دخول الهوسا السودان
دخول الهوسا الي السودان لا زال هو الجدل الذي تدور الساقية حوله دون الوصول الي شاطئ الحقيقة ذلك لاختلاف الروايات من مؤرخ لأخر . والعباره الصحيحة هي وجود الهوسا في السوان وليس دخولهم لأنه يقال عن الهوسا متواجدون اصلا منذ أن كانت تلك الارض السودانية تتبع لبلاد الهوسا الاولي التي تمتد من بلدة سواك التي تقع علي البحر الاحمر غربا وذلك في عهد سيدنا ابراهيم عليه السلام .
ويقال ايضا ان الهوسا متواجدون في السودان الشرقي قبل الاسلام في هجرتهم التي قامت علي نظام دايسبورا ( diaspora) التي اكتدها الدراسة البريطانية حول الهجرات البشرية وهذا في حد ذاته ضرب في التاريخ بعيد الامد .
واذا اكتفينا بدخولهم الحديث الذي يدور حوله الجدال سنجد أنه كان في عام 1716م بغرض الهجرة الي الحج منذ أن كانت مكة هي القبلة القاصدة لقوافل المسلمين المهاجرين اليها وكانت البوابة السودانية الغربية هي المدخل وارض السودان هي المعبر الي ارض الحجاز وظلت قوافل حجيج الهوسا تعبر ارض السودان شرقا وجنوبا وهي متجهه الي مكه المكرمه والمسجد الاقصي بالقدس وظل حجاج الهوسا يعبرون فوجا فوجا علي مدار سنين طويلة بمختلف الطرق حتي طاب لبعضهم المقام في السودان .
الهوسا والسلطنة الزرقاء
لقد كانت للهوسا علاقة وثيقة بالسلطنة الزرقاء خاصة العاصمة سنار وذلك لتوجهات تلك السلطنة الاسلامية وإهتمامها بالدعوة وقد لاقي هذا التوجه نفس اهتمامات الهوسا وأشواقهم الروحية فاسس الهوسا في ظل السلطنة خلاوي الشيخ محمد القدال والزين صغيرون والتي كانت تضم حوالي خمسة آلاف طالب من غربي افريقيا . كما اشار كتاب طبقات ودضيف الله الي عيسي ود كنو .
لقد كان لمسار السلطنة وتوجهاتها الأثر الملموس علي الهوسا في السودان إذ كان لهذا المد التاريخي والسياسي بصمات واضحة تمثلت في توجهات الهوسا نحو كتابة المصحف الشريف بالخط المغربي والتمسك بثوابت الدين واحكام القران والاحتراز من الفتنة والتوجه كذلك نحو العمل والانتاج لم يصدهم عن دينهم فساد بل كانت قلوبهم معلقة بالمساجد والتعبد بكل همة .
الهوسا والمهدية
ظلت هجرة الهوسا تعبر السودان منذ عدة قرون ولما كانت هجرتهم في سبيل الله لم يراو بدأ من ان يستجيبوا لنداء الجهاد الذي رفع لواءه الامام محمد احمد المهدي في ارض السودان .
وقد هاجرت الهوسا الي نصرته من كل صوب وقد علم الهوسا آنذاك إن الجهاد مع الامام المهدي فرض عين فأجلو الحج الي حينه وانخرطوا في كتائب الجهاد الاسلامي مع المهدي وكانت لهم صفحات خالدات .
لقد برز من أمراء الهوسا في الثورة المهدية القائد
(مندي ابو دقن الهوساوي ) الذي أبلي بلاءا حسنا في مجاهدة الانجليز , والقائد أبو التيمان الذي قاد حلف المسراب بالعباسية تقلي في جبال النوبة وهو الحلف الذي شكل دفعة قوية لانتصارات المهدي وكثيرون غيرهم شاركوا منهم من مات شهيدا ومنهم من قضي نحبه لاحقا وكانوا دوما علي العهد بهم ملبين لنداء الدين والوطن .
ومن المستندات الموجودة بمتحف شيكان بمدينة الابيض يوميات المجاهد (حمزة عبد الله ابكر ) الحلاق الخاص بالامام المهدي والتي تظهر تفاصيل عديدة لمسيرة المهدي من خلال اليوميات التي كتبت .
ويزكر المؤرخون الذين كتبوا عن الخليفة عبدالله التعايشي ان احد مستشاريه كان من الهوسا وهو الذي أشار الي الخليفة بصناعة (الجبخانة) كما تعلم صناعتها في بلاده بلاد الهوسا وصنعت الجبخانة لأول مرة في السودان واحتفل بذلك ثلاث ايام علي التوالي بامدرمان ويذكر رواة الهوسا كذلك ان احد فرسان الهوسا ممن يروضون الخيل ويسوسونها قد اهدي فرسه (النادي ) والمدرب للخليفة عبد الله .
