الاثنين، سبتمبر 13، 2021
أمة الهوسا تحتفل باليوم العالمي للغة الهوسا بالفاشر Masarautar Hausawan Sudan arewacin darfour Alfashin tana Bikin ranar hausa ta duniya 26/08/2021
الفاشر..تقرير/محمد شعيب
احتفلت إمارة قبيلة الهوسا بمدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، عصر اليوم "الخميس" بساحة نادي الموردة الرياضي بحي تمباسي شمال-- باليوم العالمي للغة الهوسا الذي يصادف السادس والعشرين من أغسطس من كل عام بمشاركة رسمية وشعبية تقدمهم اللواء ،عبد الحميد ماينس، ممثل حاكم إقليم دارفور، والأستاذ إدريس محمد عبدالله ،المدير العام لوزارة التربية والتعليم ممثل حكومة الولاية ،بجانب إلى عدد من القيادات التنفيذية والأعيان وجمع غفير من المواطنين.
أمة الهوسا
اللواء عبد الحميد ماينس أكد لدى مخاطبته الاحتفال إن الهوسا أمة وليست قبيلة نظرا لانتشارهم الواسع في أكثر من عشرين دولة أفريقية وآسيوية. مشيرا إلى تمسك أمة الهوسا بتراثياتهم ،وثقفاتهم وتاريخيهم. مؤكدا أن الهوسا ساهموا بتأسيس مدينة الفاشر. مبينا أن الاحتفال يجسد تعبيرا للسلام الحقيقي، ورتقا للنسيج الاجتماعي الذي تنشده أطراف العملية السلمية. مشيدا بالتعايش السلمي، والقيم النبيلة، والتدين الذي تمتاز به أمة الهوسا في السودان.
إهداءات الهوسا
الأستاذ إدريس محمد عبدالله، المدير العام لوزارة التربية والتعليم، ممثل حكومة الولاية، بدوره أكد بأن الهوسا أهدت البلاد أشياء كثيرة من بينها مساهمة الراحل محمد حسين "لَلِي" في إنزال وحرق العلم الانجليزي في عام ١٩٥٢م وهو اليوم الذي هلك فيه ملك بريطانيا جورج السادس ربما بسبب صدمة حرق العلم على حد تعبيره. وقال إدريس :" إن الفن والإبداع يجري في عروق قبيلة الهوسا ،وأن المدينة تشهد لهم المشاركات في الفعاليات الرسمية بتراثياتهم ،وعروضهم الرياضية، ومآكولاتهم الشعبية ". موضحا بأن الهوسا كانوا في القِدم يقصدون الحجاز سيرا على الأقدام من مناطق نائية لتأدية شعيرة الحج. متمنيا أن يتمسك أبناء الهوسا بنهج آبائهم في التدين والمعاملة الحسنة.
اللغة العالمية
مصطفى محمد إبراهيم ،أمير قبيلة الهوسا، بالفاشر، من جهته أكد أن لغة الهوسا تسير جنبا إلى جنب مع اللغات العالمية الأخرى في شتى بقاع العالم، وأنها تدرس في الجامعات والمعاهد العليا، فضلا عن وجود إذاعات وفضائيات مخصصة بلغة الهوسا.
اللغة النابضة
الباحث في التراث والثقافة، الأستاذ إبراهيم أبكر سعد، قطع في حديثه بأن لغة الهوسا من ضمن اللغات النابضة عالميا التي اعتمدتها منظمة "اليونيسكو". موضحا أن سلطنة دارفور القديمة جزء من الأمبراطورية الكبيرة التي امتدت من نهر النيجر غربا حتى نهر النيل شرقا.مؤكدا بأن الهوسا ظلت محافظة على سلميتها ولم يسجل لها التاريخ الدخول في احتراب وحروبات أهلية، وقطع بأن أضابير المصالحات التي تجرى بالبلاد لم تشهد عقد صلح بين قبلية الهوسا والقبائل الأخرى. مشيرا إلى أن إمارة الهوسا في ولاية جنوب دارفور تتميز بعموديتين.
عروض تراثية ورياضية
تخللت الاحتفال عروض رياضية في كرة القدم بمشاركة النجم الدولي "الصادق شلش" وعدد من النجوم الأخرين، كما شاركت فرقة التايكندو بقيادة الكابتن "ثاني" بجانب فرقة الجمباز. كما قدمت فرقة "التكي" عروضا رائعا تجاوبت معها الجماهير، بجانب تقديم الرقصات الشعبية، وأغاني وشعر بلغة الهوسا.
هنوهنو في الموعد
قدم الشاب محمد عيسى الصادق الملقب ب"هنوهنو" عروض الإيكروبات التي كان يقدمها الراحل "جدو ناصر" حيث وُضع صخرة كبيرة على صدره ويضرب على الصخرة بآلة المرزبة من رجال أشداء البنية الجسمانية ، كما قام أيضا برفع صفيحة محملة بالتراب بأسنانه ووُضع على الصفيحة طفلا.
معرض وتكريم
شهد الاحتفال افتتاح معرضا تراثيا للمأكولات الشعبية والمشروبات الخاصة بقبيلة الهوسا بجانب الاطلاع على الإصدارة الشهرية التي تصدر في الخرطوم باسم "هسكي" وتعني الأضواء ، كما كرم الاحتفال حكومة إقليم دارفور، وحكومة الولاية، وأسرة الراحل "للي" بجانب أمير قبيلة الهوسا.
ارتياح من الجمهور
عقب انتهاء الحفل قدم المدير العام لوزارة الشباب والرياضة بشمال دارفور، الطيب بركة ،التهنئة للجنة المنظمة لهذا الحفل، وأضاف مبتسما:" هذا الحفل لن يعوض مرة ثانية لمن فاته".
