الأحد، أغسطس 02، 2009

بوكو حرام


dansudan


تمرد المتطرفين الاسلاميين في شمال نيجيريا الذي انتهى مؤخرا مع اعدام زعيمه محمد يوسف، ليس حدثا غريبا في نيجيريا رغم أن أغلبية سكانها من المعتدلين، حيث يعود تاريخ حركات التمرد التي تقودها عناصر إسلامية إلى مطلع القرن التاسع عشر الميلادي، نقلا عن تقرير إخباري السبت 1-8-2009.وقد تجمع هؤلاء المتطرفون في حركة اطلق عليها اسم "طالبان" الذي قد يوحي بوجود علاقة مباشرة لها مع حركتي طالبان في افغانستان وباكستان. لكن العديد من المحللين النيجيريين والغربيين يرون ان هذه العلاقة غير محتملة، وفي ذات الوقت يقرون بوجود شبكات ونشاطات دعوية اسلامية في نيجيريا البلد المنتج للنفط والاكثر كثافة سكانية في افريقيا (140 مليون ساكن نصفهم يدين بالاسلام).

وتتكون حركة "طالبان" التي يعني اسمها بلغة الحوسة "بوكو حرام" اي "التربية الغربية حرام"، بالخصوص من طلاب تخلوا عن دراساتهم.ظهرت تلك الحركة بهذا الاسم سنة 2002 في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو لكن السلطات قالت انها تاسست منذ 1995.وفي 2004 اقام "طالبان" نيجيريا الذين كان عددهم مئتين بمن فيهم النساء، قاعدتهم في قرية كاناما (يوبي). ويبدو ان محمد يوسف كان له آلاف الانصار.ووقعت اعنف المواجهات الدامية خلال الايام الاخيرة في مايدوغوري عاصمة بورنو معقل "طالبان".واحتضنت بورنو لفترة طويلة مركز التعليم الاسلامي في نيجيريا. وكانت بورنو مهد امبراطورية كانم بورنو التي تاسست على ضفاف بحيرة تشاد سنة 850 ميلادية، في الموقع الذي شهد دخول الاسلام الى نيجيريا.وفي 1086 اعتنق حاكم كانم بورنو في تلك الحقبة ماي ابن عبد الجليل الاسلام واقام مركزا للدراسات اسلامية.وكانت اكبر ولايات شمال البلاد مثل كانو وزاريا تدين بالاحيائية حتى القرن الرابع عشر عندما انتشر الاسلام مع دعاة فولاني.وفي 1804 قاد طالب اسلامي من فولاني يدعى عثمان دان فوديو حركة تمرد ادت سنة 1808 الى اقامة خلافة اسلامية عاصمتها سوكوتو في شمال شرق البلاد. وقد سيطرت هذه الخلافة على اكبر جزء من شمال البلاد حتى تمت الاطاحة بآخر خليفة قتله البريطانيون سنة 1903.وخلال حكمهم في شمال نيجيريا ابقى البريطانيون على العديد من قوانين الشريعة في قانون العقوبات المحلي.وخلال انتخابات 1999 فاز رجل سياسي في الشمال يدعى احمد ساني بحملة ركز فيها على ضرورة تطبيق الشريعة الاسلامية في النظام القضائي.ومنذ 1960 شهدت نيجيريا عدة انتفاضات اسلامية سحقها الجيش النيجيري.

ليست هناك تعليقات: