الاثنين، فبراير 10، 2014

الوطن) في حوار مع رئيس « حزب الوطن» اللواء الركن «م» عمران يحيى يونس

dansudan
 

«خطاب الوثبة الوطنية» بنقاطه الأربع ستكون نتائجه جيدة إذا صحبه الحوار الجاد نحن ندعم قيادة الدولة إذا كانت النية إخراج الوطن من المتاعب
نشر في الوطن يوم 09 - 02 - 2014

قبل عدة أشهر التقيته باللواء ركن عمران  يحيي يونس بدار حزب الوطن بام درمان في سوق ليبيا لقد  لمست من الرجل انفعالاً بقضايا الوطن والمواطن وحرصاً شديداً على حل مشاكل السودان السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومن خلال الحوار معه لمست أيضاً حرصه على السلام والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع السوداني وقد أهداني كتيباً تعريفياً عن الحزب الذي يرأسه »حزب الوطن« وقد وجدت فيه تفصيلاً للقضايا التي أثارتها »جلسة الحوار معه« وقد وجدت فيه إجمالاً لكثير من القضايا التي تحتاج للتفصيل في حوار يطالعه قراء صحيفة »الوطن«
عصر الخميس الماضي كان حواراً مع اللواء »م« عمران يحي يونس الذي ينتمي للدفعة »31« بالقوات المسلحة والذي تقاعد منها في العام 2010م.
التقيته وفي ذهني عدد من القضايا التي أثارها ذلك الحوار بمكتبه بدار الحزب بام درمان قبل عدة أشهر والذي تحتاج بعض محاوره للتفصيل.
فكان هذا الحوار مع رئيس حزب الوطن والذي لم يخلو من سخونة في بعض أجزائه من خلال بعض أسئلته وبعض إجاباته.
حزب الوطن من أجل الوطن
* سألته : لماذا حزب الوطن .. هذا الاسم له دلالة عميقة هل يستطيع حزبكم الإيفاء بمطلوبات ذلك ؟
أجاب وقد ارتسمت على وجهه نصف ابتسامة :
حزب الوطن تأسس في شهر أكتوبر 2012م ويقوم الحزب على أساس المواطنة فهي الأساس الذي تنبني عليه الحقوق والواجبات .. فالتلازم بين الحق والواجب واستقلال ونزاهة القضاء وتنزيل وثيقة الحقوق الحريات للواقع وحرية أبداء الرأي، والصحافة كلها مدخلات مهمة لخلق شخصية »مواطن صالح« ووطن قوي عملاق لذا أسمينا حزبنا ب»الوطن«.
* سألته مقاطعاً : ولكن تردد أن حزبكم تكون من مجموعة »مغضوب عليهم« من المؤتمر الوطني الذين رفضوا »بندول الدكتور نافع« وترشحوا مستقلين في انتخابات عام 0102م وخرجوا على الحزب ..؟
- أجاب مقاطعاً:
صحيح أن عضوية ونواة تأسيس الحزب من المستقلين الذين كانوا ضمن عضوية المؤتمر الوطني وترشحوا في انتخابات 0102م ضمن المستقلين ومن معظم الولايات وخاصة ولاية الجزيرة وسنار وكسلا والقضارف.
* سألته »مقاطعاً«:
معنى ذلك أن حزبكم قام على رد فعل ..
- أجابني مقاطعاً:
إن أهداف حزبنا لا تختلف عن الأحزاب السياسية الأخرى الموجودة في الساحة ، ولكن ترتكز أهم الأهداف في الاهتمام بالأطراف ومناطق الأنتاج والزراعة وخاصة مشروع الجزيرة.
* سألته مقاطعاً:
ولكنك سعادتك لم تجب عن سؤالي السابق ؟
- أجاب مقاطعاً:
نحن حزب الوطن من أجل »قضايا الوطن« كل الوطن والآن حزبنا له عضوية في كل أنحاء السودان .
الاتهام بالقبلية مردود
* سألته : هناك اتهام أثير بشأن حزبكم بأنه ارتمى بكلياته من حيث أشخاصه وأهدافه وبرامجه في القبلية ما مدى صحة هذا الاتهام ؟
- أجاب قائلاً وقد تغيرت بعض ملامح وجهه:
لقد سمعنا بعض الناس يتهمون الحزب بأنه قبلي فأنا ابن المؤسسة العسكرية وقد انتخبت رئيساً لهذا الحزب في المؤتمر التأسيسي ، فلا يمكن أن يصل الشخص لرتبة اللواء وهو يتوشح رداء القبلية ..
ولا يوجد تطرق لقبلية في الحزب والحزب مفتوح لكل من يرغب في الانضمام إليه .. أنا شقيقي الأستاذ عمر يحيى ضمن عضوية المؤتمر الوطني فإذا كان حزبنا قبلياً لانضم إليه مناصراً لأخيه ولكن هذه افتراءات من البعض بسبب الغيرة السياسية.
ندعم قيادة الدولة :
* قلت له : دعنا ندخل في محور مهم من محاور هذا الحوار .. ما هو رأيكم في الخطاب الأخير للسيد رئيس الجمهورية ؟
- أجاب قائلاً:
في البدء لا بد من تنبيه مهم أننا في حزب »الوطن« لم تصلنا دعوة من المؤتمر الوطني لحضور خطاب السيد الرئيس ونحن نسمع بأن الدعوات قدمت لكل القوى السياسية ويحتمل بأننا في حزب الوطن لا نعدّ من القوى السياسية .. فلماذا هذا التجاهل لنا من المؤتمر الوطني ؟ وفي تقديرنا أن ذلك جزء من تجاهله لبعض الأمور والقضايا إلى أن تصل إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها.
* سألته مقاطعاً: لماذا هذا التحامل على حزب المؤتمر الوطني وقد طرح رؤية جديدة لحل كل قضايا الوطن؟
- أجاب قائلاً: منذ تأسيس حزبنا لم نسع إلى عداوة حزب المؤتمر الوطني لأن حزب الوطن هو حزب وفاقي ويسعى إلى التوافق مع كل القوى السياسية والاتفاق على الثوابت الوطنية ..
ويضيف قائلاً:
دعنا أخي نتجاوز هذا الأمر فمن أجل الوطن يهون كل شيء ، أما عن رأينا في خطاب السيد الرئيس فأن الإرهاصات التي سبقته رفعت سقف توقعاتنا وكنا نتوقع أكثر مما ذكر في الخطاب ورغماً عن ذلك فإن النقاط الأربع التي جاءت في خطاب الوثبة الوطنية إذا صاحبها الحوار الجاد فإن النتائج ستكون جيدة ..
أما إذا كان التعامل معها للاستهلاك وإضاعة الوقت فإن نتائجها ستكون وخيمة.
لذا فإننا ندعم قيادة الدولة للمضي قدماً نحو الإصلاح الشامل ، فالتغييرات التي تم إجراؤها في هيكل الحكومة وخاصة في حزب المؤتمر الوطني قد أحدثت حراكاً في الساحة السياسية فنحن في حزب الوطن هنأنا الذين نالوا ثقة الرئيس ودعونا الله تعالى أن يوفقهم لما فيه الخير للوطن والمواطن.
ودعونا القوى السياسية لدعم قيادة الدولة إذا كانت النية إخراج الوطن من المصاعب التي تواجهه سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية أو اجتماعية ، ودعونا أيضاً الحركات المسلحة إلى نبذ العنف والانحياز لنداء السلام ، وأيضاً القبائل التي تقاتل بعضها في دارفور مساعدة الجهود التي تبذل من قبل القيادات الرسمية والأهلية من أجل رتق النسيج الاجتماعي ونجدد دعوتنا هذه أيضاً في هذا الحوار.
نزاهة الانتخابات مطلبنا
* سألته : تبنيتم في حوار سابق لكم في صحيفة الانتباهة في شهر سبتمبر الماضي رأياً ينادي بتنازل المؤتمر الوطني عن السلطة .. هل ما زلتم عند هذا الرأي بعد الإصلاحات التي تمت أخيراً؟
- أجاب قائلاً:
نرى ضرورة قيام حكومة انتقالية لأن النزاهة في العملية الانتخابات لا تتم إلا عبرها وحتى إذا كانت العملية الانتخابية نزيهة في ظل الحكومة الحالية فسيرى الآخرون أنها غير نزيهة لذا فالحكومة الانتقالية ، حتى ولو تم تأجيل الانتخابات ستفند أي ادعاء بالتزوير.
ويضيف قائلاً: سيخوض حزبنا الانتخابات القادمة إذا تم تعديل الملاحظات التي أثيرت في الورشة التي انعقدت من أجل مناقشة قانون الانتخابات حتى إذا لم يتم تشكيل حكومة انتقالية فما لا يدرك جله لا يتركه كله.
الإجماع على الدستور مطلوب:
ويستدرك قائلاً:
في تقديري أن إقرار الدستور الدائم للبلاد أمر ضروري لإخراج الوطن من هذه الدوامة ، ولكن السعي للسلام وانضمام الجميع يقوي الدعوة لدستور دائم يجد الجميع فيه أنفسهم ، وإقرار الدستور في غياب البعض يعطيها المبرر لانتقاده حتى ولو كان مبرأ من كل عيب.
مشاركة الجميع في السلام
* سألته : في الكتيب التعريفي بحزب الوطن هناك رؤى قيمة في مسألة السلام .. كيف تنظرون للحوار الذي تعتزم الحكومة إجراؤه في الأيام المقبلة مع قطاع الشمال بخصوص المنطقتين؟
- أجاب قائلاً:
المفاوضات التي ستجرى مع قطاع الشمال بخصوص منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق نرى ضرورة مشاركة القوى السياسية فيها لإعطائها الصبغة القومية وحتى لا يحمل المؤتمر الوطني أو قطاع الشمال الآخر بالتسبب في إفشال المفاوضات.
فجنوب كردفان والنيل الأزرق نرى ضرورة التفاوض لإيجاد حلول لمشاكلهما من أجل مواطن المنطقتين .. فما زالت أحداث أبو كرشولا وأم روابة حاضرة في الأذهان فلا نريد لها أن تتكرر وما يصرف في المجهود الحربي يجب أن يذهب للتنمية وإذا كانت الجبهة الثورية أو قطاع الشمال أو الحركات المسلحة بمسمياتها المختلفة تعمل من أجل المواطن فإننا في حزب الوطن نناشدها بالجنوح للحوار السلمي فيكفي الوطن ما يعانيه. والحال ينسحب على قضايا دارفور بأعجل ما يكون ونرى ضرورة مشاركة القوى السياسية في الحل حتى لا تدعي الأطراف المختلفة سواء كانت الحكومة أو الحركات المسلحة بعدم المصداقية في تنفيذ ما اتفق عليه وليكن الحل قومياً..
السودان وجنوب السودان :
ويضيف قائلاً:
إن قضية السلام أمر يهمنا ليس داخل السودان بل حتى في دولة جنوب السودان الشقيقة ، فما حدث فيها شيء مؤسف وله تأثيره على السودان بكل تأكيد والسودان في تقديرنا هو الجهة الوحيدة القادرة على التأثير للوصول للحل السلمي.
المبادئ لا تتغير بتغيير الاسم :
* سألته في ختام الحوار : كيف يوفق حزبكم بين أهدافه الخاصة ورؤى التحالف الوطني للتغير الذي أنتم جزء منه ؟
- أجاب قائلاً:
صحيح أن حزب الوطن عضو في التحالف الوطني للتغير وانضوائه تحت هذا التحالف لا يمنع من الإدلاء بآرائه بصورة مستقلة في بعض القضايا والشؤون العامة.
والانتقاد الذي وجه للتحالف بتغيير اسمه من تحالف القوى الإسلامية والوطنية فإن تغيير الاسم لا يغير المبادئ التي اتفقت عليها الأحزاب كما إن تعديل الاسم وافقت عليه معظم الأحزاب المنضوية تحت التحالف والأمر في النهاية شورى بين الأعضاء.