الاثنين، أبريل 26، 2021
الامير مولانا عبدالجليل أدم حسين
من مواليد ولاية النيل الأبيض مدينة تندلتي تلقى تعليمه الإبتدائي بمدينة تندلتي ثم المرحلة المتوسطة بمدرسة كوستي الأهلية الوسطى درس المرحلة الثانوية بالأبيض بمدرسة خور طقت بنين.
نال درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخرطوم في العام 1969م، إلتحق بالسلطة القضائية في نفس العام ثم ترقى إلى قاضي الدرجة الثانية في العام 1972م، ثم إلى قاضي الدرجة الأولى في العام 1976م، ثم قاضي المحكمة العامة في العام 1983م، ثم قاضي محكمة الإستئنافات في العام 1988، نال درجة الماجستير في الشريعة الإسلامية من جامعة الخرطوم في العام 1990، ثم تولى منصب *قاضي المحكمة العليا في العام 1993*
يتميز مولانا عبدالجليل أدم حسين بالشخصية القوية والشجاعة والمبادرة، والقدرة على إتخاذ القرارات السليمة، له أسلوب متفرد ولديه مرونة في التعامل يضع الأمور في نصابها، كان نوراً يهدي الناس سواءَ السبيل يلتف الناس حوله يستمعون إلى حديثه وعمق تفكيره وأصالة علمه ورجاحة عقله، قدم لوطنه وعشيرته أعظم الأعمال، وأنشأ أجيالاً يرسمون خطاه ويسيرون على نهجه ويواصلونا رسالته الخالدة، ألا رحم الله قدوتنا مولانا عبدالجليل أدم حسين.
الذي أم المصلين لصلاة المغرب بمنطقة مرفع العمدة بولاية سنار وإتجه في طريقه إلى ولاية الخرطوم وعندها لبى نداء ربه راضياً مرضياً إثر حادث حركة أليم *يوم الجمعة الموافق 9/4/1998 الــــ8ـــاعــة مساءاً*.
لو كان الموت يصنع شيئاً لأوقف مد الحياة بأفكارها وموروثاتها الزاخرة الظافرة ، لكنه قوة ضئيلة بجانب قوة الله الحي التي تنبثق منها الحياة...
الفقد الجلل مولانا عبدالجليل أدم حسين كان *أميراً لأمة الهوسا بالسودان* حتى وفاته في العام 1998م.
الهوسا و المهدية - الامير أبو دقن الـهـوسـاوي
الأميـر أبو دقن الـهـوسـاوي المدفون بغرب القاش كسلا وتاريخ المهدية المدفون في براثين الإستعلاء العريقي والكسب السياسي
بالرغم من أن تاريخ المهدية في السودان هو الأوفر حظاً في التدوين والتوثيق إلا أننا نجد أن هناك أحداث شديدة الضبابية تلتف حولها الإستفهامات والتناقضات وهناك أحداث غيبت عن قصد وبتعمد ممنهج للإستعلاء العرقي والمصالح السياسية التي إرتبط الأمير أبو دقن الهوساوي كان من المشاركين في الإعداد والتعبئة لمعركة شيكان و شارك في حصار الأبيض مع المهدي حتى سقطت في أيدي الأنصار، توفى الأمير أبودقن بغرب القاش بولاية كسلا وسميت مقابر غرب القاش بأسمه ولاتزال تعرف بأسم *مقابر أبودقن*، وقد كان للهوسا القدح المعلى في تحفيظ القرآن الكريم بخلاوي كسلا
السبت، أغسطس 22، 2020
الثلاثاء، يناير 28، 2020
حال الانسان مع الدنيا . و هو ضيف فيها ولا يدري
dansudan
عاجلا ام اجلا ان شئنا او ابينا ها يجي يوم من الايام
سنكون جميعاً مع أقاربنا وأصدقائنا تىحت الأرض ، وسيكون مصيرنا الأبدي قد أصبح واضحاً جلياً أمام أعيننا
،،،
و بعد مائة عام من الان (2020)
سيسكن بيوتنا أناس غرباء، وسيؤدي أعمالنا ويمتلك أملاكنا أشخاص آخرون ، لن يتذكروا شيئاً عنا ،،،
فمن فينا يخطر أبو جده على باله ،،،؟
سنكون مجرد سطر في ذاكرة بعض الناس ،
أسماؤنا وأشكالنا سيطويها النسيان ،،،
فلماذا نطيل التفكير بنظرة الناس إلينا ، و بمستقبل أملاكنا وبيوتنا وأهلنا ،
كل هذا ليس له جدوى أو نفع بعد مائة عام ،،،
إن وجودنا ليس سوى ومضةٍ في عمر الكون ، ستطوى وتنقضي في طرفة عين ،،،
وسيأتي بعدنا عشرات الأجيال ، كل جيل يودع الدنيا على عجل ويسلم الراية للجيل التالي قبل أن يحقق ربع أحلامه ،،،
فلنعرف إذاً حجمنا الحقيقي في هذه الدنيا ، وزمننا الحقيقي في هذا الكون ، فهو أصغر مما نتصور ،،،
.
هناك بعد مائة عام وسط الظلام والسكون سندرك كم كانت الدنيا تافهة ، وكم كانت أحلامنا بالإستزادة منها سخيفة ، وسنتمنى لو أمضينا أعمارنا كلها في عزائم الأمور وجمع الحسنات ، وخاصة الصدقات الجاريات ،،،
وسيطلق بعضنا صرخات استغاثة لا طائل منها ،،،
كما في قوله تعالى :
(قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ)
وقوله تعالى :
(وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)
وقوله تعالى :
(يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) ،،،
طالما لا زال في العمر بقية،
فلنعتبر ونغير و نعمل صالحا و نفعل الخيرات
😭😭
يا لها من رحلة
تبدأ من ظهر الأب الى بطن الأم
ومن بطن الأم إلى ظهر الأرض
ومن ظهر الأرض إلى بطن الأرض
من بطن الأرض إلى يوم العرض
وفي كل محطة
ترى العجب
وفي النهاية تحط الرحال
إما إلى الجنة
وإما إلى النار
شيئان يحزنان
رجل لم يدخل المسجد
إلا في جنازته
وإمرأة لم تستر نفسها
إلا في كفنها
كم هي إلى متى الغفله حقيقه مره
يحضرون للدوام في وقته
ويحضرون للمطار قبل موعده
ويحضرون للمستشفى قبل الموعد ايضا
ثم ينامون عن الصلاة
ويقولون مشكلتنا نومنا ثقيل
﴿بل تؤثرون الحياة الدنيا﴾
درس لي ولك ولمن بعدنا
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمه
* * *
الخمر أصبح شرابا..
و الميسر أصبح حظا..
و الغناء أصبح فن…؟. والرشوة أصبحت قهوة..؟
و الإختلاط أصبح تحضرا.؟ و التبرج أصبح أناقة.؟
و التعري أصبح حرية..؟
و الزنا أصبحت علاقة عابرة..؟
و الأمر بالمعروف أصبح تزمتا..؟
و النهي عن المنكر أصبح تخلفا !
إبليس كان صريحاً معنا منذ البداية وأخبرنا بأنه
سوف يضلنا في الدنيا ويتخلى عنا في الآخرة ولكن
صمٌ بكمٌ عميٌ فهُم لايعقلون
كلام يحزن القلب على زمن تحضر الناس فيه في الدنيا
و تخلفوا في الدين ..
نسأل الله العفو و العافيه …
اللهم ردنا إليك رداََ جميلا..
إذا نصحت أحداً بترك معصية كان رده:
أكثر الناس تفعل ذلك لست وحدي !!
وﻟﻮ ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﻛﻠﻤﺔ ” ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ” ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻮﺟﺪﺕ ﺑﻌﺪﻫﺎ
(أكثر الناس ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ )
(أكثر الناس ﻻ ﻳﺸﻜﺮﻭﻥ).
( أكثر الناس ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ )
ﻭﻟﻮ ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﻛﻠﻤﺔ ” ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ” ﻟﻮﺟﺪﺕ ﺑﻌﺪﻫﺎ
(أكثرهم ﻓﺎﺳﻘﻮﻥ)
( أكثرهم ﻳﺠﻬﻠﻮﻥ)
(أكثرهم ﻣﻌﺮﺿﻮﻥ)
(أكثرهم ﻻ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ)
(أكثرهم ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ )
ﻓﻜﻦ أﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻬﻢ :
{ ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺸﻜﻮﺭ }
{ ﻭﻣﺎ ﺁﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻞ }
{ ﺛﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ }
صراحة هذا الموضوع من المواضيع المفيده التي يجب ان نتراسل بها في وسائل التواصل الاجتماعي.
رحم الله من نقلها وجعلها بميزان ….حسناته.
اللهم اجعلها صدقة جارية عنا وعن ووالدينا وأهلنا وكل مسلم
سنكون جميعاً مع أقاربنا وأصدقائنا تىحت الأرض ، وسيكون مصيرنا الأبدي قد أصبح واضحاً جلياً أمام أعيننا
،،،
و بعد مائة عام من الان (2020)
سيسكن بيوتنا أناس غرباء، وسيؤدي أعمالنا ويمتلك أملاكنا أشخاص آخرون ، لن يتذكروا شيئاً عنا ،،،
فمن فينا يخطر أبو جده على باله ،،،؟
سنكون مجرد سطر في ذاكرة بعض الناس ،
أسماؤنا وأشكالنا سيطويها النسيان ،،،
فلماذا نطيل التفكير بنظرة الناس إلينا ، و بمستقبل أملاكنا وبيوتنا وأهلنا ،
كل هذا ليس له جدوى أو نفع بعد مائة عام ،،،
إن وجودنا ليس سوى ومضةٍ في عمر الكون ، ستطوى وتنقضي في طرفة عين ،،،
وسيأتي بعدنا عشرات الأجيال ، كل جيل يودع الدنيا على عجل ويسلم الراية للجيل التالي قبل أن يحقق ربع أحلامه ،،،
فلنعرف إذاً حجمنا الحقيقي في هذه الدنيا ، وزمننا الحقيقي في هذا الكون ، فهو أصغر مما نتصور ،،،
.
هناك بعد مائة عام وسط الظلام والسكون سندرك كم كانت الدنيا تافهة ، وكم كانت أحلامنا بالإستزادة منها سخيفة ، وسنتمنى لو أمضينا أعمارنا كلها في عزائم الأمور وجمع الحسنات ، وخاصة الصدقات الجاريات ،،،
وسيطلق بعضنا صرخات استغاثة لا طائل منها ،،،
كما في قوله تعالى :
(قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ)
وقوله تعالى :
(وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)
وقوله تعالى :
(يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) ،،،
طالما لا زال في العمر بقية،
فلنعتبر ونغير و نعمل صالحا و نفعل الخيرات
😭😭
يا لها من رحلة
تبدأ من ظهر الأب الى بطن الأم
ومن بطن الأم إلى ظهر الأرض
ومن ظهر الأرض إلى بطن الأرض
من بطن الأرض إلى يوم العرض
وفي كل محطة
ترى العجب
وفي النهاية تحط الرحال
إما إلى الجنة
وإما إلى النار
شيئان يحزنان
رجل لم يدخل المسجد
إلا في جنازته
وإمرأة لم تستر نفسها
إلا في كفنها
كم هي إلى متى الغفله حقيقه مره
يحضرون للدوام في وقته
ويحضرون للمطار قبل موعده
ويحضرون للمستشفى قبل الموعد ايضا
ثم ينامون عن الصلاة
ويقولون مشكلتنا نومنا ثقيل
﴿بل تؤثرون الحياة الدنيا﴾
درس لي ولك ولمن بعدنا
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمه
* * *
الخمر أصبح شرابا..
و الميسر أصبح حظا..
و الغناء أصبح فن…؟. والرشوة أصبحت قهوة..؟
و الإختلاط أصبح تحضرا.؟ و التبرج أصبح أناقة.؟
و التعري أصبح حرية..؟
و الزنا أصبحت علاقة عابرة..؟
و الأمر بالمعروف أصبح تزمتا..؟
و النهي عن المنكر أصبح تخلفا !
إبليس كان صريحاً معنا منذ البداية وأخبرنا بأنه
سوف يضلنا في الدنيا ويتخلى عنا في الآخرة ولكن
صمٌ بكمٌ عميٌ فهُم لايعقلون
كلام يحزن القلب على زمن تحضر الناس فيه في الدنيا
و تخلفوا في الدين ..
نسأل الله العفو و العافيه …
اللهم ردنا إليك رداََ جميلا..
إذا نصحت أحداً بترك معصية كان رده:
أكثر الناس تفعل ذلك لست وحدي !!
وﻟﻮ ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﻛﻠﻤﺔ ” ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ” ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻮﺟﺪﺕ ﺑﻌﺪﻫﺎ
(أكثر الناس ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ )
(أكثر الناس ﻻ ﻳﺸﻜﺮﻭﻥ).
( أكثر الناس ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ )
ﻭﻟﻮ ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﻛﻠﻤﺔ ” ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ” ﻟﻮﺟﺪﺕ ﺑﻌﺪﻫﺎ
(أكثرهم ﻓﺎﺳﻘﻮﻥ)
( أكثرهم ﻳﺠﻬﻠﻮﻥ)
(أكثرهم ﻣﻌﺮﺿﻮﻥ)
(أكثرهم ﻻ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ)
(أكثرهم ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ )
ﻓﻜﻦ أﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻬﻢ :
{ ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺸﻜﻮﺭ }
{ ﻭﻣﺎ ﺁﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻞ }
{ ﺛﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ }
صراحة هذا الموضوع من المواضيع المفيده التي يجب ان نتراسل بها في وسائل التواصل الاجتماعي.
رحم الله من نقلها وجعلها بميزان ….حسناته.
اللهم اجعلها صدقة جارية عنا وعن ووالدينا وأهلنا وكل مسلم
الأحد، سبتمبر 11، 2016
الاثنين، أغسطس 15، 2016
لغة الهوسا الحضارية العريقة

لغة الهوسا الحضارية العريقة الشهيرة تعتبر من أهم اللغات الإفريقية الهامة من خلال ذالك التميز النوعي المتفرد الخاص وهي تعتبر لغة الإسلام الأولي في هذه القارة السمراء حيث نشر عبرها الدين التوحيد الحنيف والعقيدة الإسلامية السليمة في ربوع مجتمعات اثنيات متنوعة من عشائر متعددة في إفريقيا الغربية التي يعتبر الكثير منها قد تهوس وانصروا فيما بعد في بوتقة الهوسا وذالك نسبة للتأثير الدعوة والوعظ والإرشاد الإيجابي من قبل اولئك العلماء الأجلاء الدعاة الأتقياء من شعب الهوسا الحضاري التاريخي العريق - علماً بأن لغة الهوسا الحضارية التاريخية تتميز بأنها لغةً الدين والدعوة والتجارة والأقتصاد وأيضاً لغة العلوم والمعارف الكبري الهامة خاصة علم الحرف والحساب و الأعداد والطلاسم والطب والحكمة التي لها أثرها النفسي والمعنوي علي الناس والانام في المجتمع والدولة وأيضا لها ذالك نظام وتميز النوعي الهام في مجالات مختلفة للعلوم الفلك والتنجيم من خلال ذالك رصدالدقيق للحركة الكواكب والنجوم السيارة والثابتة وبالتالي استفادة من هذه العلوم الخطيرة آنذاك في مجالات التنبؤات الفلكية والجوية للمعرفة الطوالع الخاصة ب ( 999 ) الراسية و ( 777 ) الأفقية للمواليد الجدد وغيرهم وأيضا استفادةً في مجالات الأسفار بغرض التجارة وغيرها وزراعة والحصاد والصيد البر والبحر الذي له عادات وتقاليد اعراف وطقوس واحتفالات ومهرجانات الأعياد من مناسبات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفكرية الشهيرة - هذا وتعتبر هذه اللغة الخطيرة الهامة مزيج من ثقافات العربية والإفريقية وتراثها زاخر بالآداب والابداع والفنون الشعبية والاستعراضية الرائعة المدهشة الباهرة المميزة في مجالات الفن الموسيقى الكلاسيكية والغناء والطرب مع الدراما الكوميديا والمسرح وأيضا المجالس والمنتديات وميثولوجيا المثيرة الرائعة التي بها قصص وحكايات من الأساطير الأولين لها عجائب وغرائب أموراً كثيرا وفي المجال السياسي يوجد تاريخ الطبول الذي يروي ويوثق عن أحداث القرون الماضية من ازمان الغابرة للحضارات القديمة وأيضا الأدب الملاحم القصصي والانشادي في السير المشاهير من فرسان المغاوير ( سدوكي ) ورجال الصناديد ( مزان فأما ) والابطال الأشاوس ( زاروماي اوجاروماي ) في المواقف والمغامرات وأيضا الملوك وسلاطين ( سراكاي ) والامراء( يريما المغاجي ) أي الأمير المغازي في الحروب المتعددة في المجتمع والدولة والامبراطورية التاريخية الواسعة الشاسعة مع بعض الملكات (سرونيا) والاميرات (غمبيا ) ووصيفات من فتيات الحسناوات الجميلات - الجدير بالذكر فإني حسب اهتماماتي ودراساتي في البحوث وتنقيب بغرض توثيق التراث الهوسا السودان فوجئت بوجود لتلك العلاقة التاريخية التي تربط تراث الهوسا الحضاري مع تراث النوبي والفرعوني في شمال السودان الحالي من خلال ذالك التشابه في الأسماء والألقاب وصفات والمعاني الكلمات ومفردات ومصطلحات التاريخية عتيقة بين اللغة الهوسا ولغة النوبية سيما اللهجة الدنقلاوية وغيرها وأيضا ذالك التشابه المشترك بين العديد من أسماء المدن والقرى الأثرية في شمال السودان وشمال نيجيريا المعروف قديماً باسم البلاد الهوسا - أما اللغة الهوسا علمياً تصنف هي من اللغات الافرو آسيوية وبالتالي تلتقي مع أختها اللغة العربية في ذالك انتماءاللغوي المشترك من خلال الأصول والانحدار التاريخي عبرالحقب والدهور إلي اللغات السامية من عهود وعصور ازمان الغابرة للحضارات القديمة - هذا وتتميز اللغة الهوسا من خلال ذالك المعجم اللغوي الخاص الذي يسمي ب ( عجمي ) الذي كتب ودون فيه تراثيات اللغة الهوسا من قديم الزمان الضارب في القدم التاريخ و كما قيل قبل أكثر من ألف عام من الزمان وقدكتب العلماء الهوسا المعرفين ب ( مسني الله ) عبر القرون الممالك البلاد الهوسا العديد من الكتب والمؤلفات واصدارات ونشرات في العديد من المجالات الضروب العلوم والمعارف المتنوعة من خلال جماليات الفن الرسم والخط الجميل للحرف العربي المغربي السوداني الشهير الذي يقرأ القرآن الكريم به و برواية الورش للإمام القراء ابوسعيدالشيخ عثمان بن سعيد الورشي وتفسير ( الجلالين ) للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية والذي ينسب للإمام جلال الدين المحلي والإمام جلال الدين السيوطي - وحديثاً قام المبشرون الخبثاء وربما بتحريض من المستشرقين العملاء في عهد الاسعمار الأروبي البغيض بإعادة كتابة وتدوين للغة وتراث الهوسا الحضاري التاريخي العتيق الموروث عن السلف عبرالحقب والدهور بتلك الحروف الرومانية المأخوذة من اللاتينية القديمة وجعلها لغة رسمية للمجتمع والدولة نيجيريا بعد أن حذفوا الكثير من تلك المؤثرات العربية والإسلامية في إطار ذالك مشروع الخاص الذي يندرج تحت ذالك المسمي الخفي الخبيث المعروف باسم صراع الحضارات مع العديد من تلك شعوب الإسلامية في أفريقيا وآسيا
الأربعاء، فبراير 03، 2016
الثلاثاء، ديسمبر 23، 2014
الأربعاء، أكتوبر 01، 2014
الهوسا و السودان و التنظيم
dansudan
الهوسا احدي القبائل السودانية العريقة التي تميزت بالتعايش السلمي داخل المجتمع السوداني الا انها لم تتميز بالتنظيم الاجتماعي و الوعي الاداري و السياسي الذي يمكنها من اخذ حقوقها كاملة دون منة من احد.السودان دولة ذات تعدد عرقي و ثقافي فهنالك الاثنيات الافريقية و العربية الا ان جميع الانظمة السياسة التي حكمت البلاد ومازالت تحكمه نجد ان توجهاتها تنصب تجاه التوجه العربي دون المساواة في التوجه مابين الافريقي و العربي لذا نجد ان القبائل الافريقية لم تنل حظها الكامل في ادارة البلاد الا علي استحياء.
علي مر تاريخ السودان و بالرغم من اعداد الهوسا في السودان يمثلون رقم مقدر في تعداد السكان الا نهم لم يقوموا بتنظيم انفسهم لعل الاسباب التي ادت الي عدم التنظيم تكمن في ان كوادر الهوسا المثقفة والمتعلمة لم تعر الامر اهتماما الا بعد ظهور النعرات العنصرية البقيضة التي ادت الي تمزيق النسيج الاجتماعي و حالت دون توحده .لقد كان في ماضي الزمان تقوم الحكومات باختيار زعامات من الهوسا وتعينهم علي رؤوس القبيلة وكانت مهامهم تقتصر فقط تنفيذ مايمليه عليهم النظام الحاكم الا ان افراد قبيلة الهوسا وعو الدرس تماما وقالوا يجب التوقف الان من التبعية و الوقوف ضد من يعملون لذاتيتهم وانتماءاتهم الحزبية الضيقة ممن يسمون انفسهم بالهيئة القيادية لابناء الهوسا بمعاونة النظام الحاكم الذي لا يؤمن بالعمل الديمقراطي , ومن هنا نوجه كل ابناء الهوسا الشرفاء ان لا يقفوا امام هذه القيادات الانتهازية لان قضايا الهوسا لا يمكن ان تعرض كسلعة في الاسواق لذلك قاموا جزء من افراد القبيلة بتفريغ انفسهم للعمل علي رفع شان القبيلة و تنظيمها و لهم التقدير و الاحترام فقد ظل هؤلاء طيلة الفترة الماضية يكرسون جهدهم في اخراج رؤي تنظيمية تحدد من خلالها تنظيم الهوسا و معرفة حقوقهم و واجباتهم الوطنية فدرجو علي اقامة اجتماعات حتى في عام 2011 نتجوا فكرة تاسيس رابطة ابناء الهوسا في اوروبا مقرها في امستردام و في عام 2013 توسع العمل من المفهوم الضيق الى المؤسسة الدولية السوانية لقبائل الهوسا { الهوسا و البرنو و الفلاتة } في المهجر و مقرها في امستردام في الختام نقولوا لابناؤنا في جميع ولايات السودان حان الاوان ان ينظموا انفسهم لكي نعملوا بجد و اخلاص ونترك انتماءاتنا الحزبية الضيقة من اجل قبائلنا الثلاثة نحن منهم وهم منا لذا نسعي سويا لتحقيق امالهم و طموحاتهم و الله المستعان
الأربعاء، سبتمبر 24، 2014
مجتمعات الهوسا في تشاد ..... دكتور حسن مكى
dansudan
احداث دارفور بما حملته من مآسي والام واشكالات، دفعت النخب وغيرها لفهم ما يجري، فانعقدت مؤتمرات وصدرت كتب، على اثر التغطية الاعلامية الرهيبة التي احاطت بالحدث، خصوصاً ان من احضروا الاسلحة ورسموا الخرطة واعدوا الهندسة للفتنة، احاطوها كذلك بالحضور الاعلامي فتزامنت الطلقة النارية مع الطلقة الاعلامية وبينما استقرت الطلقة النارية في اجسام سودانية استقرت الطلقة الاعلامية في العقل والوجدان العالمي، فاصبحت دارفور حاضرة وشاخصة في المخيلة والوجدان.
