الأحد، أبريل 11، 2010

قبيلة الارنجا

dansudan
في قرى كبيرة بين مناطق (المساليت) و (القمر) – قبيلتان كبيرتان في غرب دارفور، يسكن الآلاف من (شعب الآرنجا) والكلمة – الأرنجي – سادت عليهم من لغة محلية يتحدث بها أقدم الجيران جميعاً المساليت، الذين تقع مضاربهم في جهة الجنوب، والكلمة تعنى الشخص أو الشخوص الذين انحدر أصلهم من شبه جزيرة العرب! ويحكتم الآرنقا في شؤونهم الداخلية إلى قيادات أهلية برتب مختلفة، متعارف عليها في نظام خاص ومتقادم يتدرج بين الفرش والدمالج ، الشيوخ ، انتهاء بالعقد وهم مسؤولو الشباب.وفي القرى الكبيرة مثل أبو سروج، سريا، دمته، سرف جداد، صليعة، أبو قبينة، كسكدوك، أرمنكول وأبو قرين يحظى العقد بحاشيات من الشباب المتحمس تدفع بهم في أحيان كثيرة إلى تجاوز الفرش أنفسهم وتشكيل مراكز قوى ذات سلطة ومنافسة لافتة في الحفاظ على التقاليد والآرثيات داخل كيان القبيلة.وتزعم أغلب الروايات والمحكات هنا التي ترجع أصول هذه المجموعات إلى شبه الجزيرة العربية أن أول من قدم منهم – أي الآرنجا، العرب – إلى هذه المنطقة ثلاثة أخوة هم عطية حميات وراشد برفقة شقيقة تدعى (ترجم).حيث احتمل (الإخوة الأربع) هم الدعوة ماضون إلى عمق السودان القديم حتى استقروا في غرب السودان (المعروف اليوم) وشرقي تشاد كان ذلك في القرن الحادي عشر الميلادي.لغة الآرنجالاثنية الآرنجا لغة خاصة الملاحظ أنها كثيراً ما لتلتقى مع لغات التاما والسميرية جبل، وهي قبائل محلية وبالنسبة إلى الأولى فإن التطابق يبلغ جداً يظن معه السامع ان القبيلتين – الأرنجا والتامة – ماهما سوى شئ واحداً ! وتقريباً فإن أكثر من 75% من مفردات لغة الآرنجا بغرب دارفور، ذات طبيعة عربية مع بعض الكنة العجمية!بين ما تبقى فنتاج استقرار الآرنجا القديم في المنطقة واتصالهم بأهالي المنطقة المساليت جنوبا التامة شمالاً، والقمر شلقاً وانعكس ذلك على غير قليل من الكلمات والمفردات المستوحاة وبعض الملامح العامة للغة الآرنجا.الأرنجا والمساليتلعب الجوار الجغرافي دوره كاملاً في الحفاظ على السجل نظيفاً في العلاقة بين الأرنجا والمساليت أحد أكثر القبائل نفوذاً في المنطقة حيث عرفت لهم دار مساليت بل ويعترف المنتمون إلى قبيلة المساليت بفضل وعرفان كبيرين للرجال الآرنجا نسبة لدعمهم في الحرب ضد سلطان الفور لقد كانت نتيجة الحلفا بين الآرنجا والمساليت انتصار الأخيرة وامتناعهم عن الدخول في نفوذ الفور الذين أسسوا أعظم سلطنة عرفتها المنطقة على الإطلاق وعليه ظلت دار الآرنجا الحلفاء تتمتع بإدارة شؤونها دون تدخل من جانب المساليت وقد وجدت وثيقة مكتوبة بالدوايةوهي بقايا الرماد الأسود المعروف بـ(السكن) تخلط بالماء تعهد إلى الآرنجا بحدود ديارهم وبالحكم الذاتي، وأرجعت الوثيقة من صياغ كتابتها إلى اجتماع بينهم والمساليت في وفدين كبيرين أدى كلاهما القسم على ان لا يتعدى على الآخر وان يعمل جهده للابقاء على أواصر الصلة في أنقى وأنظف صورها ومنذ قديم بلغت العلاقة درجة ان يرعى البعض ان الآرنجا هم أحد البطون الكبيرة التي تنتمي إلى منطقة المساليت، ولربما كان خطأ كبيراً ذهاب البعض إلى الإدعاء هذا.زعماء الآرنجامنهم القائد عمر أبمدى أحد أقرب مساعدي الخليفة عبد الله تورشين، خليفة المهدي حيث نصبه زعيماً على قبيلته – الآرنجا – لكنه اخلتف معه في بعض الجوانب والشؤون الإدارية المحلية في منطقة أبو قرين وهي قرية كبيرة فترك أثر ذلك الزعامة وسافر إلى الخليفة في أمدرمان واستقر غربها تماماً.عمل أمبدى بخلوته في تحفيظ أطفال الأنصار القرآن الكريم وكان الناس بزورونه ويقولون نحن ذاهبون إلى فكي أمبدي وبالطريقة هذه أطلق الاسم على المنطقة التي صارت تعرف اليوم أمبدة وهي مدينة ملحقة بغربي أمدرمان.أما القائد رمضان بره، فهو أحد القادة المرموقين في سلطنة الفور حيث شغل منصب نائب القائد لجيش السلطان وعنه تروى بعض المخطوطات ان السلطان علي دينار لم يرسله لمحاربة دار مساليت، مخافة ان يتعاطف مع أهالي المنطقة من أبناء قبيلته الذين يشلكون تحالفاً استراتيجياً ذا شأن مع المساليت خصوم السلطان.ثورة الفكي أبو جميزةيعتب رمحمد زين أبو جميزة، الذي اشتهر بالفكي أبو جمزية، أحد أبناء قبيلة الآرنجا الذين قادوا ثورة تصحيحية في مواجهة جنود الخليفة (تورشين) رجل المهدي ولخيفته القوي.والمصادر تذكر ان جنود الخليفة المعروفين بـ(الجهادية) بقيادة أحد رجاله يدعى عثمان جاتو استباحوا حرمات وأموال الأبرياء وقتلوا المزراعين وحرقوا محاصيلهم الأمر الذي قام على إذكاء دار فتنة شددية كان من شأنها تبادل التهم بين قبائل المنطقة ! هذا قاد إلى ثورة الفكي أبو جميزة.وعلاوة على ذلك ما شاع عن خبر قفل طريق (دارفور) المؤدي إلى الحج فعلى هذا الأساس قامت ثورة عارمة، تفاعل معها الحيران والمهاجرين (دارسي القرآن الكريم) في عدد كبير من القبائل لينضم إليها بعد ذلك أبناء الآرنجا والاسنقور والتامة والمساليت وبني هلبة والبرنو بجانب الزغاوة والبرقو!تمكن الفك يأبو جميزة قائد الثورة بما توفر له الحاق الهزيمة تلو الهزيمة بجند الخليفة تورشدين خليفة المهدي في أمدرمان كان آخر تلك الهزائم التي حشد لها الخليفة (16) ألف مقابل الذين أبيدوا على أيدى ثوار أبو جميزة نهاية عام 1888م.وقد توفى الفكي بعد دفاع صلب عن مبادئه فخلفه أخوه (الفكي إسحق) الذي قاد الثوار إلى معركة لم تكن متكافئة وكان حينها يلاحقظ فلول الجهادية عندما منى بهزيمة مفاجئة في سبتمبر 1889م كان من شأنها القضاء على ثورة تصححية كبيرة توازي في أهدافها وتزامنها ثورات السلطان مادبو زعيم الرزيقات والأمير يوسف الفوراوي وثورتي بني هلبة والتعايشة والتي أراج الخليفة عبد الله تورشين للقضاء عليها أنها ردة عن المهدية بعد رحيل المهدي يجب اخمادها!النظام الأهلي لدى الآرنجاقلنا إن الآرنجا عرفوا حكما ذاتياً مستقلاً اتسم بهيمنة رجالهم على العام والخاص من شؤون هذه القبيلة الأقل نزوعاً إلى المواجهة مع القبائل المشتركة.وتوطدت في قرى الأرنجا وهي قرى كبيرة من القش والجريد وبعض المباني الطينية نظم حكم أهلي راسخ يرجع إلى أول فشلها واستيطانها بهذه المناطق، وكانت رتب متدرجة بين الفرش والعقد تدير بكفاءة وحكمة حياة القبيلة اليومية.ويوجد الفرش داؤود إدريس إسحاق، علمه عربي فضل صيام، وضيف علمه بوش وهؤلاء هم المسؤولون عن مناطق كبرى مثل سربا، سرف جداد و أبو سروج.أما العمد فيوجد منهم محمود أبو شنب، إبراهيم أبو بشر، آدم النور ، محجوب حسن يعقوب، يحي عربي مرمار، وأحمد علمة بوش، وتقع تحت مسؤوليتهم قرى سلية منجورة ، دمتا، معلقة، ردتي منقاش، وأبو سروج وهي عبارة عن قرى كبيرة مكتظة بأفراد الآرنجا.بينما هنالك إمارات كبرى، ومناطق سكن اختلط فيها الأرنجا بقبائل أخرى مثل منطقة أو سروج ودار جبل (المسيرية) وفيها عين الأمير يحي محمد علمة والسيد أحمد مهدي ماكن.أما مناطق الرحل فتنحصر في أبو سروج وعرديبة وهما تقعان تحت إدارة السيدان محمد عيسى دقق وعبد الرحمن أصيل وبإنقضاء عام 1994م انشأ الآرنجا أمارة كبيرتي في منطقة سربا التي انتخب لها السيد عبد الحليم إبراهيم إدريس وهو بذلك أول أمير عام لقبيلة الآرنجا.

ليست هناك تعليقات: