كلها، وأمامنا معطيات مثل مشروع الجزيرة فكل البنيات التحتية له قد انتهت، وتحولت الجزيرة من منطقة إنتاج وداعم للاقتصاد، إلى مناطق تحتاج للدعم؟! فإذا ما نظرنا للمناطق المتاخمة لولاية الخرطوم ،سنار والقضارف والنيل الأزرق والنيل الأبيض، لعدم وجود الخدمات المهمة، هجرها مواطنوها، وزاحموا مواطني الخرطوم في الخدمات القليلة جداً وغير الكافية لهم مما أدى إلى الفراغ الراهن، فنحن في نظرتنا الاقتصادية والاجتماعية نسعى لتمدين الريف وليس العكس. لكي يطمئن المواطن هناك إلى أن حياته لا تقل عن مواطن ولاية الخرطوم في شيء. لضمان الإنتاجية التي ينتجها. أما من الناحية السياسية فلا بد من توافق القوى السياسية كلها على الثوابت، والاتفاق على ما اختلف بشأنه ومعالجته.
> وماذا عن رفع الدعم عن المحروقات كمعالجة اتخذت من طرف الحكومة؟؟
< العائد المادي، لهذا الإجراء قليل جداً ولكن أثره غير ملحوظ، فهل الحكومة تستطيع معالجة التداعيات التي سوف تصيب المواطن الذي سيواجه أثر ذلك في نشاطه الاقتصادي والاجتماعي وغيره؟ وهل القيمة المادية لهذه الآثار تساوي المكتسبات التي تهدف الحكومة لتحقيقها من خلال هذه الخطوة؟؟ نحن نعتبر هذه سياسة ذات وجهة واحدة غير شاملة.
> الوضع الآن في المنطقتين «جنوب كردفان والنيل الازرق» ونظرة الحزب لمعالجة قضاياها؟؟
< الانشقاقات الحاصلة لا ننكر أن هناك أجندة لبعض المتنفذين في تلك  النزاعات ولكي تعالج الحكومة تلك الإشكالات فلا بد لها أن تسترد مصداقيتها التي فقدتها ولا بد من رؤية حقيقية للمعالجة. ونحن في حزب الوطن نريد للامور أن تتعالج في إطار الحكومة وألا تجر إلى المعارضة والوطن كفاه ما لحق به، ولا بد من الجلوس للحوار فمهما كانت القوة لا سبيل للمعالجة سوى الجلوس والتحاور حتى لا يدفع الجميع ثمن ذلك.
> معنى ذلك أنكم في حزب الوطن تؤيدون مفاوضة قطاع الشمال؟؟
< ما أريد قوله وتوضيحه هنا أنه ومهما طالت الحرب فلا بد من الوصول إلى سلام وهذا لا يحصل دون الجلوس إلى الحوار فالقوة وحدها لا تكفي. وإذا كان لا بد من الحوار فلماذا لا نبدأه اليوم قبل الغد؟ الحكومة لا تخسر شيئًا إطلاقًا وما نخسره في التنمية أفضل من أن نخسره في حرب، والمواطن السوداني حصيف وواعٍ ويدرك اليوم كما ندرك كلنا أن السلطة غير موجودة إلا في الخرطوم وحتى المؤتمر الوطني فهو غير موجود إلا في الخرطوم وعواصم الولايات التي لها منفعة خاصة مع الحزب، وهذه حقيقة يجب أن يدركها إخواننا في الوطني. فالسلطة معزولة ولكنها عندها مال تستقطب به من تشاء.
> البشير أعلن ان العام 2014 سيكون عام السلام ونهاية التمرد والصراعات القبلية فكيف تنظرون لهذا من ناحية إستراتيجية فكرية؟؟
الإعلان شيء والعمل شيء آخر، فالإعلان لا بد من أن تتبعه إجراءات على الأرض أو في مستوى السلطة.
مقاطعة:
> هناك منابر كثيرة تم الاتفاق عليها للسلام؟؟
< كما يقال إن الحديث عبر المنابر ليس كالحديث على الأرض فالإنسان فيه يسعى للحقيقة المطلقة ولكن في غيره لا يستطيع فما أريد أن أقوله إن الإنسان يحتاج للأمن والسلام الاجتماعي، ورتق النسيج الاجتماعي، وإذا استطعت أن تقهرني اليوم بسلاح لا تستطيع غداً أن تحكمني به لأن السودان واسع. فلا بد من إزالة الاحتقانات التي ترسبت من خلال التسليح الذي تم لبعض الجهات مما أخل بالأمن. فلا بد من نزع السلاح من كل المجموعات التي لا يحق لها أن تحمل السلاح. وعلى المؤسسات النظامية والأمنية أن تقوم بواجباتها على الوجه الأكمل كما ينبغي.
> معنى ذلك أنك ترى أن السقف الزمني المحدد من قبل الرئيس غير كافٍ؟؟
< نعم فالعام 2014م كأننا نراه اليوم فهو قاب قوسين أو أدنى.
> أبيي واحدة من المناطق التي لا يزال جرحها ينزف، فما هي قراءتكم لما يدور فيها من قضايا؟؟
< مشكلة أبيي هي دخول السياسة في مفاصلها، فقد عشت من قبل في تلك المنطقة، وأعرف تمامًا أن العلاقات بين الدينكا نوك والمسيرية كانت متجذرة وكانوا يعيشون مع بعض كأحسن ما يكون ولكن الإرهاصات التي تحدثت عن وجود ثروة تحت الأرض ودخول السياسة، في من يمتلك هذه الثروة أدى إلى دخول المكون الدولي فيها وساعد فيها أيادٍ من الدولتين.
> ولكن القضية اليوم تجاوزت أفقها المحلي والقبلي إلى الدولي وصارت قضية بين دولتين؟؟
< نعم بين دولتين لأن المصالح دخلت فيها وأجَّجتها وجعلتها تكون بين دولتين من خلال منبر ميشاكوس الذي أدى إلى ارتكاب أكبر حماقة في البلد بانفصال الجزء المحبب لنا من السودان. ولكن إذا ما تُركت القضية لأهلها فإنهم قادرون على الحل. فحل قضية أبيي يفرضه المجتمع المحلي للمنطقة.
> القضية وصلت اليوم إلى تحكيم دولي واستفتاء وترسيم حدود، فهل ترون أن برتكول أبيي قادر على معالجة الأزمة؟
< لا يحلها إطلاقاً لأن أبيي وليس رأيي أن تاريخ 1/1/1956م هي حدود السودان المعترف بها سواء كان فيها أبيي أو لا. والمشكلة برأيي مثل كشمير زُرعت لتدخل المصالح الدولية من خلالها.
 > يعني ذلك أن أبيي مزروعة؟؟
< نعم ولا يمكن حلها بحسب الذين زرعوها إلا من خلال تدخلهم، لذلك نحن نشدد على أن نبعد تلك الجهات الخارجية من مشكلة المنطقة ونعيدها لأهلها وأصحابها وأن نهيئ لهم الجو المناسب حتى لا يجر الدولتين للمشكلات العالقة.
> وكيف تقرأون دور دولة الجنوب في تفاقم المشكلة بإصرارها على قيام الاستفتاء في أكتوبر؟؟
< برأيي أن الاستفتاء لن يقوم في أكتوبر بالرغم من دور حكومة جوبا في ذلك، لأنه بحسب الاتفاق أن يتم باتفاق الطرفين، وما تقوم به جوبا أهداف سياسية، تسعى حكومة جوبا إلى تحقيقها من خلال هذه المنطقة. ولا بد للحكومة أن تضع المجتمع المحلي موضع اهتمام.
> السلام في دارفور وما يجري بالأرض هناك كيف تنظرون إليه؟؟
< مشكلة دارفور قديمة، وكما قلت سابقاً إن دخول السياسة في المسألة أجج هذه القضية إضافة إلى المصالح التي زادت من وتيرة الصراعات في المنطقة وكانت المجتمعات تعيش في سلام تام والقضايا تحل وقتها عبر النظام الأهلي ومحاكم العمد لها هيبتها وإضعاف السلطة القبلية أدى لظهور قوة أخرى تتكون من عدة قبائل أصبحت تصارع في السلطة المركزية وتجد في ذلك تأييدًا من الأغلبية هناك. ولحل المشكلة لا بد من جلوس المكون الأهلي في دارفور لوضع إطار مشترك للحل وإذا ما اتفق الجميع وجلسوا في مؤتمر شامل يمكن لدارفور أن تخرج من المأزق الراهن.
> كيف تقرأون مخرجات منبر الدوحة؟؟
< يمكن أن يكون خطوة متقدمة لتسيير وتيرة السلام، لكن لا يمكن أن يحقق السلام بصورة عامة لأن هناك مناطق ما زالت لا تشهد التنمية المطلوبة وما زالت هناك قبائل بعيدة كل البعد عن دائرة الحلول، وبالتالي المؤتمر الدارفوري مهم للغاية لأهمية الأمن في الإقليم.
> رؤيتكم السياسية في أحزاب التحالف الإسلامي لحكم البلاد؟؟
< رؤيتنا في التحالف أنه تكوَّن وفقًا لمرجعية فكرية واحدة ونرى أنه في الوقت الراهن لا سبيل لإصلاح الوطن ما لم يتغير النظام لأن الفساد انتشر في كل مكان ومن الصعب الإصلاح، وهم في الأساس لا يقبلون النصح فماذا نفعل معهم؟ فنحن رأينا أن نتفق لأجل إصلاح الحال وهذا يتم بطريقة واحدة.
> بماذا ستغيرون النظام بالسلاح مثلاً أم بصناديق الاقتراع؟؟
< نحن نسعى إلى تغيير النظام بنظام آخر ديمقراطي ونحن لسنا مع استخدام السلاح نحن ضده، ونتمنى أن يكون التغيير بالحزب الحاكم نفسه.
> كيف؟
< عبر الجلوس للأحزاب والتنازل لها طواعية عن الحكم، وهذا من مصلحته شأء أم أبى فهذه هي سنة الحياة، والتشبث بالسلطة واكتناز المال ليس من شيم الإسلاميين، ويجب عليهم أن يهربوا منها لأن العاقبة كبيرة، أقول هذا الكلام وأنا رئيس حزب وإذا وجدت شخصاً يأخذ عني هذه المسؤولية لمنحتها له.
> الحزب الحاكم الآن له مبادرات مع الأحزاب المعارضة لتشكيل حكومة كبيرة الظل فما هي رؤيتكم لتلك الحكومة المقبلة؟؟
< التشكيل القادم نسمع به ولكننا لم نره ولم يجرِ الحزب الحاكم أية اتصالات معنا في التحالف فهو يجريها مع الأحزاب القديمة والتي كلنا يعرف رأي قواعدها فيها، نحن نتمنى أن يكون التغيير عبر الانتخابات عن طريق دستور شفاف.
> كأحزاب تحالف هل تملكون من المؤهلات والمقدرة ما يجعل منكم بديلاً ديمقراطياً للحكومة الراهنة؟؟
< بكل  تأكيد نملك هذه المقدرات، فالتحالف كجسم لا يلغي الأحزاب المكوِّنة له وإنما تحالفت الأحزاب لكي تكون الرؤية موحدة لكي لا تتجزأ الجهود وتتفرق، ولنا في التحالف رأي في الدستور فلا يمكن أن يكون معبراً لكل مكونات الوطن وبعض أجزاء الوطن إلا من فيها غير متوفر فلا بد من وجود السلام أولاً لكي يعبر الدستور عن الجميع.
> هناك من يرى أن تحالف أكثر من «17» حزبًا تحت رؤية واحدة من المستحيلات، ويقولون ما يمنع هؤلاء من أن يكونوا حزباً واحدًا؟؟
< نسأل الله أن يكونوا حزباً واحداً كما قال هؤلاء، ولكن حتى الآن في التحالف لم نجد تنازعًا فيما بيننا لأن الهدف ليس في من يكون الأول وإنما مبدأنا يختلف تماماً عن تلك الصغائر. وهنا ندعو إلى ضرورة أن تتكاتف كل القوى السياسية والاتفاق على ثوابت والسعي للاتفاق فيما اختلفنا عليه وعلى السلطة أن تعطي الاعتبار لهذه الأحزاب