وكغيري فقد شغلت بنبأ دارفور ونبأ ما وراء دارفور وهذا الكتاب يعالج قضايا هجرات شعب الهوسا في تلمسه لطريق الحج وكيف ان هذا الشعب اسهم في التجارة والثقافة والسلام والامن ما بين محور السودان الغربي وعماده كانو وانجمينا ودارفور، ومحور السودان النيلي. وان واسطة العقد كانت دارفور، وتبدأ الدراسة بتحديد منطقة الهوسا والتي هي تخوم ممتدة ما بين النيجر ونيجيريا ومساحتها 75 الف ميل مربع وانه في وقت اجراء الدراسة اي في عام 1969 - 1970 كان هناك 15 مليون هوساوي في نيجيريا و 5،1 مليون هوساوي في النيجر بالاضافة الى الهوسا في التيه اوالغربة في تشاد والسودان والحجاز الخ.
تعريف الهوسا:
ويعني مصطلح هوسا لغة الهوسا وهي لغة شادية، اكتسبت عبر السنين الاف المصطلحات العربية، وتختلف النظريات حول الجذور التاريخية لاصول الهوسا ما بين من ينسبهم الى هجرات من الشرق الاوسط او الى تكتلات سكانية افريقية زنجية، وما يهم في هجرات الهوسا انها اسهمت في تكوين تاريخ وثقافة تشاد وغرب السودان.
ودخل الهوسا تاريخ المنطقة بشدة بعد جهاد الفوديين في مناطق الهوسا بقيادة الشيخ عثمان دان فودي الذي حكم من مدينة سكوتو وتوفى في 1813م. وكانت خلافة سكوتو محاولة رائدة لتطبيق الشريعة و النظام الاسلامي في غرب افريقيا. وتقبل الهوسا حركة الشيخ عثمان وناصروها مما ادى الى امتزاج الهوسا بالفلاني واكتساب الخصائص المشتركة بما فيها اللغة مما شكل صعوبة في التمييز بينهما.
المؤثر الغربي في اسلام السودان:
والى حين من الدهر، تركز الكلام في اسلام السودان، على اشعاع المحور النيلي، الذي يستمد مكوناته من مصر الحجاز والعالم الاسلامي الشرقي في تجاهل للمؤثر الغربي في تشكيل الذات السودانية، وقد تلمس هذا الكاتب ذلك جزئياً في تشريحه لمكونات العقل التشادي والدارفوري.
وتركز جوهر بحث الكاتب، في استقصاء الروايات الشفاهية في عمل ميداني شاق وسط مستوطنات الهوسا في تشاد وعلى الاخص في انجمينا وابشي.
وتوافقت ظروف العمل الميداني، مع تطورات القتال في الثورة التشادية والتي لم يشارك فيها الهوسا الا انهم اثروا وتأثروا بتأثيرات الحرب الاقتصادية والتجارية وتحتضن انجمينا ما يعادل 30% من هوسا تشاد.
ويلخص الهوسا تجربتهم التاريخية القائمة على الاغتراب في المثل القائل «الغريب رجل اعمى له عينان». ويستمد الهوسا خصوصيتهم في المدن التشادية كغرباء وتجار اصحاب اموال ومسلمين ملتزمين ومستوطنين قدامى واصحاب تجارة متجولة، حيث كونت التجارة العابرة للحدود شخصية الهوسا التجارية وارتبط الوجدان والنسيج الاجتماعي للهوسا بطريق الحج ما بين دارفور والمدينة واصبح للهوسا مسار دائري من طرابلس الى بولاق التكرار الى الحجاز ومسار آخر عبر دارفور الفاشر وكردفان ثم الجزيرة الى البحر الاحمر.
قراءة في احصائيات الحج لعام 1970:
وحسب احصائيات الحجاج الافارقة لعام 1970م فقد جاءت نيجيريا في الصدارة بنسبة 24 الف حاج وتليها مصر ما يزيد من 13 الف حاج ثم المغرب حوالي 7 آلاف حاج ثم الجزائر حوالي 6 آلاف حاج والفائدة ان نسب معتبرة من الحجيج النيجيريين من الهوسا مما قد يجعل حجاج الهوسا وحدهم اكثر من الحجيج المصريين في ذاك العام.
ويشير الكاتب الى اشتهار كتاب الفقيه محمد بيلو وسط حجاج غرب افريقيا والمسمى «تنبيه الرافد لما يعتري الحج من مفاسد». علما بانه لم ترصد المراصد، اي امير فلاني في الحج، الا بعد الثلاثينات بعد دخول الخطوط الملكية البريطانية لنقل الحجيج و لكن ما اكثر كبراء وامراء الهوسا الذين ادوا الشعيرة.
واشار الى ذلك ترمنجهام قائلا:« ان طرق غرب افريقيا حملت مخاطر جمة نتيجة للحروبات والغزو الاستعماري ولم يكن وارداً ان يقوم زعيم ديني معتبر بمغامرة اداء الحج ولكن لكل قاعدة استثناء ولاحظ برون broone وجود مواطني غرب افريقيا في نهاية القرن الثامن عشر في دارفور وكردفان حتى الشرق، علما بان اثرياء الفور كانوا يحجون عبر طريق الاربعين.
كما برزت اسطورة ان العصر عصر المهدي وتزامن ذلك مع الجهاد في مناطق الهوسا وكان الشيخ دان فودي يعتقد ان غزواته هي الشروط الموضوعية المطلوبة لتأهيل الزمان والمكان لاستقبال المهدي الذي سيظهر في المحور النيلي مما ادى لهجرة واسعة في اتجاه النيل والحجاز.
المزيد حول نبوءة منسوبة للشيخ دان فودي:
مما نسب الى الشيخ عثمان ان الهجرة الى المهدي ستأخذ طريق بوجو الى مسيهاكوم ثم الى سارا، ثم ساروا ثم واراشي ثم بوسو ثم الى تلال كاجوم - ثم تلال كيجا ثم تلال زرافة ثم الى رواحي ثم الى ديجا ثم الى كاي ثم النوبة ثم مناجم الذهب حيث يوجد 99 جبلاً - وكتب الاسماء بحروفها العربية وعلق الشارح قائلا انه يعرف ثلاثة منها وهي فازوغلي، فافجول وفانكجول وبعد يومين من السفر نصل الى النيل المسيحي.
وربما تكون الاشارة لارض المعدن او حفرة النحاس ومع مرور الاشارة الى النوبة الى انه لم ترد اشارات الى الفاشر او الابيض. وشاعت بعد ذلك اسطورة ان كل المسلمين سيلتقون في مكة في 1400هـ الموافق 1980م.
وبرزت قصة امير المؤمنين محمد الطاهر الذي هاجر في رفقة بضعة الاف من اتباعه الى سودان المحور النيل ولكنه قتل في معركة يورمي على يد الانجليز في عام 1903م بينما واصل ابنه محمد بيلو ما يرنو هجرته التي تأسست عليها مستوطنة ما يرنو الحالية في سنار.
كما شاع ارسال الجواسيس من قبل خلافة صوكتو الى دارفور ووداي منذ ايام السلطان محمد بيلو لتتبع اخبار ظهور المهدي وبرزت ظاهرة المدن المتحركة لانتظار خروج المهدي او الحج او تقوية لاسباب الهجرات الاقتصادية اما في اوساط الهوسا، فقد تركز نشاطها حول الحج ومحبة الحجيج ونظم الحج، وجغرافيته وايدلوجيته وسبل تقوية بناء سياسي مناسب لذلك في اطار ثقافة مادية ولغوية، لان رحلة الحج ارتبطت كذلك باستخدام الارض وصراعاتها وكسب الرزق في هذه الرحلة الطويلة التي ربما استغرقت العمر كله، لذلك يقوم الحاج بتوزيع تركته وكتابة وصيته ويسلم امره للفقيه وكان وجود الفقيه يمثل صمام امان الرحلة للقافلة لانه كرجل مبارك لا ينهب وانما يسمح له ببلوغ مأمنه عبر ابشي ودار صليح والفاشر والنهود والابيض ود مدني ثم على النيل ثم الى سواكن او غيرها.
وسط حروبات القبائل ومجموعات قطاع الطرق والنهب. وادي بروز دولتي رابح فضل الله في بورنو ووداي ودولة علي دينار الى خلق ظروف جديدة ادت احياناً الى تغيير طريق الحج مما يحتاج الى دراسة تفصيلية.
الجيوش الاوروبية تملأ الفراغ في غرب افريقيا:
مثل رابح فضل الله العدو الاول والتحدي الكبير امام القوات الفرنسية الساعية لربط امبراطوريتها في شمال وغرب وافريقيا الاستوائية. بينما مالت بريطانيا لمغازلته. ولكن عزمت فرنسا على استئصاله، بعد ان قتل القائد الفرنسي كرامبل وشتت جيوشه، لذا عمدت فرنسا الى تجميع جيوشها من انحاء الامبراطورية الفرنسية الافريقية «الجزائر وداكار وبرازفيل»، حيث التقت برابح فضل الله في معركة كسري الشهيرة على انهار شاري في الكميرون وعلى بضع اميال من انجمينا الحالية في 22 ابريل 1900م، حيث هزم رابح واغتيل ولكن كذلك بعد ان قام باغتيال قائد القوات الفرنسية لامي الذي سميت انجمينا باسمه «فورت لامي».
مؤثر نيلي اسمه عبد الكريم في وداي:
كثير من السودانيين، لا يعرفون مؤسس دولة وداي في القرن السابع عشر هو نازح نيلي اسمه عبد الكريم مثله مثل احمد المعقور مؤسس دولة الفور ولكن نجهل الكثير كيف استطاع هذا الفقيه النيلي المنسوب لقبائل الجعليين او البديرية ازاحة الاسرة التنجورية الحاكمة، وان اتفقت الروايات على بركته وبسطه للاسلام وتأسيسه للعاصمة في وارا.
وما نعرفه ان خليفته عبد الكريم الثاني او عبد الكريم صابون 1803 / 1813 وسع التجارة وحدود المملكة وجاء على نقيضه خليفته يوسف 1813 / 1839 الذي قيد التجارة واضطهد الناس ولكن اضطر خلفاؤه لاعادة المملكة لسيرتها الاولى في فتح الحدود للتجار والحجاج والسياح واقامة الصلات مع السنوسية في ليبيا.
ومنذ ايام السلطان صابون جاء الجلابة من دنقلا عبر دارفور وتمثلت التجارة في الصمغ العربي والعاج وريش النعام وتمر الهندي والجلود والعبيد واصبحت الفاشر عاصمة دارفور نموذجاً في استقبال الحجيج والتجارة بالنسبة لوداي. ومنذ ذلك الوقت حوت الحوليات صراعات الفلاني مع المساليت والمساليت مع غيرهم من ا لقبائل البدوية الافريقية التي تمثلت الاسلام فاصبح يطلق عليها قبائل عربية.