نضالات الهوسا في دار مساليت
إذا تصفحنا سجل التاريخ الجهادي في السودان نجد فيه نجوما لامعة من ابناء الهوسا سجلو أسمائهم باحرف من نور وإن لم يسعنا حصرها هنا ولكننا سنقدم بعض النمازج من بعض الملامح الخالدة والتي تبعث علي الفخر والإعزاز .
فقد لعب العمدة \ حامد محمد عثمان الهوساوي دورا عظيما وخالدا في تاريخ سلطنة دار مساليت (الجنينة ) وسجل له التاريخ الطويل للسلطنة مواقف مشرفة ومشرقة فقد كان مجاهدا بارا ومؤمنا بدوره العظيم والخالد في تاريخ سلطنة دار مساليت وقد اصدر السلطان عبد الرحمن بحر الدين ابكر اسماعيل وثيقة من السلطنة عرفانا بدوره وهي الآن موجودة لدي أحفاده بامدرمان .
الهوسا ومسيرة العطاء السياسي
في هذا المنعطف الهام من مسيرة المجتمع السوداني يطرأ سؤال مشروع عن مسيرة أبناء الهوسا في السودان وعن عطائهم السياسي والدعوي والعمل الوطني لاسيما أن أمة الهوسا تشكل جزاء من النسيج الاجتماعي للكيان السوداني وكان لأبنائه عطاء ومساهمات لا يمك ن ان يتخطاها سجل التاريخ الوطني والدعوي ولا ينكرها إلا مكابر
ولما كان التاريخ سجل الماضي وعبرة الحاضر فإن اضواءا علي عطاء وكسب الماضي هي التي تعطي المؤشر الصادق لدروب المستقبل الآمن فيصبح من واجب ابناء أمتنا اليوم أن يسددوا خطاهم فهم بلا شك مشاركون في المسيرة القاصدة لله والوطن .
المصد كتاب (مكونات الهوسا وموروثاتها الثقافية ) من تاليف الاستاذ سليمان عمر سندة
دخول الهوسا الي السودان لا زال هو الجدل الذي تدور الساقية حوله دون الوصول الي شاطئ الحقيقة ذلك لاختلاف الروايات من مؤرخ لأخر . والعباره الصحيحة هي وجود الهوسا في السوان وليس دخولهم لأنه يقال عن الهوسا متواجدون اصلا منذ أن كانت تلك الارض السودانية تتبع لبلاد الهوسا الاولي التي تمتد من بلدة سواك التي تقع علي البحر الاحمر غربا وذلك في عهد سيدنا ابراهيم عليه السلام .
ويقال ايضا ان الهوسا متواجدون في السودان الشرقي قبل الاسلام في هجرتهم التي قامت علي نظام دايسبورا ( diaspora) التي اكتدها الدراسة البريطانية حول الهجرات البشرية وهذا في حد ذاته ضرب في التاريخ بعيد الامد .
واذا اكتفينا بدخولهم الحديث الذي يدور حوله الجدال سنجد أنه كان في عام 1716م بغرض الهجرة الي الحج منذ أن كانت مكة هي القبلة القاصدة لقوافل المسلمين المهاجرين اليها وكانت البوابة السودانية الغربية هي المدخل وارض السودان هي المعبر الي ارض الحجاز وظلت قوافل حجيج الهوسا تعبر ارض السودان شرقا وجنوبا وهي متجهه الي مكه المكرمه والمسجد الاقصي بالقدس وظل حجاج الهوسا يعبرون فوجا فوجا علي مدار سنين طويلة بمختلف الطرق حتي طاب لبعضهم المقام في السودان .
الهوسا والسلطنة الزرقاء
لقد كانت للهوسا علاقة وثيقة بالسلطنة الزرقاء خاصة العاصمة سنار وذلك لتوجهات تلك السلطنة الاسلامية وإهتمامها بالدعوة وقد لاقي هذا التوجه نفس اهتمامات الهوسا وأشواقهم الروحية فاسس الهوسا في ظل السلطنة خلاوي الشيخ محمد القدال والزين صغيرون والتي كانت تضم حوالي خمسة آلاف طالب من غربي افريقيا . كما اشار كتاب طبقات ودضيف الله الي عيسي ود كنو .
لقد كان لمسار السلطنة وتوجهاتها الأثر الملموس علي الهوسا في السودان إذ كان لهذا المد التاريخي والسياسي بصمات واضحة تمثلت في توجهات الهوسا نحو كتابة المصحف الشريف بالخط المغربي والتمسك بثوابت الدين واحكام القران والاحتراز من الفتنة والتوجه كذلك نحو العمل والانتاج لم يصدهم عن دينهم فساد بل كانت قلوبهم معلقة بالمساجد والتعبد بكل همة .
الهوسا والمهدية
ظلت هجرة الهوسا تعبر السودان منذ عدة قرون ولما كانت هجرتهم في سبيل الله لم يراو بدأ من ان يستجيبوا لنداء الجهاد الذي رفع لواءه الامام محمد احمد المهدي في ارض السودان .
وقد هاجرت الهوسا الي نصرته من كل صوب وقد علم الهوسا آنذاك إن الجهاد مع الامام المهدي فرض عين فأجلو الحج الي حينه وانخرطوا في كتائب الجهاد الاسلامي مع المهدي وكانت لهم صفحات خالدات .
لقد برز من أمراء الهوسا في الثورة المهدية القائد
(مندي ابو دقن الهوساوي ) الذي أبلي بلاءا حسنا في مجاهدة الانجليز , والقائد أبو التيمان الذي قاد حلف المسراب بالعباسية تقلي في جبال النوبة وهو الحلف الذي شكل دفعة قوية لانتصارات المهدي وكثيرون غيرهم شاركوا منهم من مات شهيدا ومنهم من قضي نحبه لاحقا وكانوا دوما علي العهد بهم ملبين لنداء الدين والوطن .
ومن المستندات الموجودة بمتحف شيكان بمدينة الابيض يوميات المجاهد (حمزة عبد الله ابكر ) الحلاق الخاص بالامام المهدي والتي تظهر تفاصيل عديدة لمسيرة المهدي من خلال اليوميات التي كتبت .
ويزكر المؤرخون الذين كتبوا عن الخليفة عبدالله التعايشي ان احد مستشاريه كان من الهوسا وهو الذي أشار الي الخليفة بصناعة (الجبخانة) كما تعلم صناعتها في بلاده بلاد الهوسا وصنعت الجبخانة لأول مرة في السودان واحتفل بذلك ثلاث ايام علي التوالي بامدرمان ويذكر رواة الهوسا كذلك ان احد فرسان الهوسا ممن يروضون الخيل ويسوسونها قد اهدي فرسه (النادي ) والمدرب للخليفة عبد الله .
نضالات الهوسا في دار مساليت
إذا تصفحنا سجل التاريخ الجهادي في السودان نجد فيه نجوما لامعة من ابناء الهوسا سجلو أسمائهم باحرف من نور وإن لم يسعنا حصرها هنا ولكننا سنقدم بعض النمازج من بعض الملامح الخالدة والتي تبعث علي الفخر والإعزاز .
فقد لعب العمدة \ حامد محمد عثمان الهوساوي دورا عظيما وخالدا في تاريخ سلطنة دار مساليت (الجنينة ) وسجل له التاريخ الطويل للسلطنة مواقف مشرفة ومشرقة فقد كان مجاهدا بارا ومؤمنا بدوره العظيم والخالد في تاريخ سلطنة دار مساليت وقد اصدر السلطان عبد الرحمن بحر الدين ابكر اسماعيل وثيقة من السلطنة عرفانا بدوره وهي الآن موجودة لدي أحفاده بامدرمان .
الهوسا ومسيرة العطاء السياسي
في هذا المنعطف الهام من مسيرة المجتمع السوداني يطرأ سؤال مشروع عن مسيرة أبناء الهوسا في السودان وعن عطائهم السياسي والدعوي والعمل الوطني لاسيما أن أمة الهوسا تشكل جزاء من النسيج الاجتماعي للكيان السوداني وكان لأبنائه عطاء ومساهمات لا يمك ن ان يتخطاها سجل التاريخ الوطني والدعوي ولا ينكرها إلا مكابر
ولما كان التاريخ سجل الماضي وعبرة الحاضر فإن اضواءا علي عطاء وكسب الماضي هي التي تعطي المؤشر الصادق لدروب المستقبل الآمن فيصبح من واجب ابناء أمتنا اليوم أن يسددوا خطاهم فهم بلا شك مشاركون في المسيرة القاصدة لله والوطن .
المصد كتاب (مكونات الهوسا وموروثاتها الثقافية ) من تاليف الاستاذ سليمان عمر سندة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق