الخميس، يونيو 21، 2012

الهوسا في السودان

دخول الهوسا السودان
دخول الهوسا الي السودان لا زال هو الجدل الذي تدور الساقية حوله دون الوصول الي شاطئ الحقيقة ذلك لاختلاف الروايات من مؤرخ لأخر . والعباره الصحيحة هي وجود الهوسا في السوان وليس دخولهم لأنه يقال عن الهوسا متواجدون اصلا منذ أن كانت تلك الارض السودانية تتبع لبلاد الهوسا الاولي التي تمتد من بلدة سواك التي تقع علي البحر الاحمر غربا وذلك في عهد سيدنا ابراهيم عليه السلام .
ويقال ايضا ان الهوسا متواجدون في السودان الشرقي قبل الاسلام في هجرتهم التي قامت علي نظام دايسبورا ( diaspora) التي اكتدها الدراسة البريطانية حول الهجرات البشرية وهذا في حد ذاته ضرب في التاريخ بعيد الامد .
واذا اكتفينا بدخولهم الحديث الذي يدور حوله الجدال سنجد أنه كان في عام 1716م بغرض الهجرة الي الحج منذ أن كانت مكة هي القبلة القاصدة لقوافل المسلمين المهاجرين اليها وكانت البوابة السودانية الغربية هي المدخل وارض السودان هي المعبر الي ارض الحجاز وظلت قوافل حجيج الهوسا تعبر ارض السودان شرقا وجنوبا وهي متجهه الي مكه المكرمه والمسجد الاقصي بالقدس وظل حجاج الهوسا يعبرون فوجا فوجا علي مدار سنين طويلة بمختلف الطرق حتي طاب لبعضهم المقام في السودان .
الهوسا والسلطنة الزرقاء
لقد كانت للهوسا علاقة وثيقة بالسلطنة الزرقاء خاصة العاصمة سنار وذلك لتوجهات تلك السلطنة الاسلامية وإهتمامها بالدعوة وقد لاقي هذا التوجه نفس اهتمامات الهوسا وأشواقهم الروحية فاسس الهوسا في ظل السلطنة خلاوي الشيخ محمد القدال والزين صغيرون والتي كانت تضم حوالي خمسة آلاف طالب من غربي افريقيا . كما اشار كتاب طبقات ودضيف الله الي عيسي ود كنو .
لقد كان لمسار السلطنة وتوجهاتها الأثر الملموس علي الهوسا في السودان إذ كان لهذا المد التاريخي والسياسي بصمات واضحة تمثلت في توجهات الهوسا نحو كتابة المصحف الشريف بالخط المغربي والتمسك بثوابت الدين واحكام القران والاحتراز من الفتنة والتوجه كذلك نحو العمل والانتاج لم يصدهم عن دينهم فساد بل كانت قلوبهم معلقة بالمساجد والتعبد بكل همة .
الهوسا والمهدية
ظلت هجرة الهوسا تعبر السودان منذ عدة قرون ولما كانت هجرتهم في سبيل الله لم يراو بدأ من ان يستجيبوا لنداء الجهاد الذي رفع لواءه الامام محمد احمد المهدي في ارض السودان .
وقد هاجرت الهوسا الي نصرته من كل صوب وقد علم الهوسا آنذاك إن الجهاد مع الامام المهدي فرض عين فأجلو الحج الي حينه وانخرطوا في كتائب الجهاد الاسلامي مع المهدي وكانت لهم صفحات خالدات .
لقد برز من أمراء الهوسا في الثورة المهدية القائد
(مندي ابو دقن الهوساوي ) الذي أبلي بلاءا حسنا في مجاهدة الانجليز , والقائد أبو التيمان الذي قاد حلف المسراب بالعباسية تقلي في جبال النوبة وهو الحلف الذي شكل دفعة قوية لانتصارات المهدي وكثيرون غيرهم شاركوا منهم من مات شهيدا ومنهم من قضي نحبه لاحقا وكانوا دوما علي العهد بهم ملبين لنداء الدين والوطن .
ومن المستندات الموجودة بمتحف شيكان بمدينة الابيض يوميات المجاهد (حمزة عبد الله ابكر ) الحلاق الخاص بالامام المهدي والتي تظهر تفاصيل عديدة لمسيرة المهدي من خلال اليوميات التي كتبت .
ويزكر المؤرخون الذين كتبوا عن الخليفة عبدالله التعايشي ان احد مستشاريه كان من الهوسا وهو الذي أشار الي الخليفة بصناعة (الجبخانة) كما تعلم صناعتها في بلاده بلاد الهوسا وصنعت الجبخانة لأول مرة في السودان واحتفل بذلك ثلاث ايام علي التوالي بامدرمان ويذكر رواة الهوسا كذلك ان احد فرسان الهوسا ممن يروضون الخيل ويسوسونها قد اهدي فرسه (النادي ) والمدرب للخليفة عبد الله .
نضالات الهوسا في دار مساليت
إذا تصفحنا سجل التاريخ الجهادي في السودان نجد فيه نجوما لامعة من ابناء الهوسا سجلو أسمائهم باحرف من نور وإن لم يسعنا حصرها هنا ولكننا سنقدم بعض النمازج من بعض الملامح الخالدة والتي تبعث علي الفخر والإعزاز .
فقد لعب العمدة \ حامد محمد عثمان الهوساوي دورا عظيما وخالدا في تاريخ سلطنة دار مساليت (الجنينة ) وسجل له التاريخ الطويل للسلطنة مواقف مشرفة ومشرقة فقد كان مجاهدا بارا ومؤمنا بدوره العظيم والخالد في تاريخ سلطنة دار مساليت وقد اصدر السلطان عبد الرحمن بحر الدين ابكر اسماعيل وثيقة من السلطنة عرفانا بدوره وهي الآن موجودة لدي أحفاده بامدرمان .
الهوسا ومسيرة العطاء السياسي
في هذا المنعطف الهام من مسيرة المجتمع السوداني يطرأ سؤال مشروع عن مسيرة أبناء الهوسا في السودان وعن عطائهم السياسي والدعوي والعمل الوطني لاسيما أن أمة الهوسا تشكل جزاء من النسيج الاجتماعي للكيان السوداني وكان لأبنائه عطاء ومساهمات لا يمك ن ان يتخطاها سجل التاريخ الوطني والدعوي ولا ينكرها إلا مكابر
ولما كان التاريخ سجل الماضي وعبرة الحاضر فإن اضواءا علي عطاء وكسب الماضي هي التي تعطي المؤشر الصادق لدروب المستقبل الآمن فيصبح من واجب ابناء أمتنا اليوم أن يسددوا خطاهم فهم بلا شك مشاركون في المسيرة القاصدة لله والوطن .

المصد كتاب (مكونات الهوسا وموروثاتها الثقافية ) من تاليف الاستاذ سليمان عمر سندة

الأحد، أبريل 22، 2012

(الاتنفه) .. (فرن جني ) ..(الزمرقي) ... ثقافة الهوسا تنشرها الجامعات

الخرطوم: رانيا أبكر


اتخذت العديد من روابط الطلاب بالجامعات والمعاهد العليا من الأسابيع الثقافية وسيلة ومنبراً لعرض ثقافاتها وتراثها على نحو ما احتضنته ساحة النشاط الطلابي بجامعة النيلين في الأيام الفايتة , حيث حرص أبناء منطقة أو قبيلة على عرض ما عندهم من أجل التعبير والتوثيق عن تراث وعادات وتقاليد القبيلة أو المنطقة التي ينتمون إليها ولتعريف بقية أفراد المجتمع بها خاصة الشباب الذي يشكل حضوراً جميلاً في مثل هذه الفعاليات .

حوى المعرض المصاحب للأسبوع الثقافي ثقافات ولهجات لبعض القبائل مما يلا يعرفه الناس بالإضافة للأعشاب الطبيعية التي تم عرضها بطريقة شيقة.

منوعات الأحداث التقت ببعض المشاركين وأخذت إفاداتهم، ففي أول مكان توقفت فيه كان الشعار المعلق (جناح رابطة طلاب الهوسا) الذين تحدث عدد منهم:

(أرض الشفاء التيجاني) التي ابتدرت حديثها بأن تراث الهوسا يعتبر من التراث الذي داس علية أبناؤها بأنفسهم بعد انفتاحهم على العالم الخارجي لذلك نحن كشباب وطلاب نبذل كل جهدنا من أجل التعريف بالهوسا والعديد من موروثاتنا التي يعتقد الكثير من الناس أنها خاصة بقبائل أخرى سودانية فمن أشهر موروث أكلاتنا الشعبية (الكلوة) التي تدخل بشكل أساسي في صناعة شطة الأقاشي وهو يصنع من الفول السوداني المسحون(الدكوة) وتضاف إليها الفلفل الأسود (والقشري الذي يعني الملح) والزنجبيل السوداني والقرفة والكسبرة والعديد من البهارات التي تمدها بالنكهة الذكية وتعتبر من أشهى المأكولات في مناطق مايو والإنقاذ وبعض من مناطق الحاج يوسف وأم درمان .

فرن جني... عرق المحبة

كما أضافت أيضا ما يسمى (فرن جني) الذي يترجم بالعربية الدم الأبيض وهو عبارة عن عرق يستعمله الشباب ويسمونه (عرق المحبة) كما توجد بعض من الأعشاب المفيدة للجسم مثل (العرافنوا) وهي تستخدمه النساء بعد الولادة يعمل كمسكن للألم كذلك (الزمرقي) يستخدم مسحونا لعلاج الحساسية وكشراب بعد قليه بالماء لتهدئة الأعصاب والتوتر ومن أشهر أكلاتنا الشعبية الموجودة وتباع في الأسواق بكثرة خاصة السوق العربي (القورو) الذي يؤكل في الصباح الباكر قبل الشاي يعالج الضعف الجنسي والسكري والضغط كما نتميز بأكلة )الوينا (التي تصنع من الدخن بعد تخميره ويوضع الصاج الخاص بصناعة الوينا على النار ويوضع عليه القليل من الزيت وبعد أن يسخن يوضع عجين الوينا حتى يحمر ويقلب على الجهة الأخرى.

وفي جانب الخيمة علقت بعض المصطلحات والأمثال بلغة الهوسا وترجمت إلى العربية منها (رون زافي باء ناء كادو ني) الذي يترجم (الماء الساخن ما بسبح فيهو الضفدع) وهو دائما ما يحذر به الشخص كي لا يضع نفسه في وضع غير مناسب .

كما أضافت رانيا أن للهوسا لبسهم الخاص ويعرف بـ(الأتنفة) يسمونه في السودان اللبس الإفريقي أو الكنغولي وهو عبارة عن قماش يصنع من القطن بمختلف الألوان والتشكيلات منها السادة والمشجر والمطرز والمخرم، أما بالنسبة للنساء فيفضلن الملون الذي يأتي بمختلف التفصيلات منها الأسكيرت ولا يخيط وإنما يلف فقط على الجسم والبلوزة التي يتفنن المختصون في تفصيل هذا النوع من الملابس في إخراجها بشكل جميل وجذاب للغاية بالإضافة إلى (تون كالي) وهي ربطة الرأس عبارة عن قطعة من ذات القماش تكون مستطيلة وتربط على الرأس بمختلف أنواع الربطات كما يمكن أن تفصل في شكل جلباب كامل أما بالنسبة للرجال فهو السادة والمشجر ويكون في شكل قميص طويل يصل إلى الركبة ومعه سروال وطاقية .

ولم يغفل المعرض أبناء القبيلة من الفنانين والمبدعين مثل شرحبيل أحمد- وإبراهيم حسين- وعمر عبدو هؤلاء على سبيل المثل لا الحصر .

الأربعاء، فبراير 29، 2012

زفاف سودانيين الهوسا Sudanese Hausa Wedding


حنة ابو عللوية ( ذول كفل الهوساوي )


جلسة هوساوية يوم زفاف ذول الكفلي

جلسة هوساوية يوم زفاف ذول الكفلي

العريس يخليط قدو قدو في يوم حنته

السبت، فبراير 25، 2012

عرض متحف سودانيين الهوسا View sudanese Hausa Museum


الطب البلدي لابناء الهوسا ( التداوي بالاعشاب )

طلاب و طالبات الهوسا في جامعة البحر الاحمر

طالب من اتحاد طلاب الهوسا في جامعة البحر الاحمر يرتدي لبسة هوساوية

بتات الهوسا في كسلا في مهرجان ثقافي يعرضن تراث الهوسا

طالب من اتحاد طلاب الهوسا في جامعة البحر الاحمر يقدم برنامج في الحفل الختامي للمحرجان


طالب من اتحاد طلاب الهوسا في جامعة البحر الاحمر يرتدي ملابس هوساوية يشرح للزوار الكرام


ادوات التى تستخدم في المنازل قبل التكنلوجية و الادوات هم راغية و هي مثل الثلاجة , غورية

عرض اتحاد طلاب الهوسا في مهرجان جامعة البحر الاحمر ماكولات الهوسا ( قدو قدو / فوره , عصيدة / تُوو , قورو , كلوه , دداوه)

عرض اتحاد طلاب الهوسا في جامعة البحر الاحمر مكتبة الهوسا ( كتاب الله مترجم باللغة الهوساوية و كثير من الكتب الاسلامية مترجمة بلغة الهوسا + ادوات العلاج البلدي ( دواية / توادة , القلمي , لوح / اللو و جزء من العشاب اشهرهم ققي و هو نوع من العشاب لعلاج البوز الجنسي
طلاب الهوسا في مهرجان جامعة البحر الاحمر
Sudanese Hausa students in university Red Sea Festival

طلاب الهوسا في مهرجان جامعة البحر الاحمر
Sudanese Hausa students in university Red Sea Festival


عرض ابناء الهوسا في دارفور ( نيالا) اداة الحرب في زمن المهدية و ما قبله ( كوري د بكا )
View Hausa people in Darfur (Nyala) tool of war in time of Mahdia and earlier (Cory d baKa)


عرض تراث الهوسا في كسلا
Sudanese Hausa symbol
 شعار الهوسا في السودان

الجمعة، فبراير 24، 2012

وصالٌ و إتصال !!! للشاعر احمد ابو ازاهر الهوساوي

الهوسَا يا عَلمُ الهُدَى ورُموزهُ وجذور شعبٍ طيب الأعراقِ

وراوائعُ الأزمان تعرف إرثهم قيمٌ تُجسدُ قمةُ الأخــــلاقِ

وهبوا النفوس بِطِيبِهَا لِطَبِيبَهَا لزموا الخشُوع لقاسم الأرزاقِ

هِممٌ لها في الشاهقاتِ مآذنٌ ورعٌ وزهدٌ خَافَــــــــهُ الإملاقِ *

فـــــالأرضُ طُهرٌ للعبادةِ موطنٌ والدِين في عُرف القبيلة باقِ

السبت، فبراير 18، 2012

مجموعة قرقاجيا للثقافة والتراث

dansudan
شهدت أمسية الجمعة 30/12/2011م وبأم بدة الحارة 43 ميلاد مجموعة قرقاجيا للثقافة والتراث حيث تم اعتمادها من قبل الفرقة القومية للفنون الشعبية التابعة للإدارة العامة للفنون بوزارة الثقافة الاتحادية ضمن منظومة الفرق والمجموعات التي تعمل في مجال الفنون الشعبية الأهلية. وتهتم هذه المجموعة بنشر ثقافة وتراث الهوسا والتعريف به. وتضم هذه المجموعة تسعة فرق تراثية تتناول كلها ثقافة الهوسا وتراثهم إضافة لقضايا بقية مكونات المجتمع. وهذه الفرق هي فرقة المحبة وفرقة قرقاجيا سمارن هوساوا وفرقة قرقن ذكرى (سفينة الذاكرين) وفرقة ولقيا (البرق) وفرقة كومي ربوني وفرقة وتا تافتو وفرقة كينوا وفرقة هسكي وفرقة أبكر أبو زيتونة إضافة إلى رابطة الشعراء التي تضم مجموعة من الشعراء بلغة الهوسا.
وكلمة «قرقاجيا» مقتبسة من لغة الهوسا وهي تعني التراث وكثيرون قد لا يعلمون أن الهوسا لغة شأنها شأن اللغات الحية في العالم كالعربية والإنجليزية والفرنسية وغيرها. وهي تمثل لغة التواصل الأولى لكل الشعوب التي تقطن في الرقعة الجغرافية التي كانت تعرف قديماً ببلاد السودان والتي تقع جنوب الصحراء الكبرى وتمتد من البحر الأحمر شرقاً وحتى المحيط الأطلسي غربا. كما تمثل لغة الهوسا أهم اللغات الإسلامية ويتحدثها بها أكثر من مائتي مليون شخص على مستوى العالم، وقد كتبت بالحرف العربي قبل أكثر من ثمانية قرون وألفت بها العديد من الكتب في شتى ضروب المعرفة وترجمت منها وإليها كتباً ومؤلفات عديدة كما تدرس بالعديد من الدول في جامعاتها ومعاهدها المختلفة وتبث بها العديد من البرامج عبر المحطات التلفزيونية والإذاعات العالمية.
إن كلمة هوسا - وكما ذكر البروفيسور يوسف الخليفة أبوبكر في مقال له نشر بصحيفة الرأي العام في أكتوبر من العام 2010م: «لم تعد تعني قبيلة الهوسا بل تتضمن كل من يتكلم الهوسا ممن ينحدرون من أصول مختلفة إلا أنهم صاروا هوساويين لغة وثقافة». ويعضد ذلك ما ذكره البروفيسور الأمين أبو منقة - وهو من أبناء الفولاني - حيث يقول: «تعتبر لغة الهوسا أولى اللغات التداولية في غرب أفريقيا حيث يتحدث بها أكثر من ثمانين مليون نسمة ينتمي كثير منهم عرقاً إلى قبائل أخرى غير هوسية تهوَّست عبر العصور وصارت لا تعرف لها هوية غير هوية الهوسا، لذلك بدأ الباحثون منذ فترة بالتعامل مع الهوسا باعتبارهم أمة مثل الأمة العربية قد تعدت مرحلة القبيلة وليسوا بقبيلة».
إن الهوسا يعتبرون من ضمن مكونات المجتمع السوداني ويمتلكون إرثاً ثقافياً كبيراً وتراثاً ثراً وغنيا، ومع هذا لم يكن هذا التراث وهذه الثقافة بمعروفين لدى السواد الأعظم من أفراد الشعب السوداني وذلك بسبب الربكة التي أحدثها اسم «الفلاتة» الذي يطلقه الشعب السوداني كاسم جامع ليضم كل القبائل السودانية التي تعود بجذورها إلى غرب إفريقيا وأهمها وأكبرها الهوسا وإن كان اسم «الفلاتة» هو في الحقيقة اسم لإحدى هذه المجموعات القبيلة وهم «الفلاني» كما يعرفون بهذا الاسم لدى الهوسا بينما يعرفون باسم «فلاتة» لدى قبائل الكانوري عند بحيرة تشاد. وفي ذلك يقول البروفيسور يوسف الخليفة أبوبكر في مقاله آنف الذكر: (لم يختلف الناس في أسماء إفريقية كاختلافهم في قبيلة ولغتهم)، (ولذلك يكتنف الغموض لدى العامة والخاصة في مفهوم الفلاتة). ويعضد ذلك الدكتور عمر عبد الماجد في كتابه (تاريخ الدول والإمبراطوريات الإسلامية في السودان الغربي والأوسط)؛ حيث يقول: (ولعله من المفيد أن نؤكد في البدء بأن الأسماء التي تطلق على هذه المجموعة الإثنية تختلف من مكان لآخر فهم يعرفون باسم «الفلاني» في ديار الهوسا وباسم «الفلاتة» في ديار الكانوري عند بحيرة تشاد وباسم «بني فلان» لدى القبائل العربية والبربرية في منطقة تمبكتو وباسم «بولي» لدى علماء الأجناس الفرنسيين. أما الفولاني فإنهم يطلقون على أنفسهم اسم «فولبي» بل حتى أصلهم الذي ينحدرون منه وكما ذكر الدكتور عمر الماجد لا يزال لغزاً من ألغاز التاريخ الأفريقي إذ أن هناك العديد من الفرضيات في هذا المجال ويتفق معه البروفيسور الأمين أبو منقة في هذا الزعم؛ حيث أشار إلى وجود ما لا يقل عن عشر نظريات حول أصلهم.
بسبب هذه الربكة التي أحدثها هذا الاسم فقد ضاعت كل إسهامات الهوسا الثقافية وحجبت معظم أعمالهم التراثية عن الأسماع والأنظار بل منها ما نسبته بعض القبائل إليها وحتى تاريخهم المشرق بالسودان وإسهاماتهم منذ المهدية بل حتى قبلها وإلى ما بعد الاستقلال لا تزال مجهولة هي الأخرى، لذلك وحتى يرد الفضل إلى أهله ويتعرف الناس على الهوسا وإسهاماتهم في شتى المجالات جاءت مجموعة قرقاجيا للثقافة والتراث لتتحمل عبء التعريف بهذا التراث وتوثيقه وحفظه للأجيال القادمة.
وبما أن مجموعة قرقاجيا للثقافة والتراث تهتم بنشر ثقافة وتراث الهوسا إلا أنها وبحكم أن الهوسا جزء لا يتجزأ من مكونات الشعب السوداني فسوف تهتم هذه المجموعة في أعمالها التي سوف تقدمها بكل قضايا المجتمع بمختلف تكويناته لأنها تأثرت بهذا المجتمع وأثرت فيه، لذلك وبالرغم من خصوصية الاسم إلا أنها سوف تنظر إلى الجميع نظرة واحدة وتحقيقاً لذلك فإنها تسعى إلى تحقيق حزمة من الأهداف السامية والغايات النبيلة التي يمكن تلخيصها في الآتي:
1- نشر تراث وثقافة الهوسا والتعريف به.
2- الحفاظ على ثقافة وتراث الهوسا وذلك بتسجيله وتوثيقه.
3- تشجيع الانفتاح الثقافي والتواصل التراثي بين قبيلة الهوسا والقبائل المختلفة لتقوية أواصر الترابط والتآخي بين مكونات المجتمع.
4- نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع المختلفة.
5- المساهمة في التعبئة العامة للمشاركة في القضايا القومية والوطنية.
6- المساهمة في محاربة التمييز العرقي والاستعلاء القبلي والجهوي وترسيخ معاني الوحدة الوطنية.
7- إحياء روح التكافل والتراحم بين أفراد القبيلة وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين مكونات المجتمع المختلفة.
8- المحافظة على النظام العام وصون المجتمع من التمزق والتفسخ والانحلال وذلك بتزكية القيم الروحية الفاضلة ومحاربة العادات الضارة.
أما الأساليب والوسائل التي سوف تستخدمها المجموعة لتحقيق هذه الأهداف وإنزالها لأرض الواقع فهي سوف تستخدم كل الوسائل المتيسرة التي لا تتعارض مع القوانين والأعراف السائدة بالمجتمع ويمكن تلخيص هذه الوسائل في الآتي: -
1-إحياء الحفلات الشعبية في المناسبات المختلفة لعكس ثقافة وتراث الهوسا.
2- تسيير القوافل الثقافية بالتعاون والتنسيق مع بقية قطاعات المجتمع للتعريف بتراث وثقافة الهوسا.
3- إقامة الأسابيع والمهرجانات الثقافية بصورة دورية وفي مناطق السودان المختلف.
4- المشاركة في إحياء المهرجانات الثقافية والتراثية داخلياً وخارجيا.
5- المشاركة في إحياء المناسبات القومية والتعبوية.
6- إقامة المعارض والندوات والمحاضرات للتعريف بتراث وثقافة الهوسا.
7- التعاون مع كل الجهات التي تعنى بنشر الثقافة والتراث داخليا وخارجيا.
8- استخدام كل وسائل التكنولوجيا المعاصرة لنشر وتوثيق تراث وثقافة الهوسا والتعريف به.
9- إصدار المطبوعات والمجلات والمشاركة في المطبوعات والمجلات والصحف للتعريف بثقافة وتراث الهوسا وتوثيقه.
انعقدت الجمعية العمومية لهذه المجموعة وتم اختيار الأستاذ/ عبده مصطفى داؤود رئيساً لها والأستاذ/ إدريس أبكر أبو زيتونة أميناً عاما، إضافة إلى ثمانية وعشرين عضواً آخرين لعضوية المكتب التنفيذي الذي يضم عشر أمانات، كما تم اختيار الأستاذ/ أبكر أبو زيتونة رئيساً فخرياً وراعياً للمجموعة.