وحينما وصل الرحالة الشهير التونسي الى وداي وجد الفلاني يتخاطبون باللغة الهوسوية.
وشقت الطريقة التجانية طريقها الى دارفور في شخص عمر جانبو الذي اصبح في حاشية السلطان علي دينار ومؤثراً مثله مثل والد الخليفة عبد الله التعايشي الذي جاء من منطقة لا تزال مثيرة للجدل في غرب افريقيا وعاش وسط التعايشة في جنوب دارفور.
وبرزت في السودان الوسيط كذلك السنوسية واستطاع السيد محمد شريف «1858 / 1835» تحجيم وداي وتأسيس مدينة ابشي الحالية ثالث المدن التشادية في 1850 وجاء توسع السلطان محمد شريف نتيجة للمساعدات التي قدمها له سلطان الفور محمد الفضل كما انتبهت وداي في هذه الفترة الى مركز فيها ما بين كانو والخرطوم، وبن غازي ومامبو وسعت كل من المهدية والسنوسية لكسب ود وداي كما ارتبطت تجارة وداي مع تجارة واو وراجا وكافي كانجي وظلت العربية هي لغة التجارة والحضارة والعبادة في كل منطقة السودان والوسط. كما ظلت دارفور هي مأوى اللاجئين السياسيين من كل المنطقة الممتدة ما بين كانو والخرطوم.
وفي اطار ذلك تجئ اسطورة الحاج بابا علي «babalay» الذي نجح في مد خطوط التجارة الى الفاشر وابشي وجاء بفقهاء للتعليم في ابشي وبني اول مسجد في ابشي، كما برزت في ابشي الطريقة القادرية التي اسسها آل الكنتي الذين جاءوا من تمبكتو وامتدت آثارهم الى دارفور، وكان متوسط الحجيج الذين يدخلون ابشي/ دارفور في الستينات في حدود ما بين 11 الف الى 17 سنوياً - غير القادمين للتجارة والهجرات الاخرى.
بقايا جيش رابح يشكلون اساس السلطة:
ومن سخريات الاقدار ان الاستعمار الفرنسي لم يجد الا ان يرتكز على بقايا اعوان رابح بعد اغتياله في تثبيت اركان ادارتهم حيث اصبح شيخ عمر كورا رئيسا على ديكو dikwa والهوساوي المعلم هارون على جنب البحر في فورت لامي والمعروف ان جيش رابح دمج الكانوري - البرنو - البارما والكوتكو وعرب شوا والتعايشة والباندا وقريش وعلى هؤلاء قامت مدينة انجمينا الحالية. وتكشف احصائيات مدينة فورت لامي «انجمينا» لعام 1911 الوضع الديمغرافي «السكاني للمدينة» حيث جاءت الخريطة العرقية للمدينة كالآتي:
العرب 669
الباندا 307
البارما 80
البوا 43
الفلاني 60
الفور «جلابة» 34
الحداد «هل هم زغاوة» 81
هوسا 80
كانوري «برنو» 606
كوتكو 80
قريش 21
نيلليم 205
ساراكاب 313
سارما ماينجاي 184
جنود سنغاليين 121
الجميع 148،3
ولعل الوضع الديمقرافي الحالي لانجمينا يعتبر انقلابا، مقارنة باوضاعها في عام 1911م ومن المؤكد ان ذات الشئ حدث في دارفور واذا كان في خلال سبعين سنة تضاعف عدد الهوسا فقط في انجمينا من قبضة يد من العائلات الى بضعة آلاف فكذلك الحال في دارفور مع مكونات غرب افريقيا.
واذا كان الانتماء الى الهوسا ليس مجرد مناسبة عنصرية وانما انخراط في مسار تربوي واجتماعي فكذلك الامر والمسار لاكتساب عضوية الانتماء لدارفور.
الاسلام بين تشاد ودارفور:
تترواح التقديرات المعاصرة لمسلمي تشاد ما بين 75% الى 45% من مجمل السكان وربما كان 65% تقدير مناسب. وكما هو الحال في انحاء افريقيا، فان انتشار الاسلام، جاء نتيجة للتجارة والحج والتعليم وبروز ممالك اسلامية في المنطقة - ولكن دارفور هي صومال افريقيا الاخرى، حيث ساد الاسلام وسط الجميع، كما يتبارى الدارفوريون والصوماليون، بوجود اكبر نسبة من حفظة القرآن وسطهم على مستوى العالم الاسلامي، ودخل الاسلام في حوض تشاد منذ القرن الرابع عشر الميلادي على يد الدعاء والقبائل العربية مثل حسونة وجهينة وتوطن العرب كمزارعين ورعاة. وارتبطت مراكز الاسلام حوض تشاد ودارفور بالمراكز الاسلامية في كانو وطرابلس والكفرة والمدن النيلية والساحلية على البحر الاحمر، واذا ما مثلت افريقيا ما وراء الصحراء حدوداً رئيسية في العالم الاسلامي لحركة المد الاسلامي فان تشاد ودارفور تمثلان المركز لهذا القطاع من دار الاسلام بتقاطعها مع اعماق افريقيا وجوارها لشمالها، مما ادى الى ان تكون مسرحاً للتجاذبات الحضارية والدولية ومختلف تأثيرات الاسلام المتبادلة غرباً وشمالاً. كما اصحبت حركة الاسلام في هذه المنطقة مستوعبة للافكار الجديدة في العالم الاسلامي ومرتبطة بما فيه من حراك «سنوسية، مهدية، مغاربية، صوفية، حركات اسلامية معاصر الخ».
مراقبة ورصد الاسلام في تشاد ودارفور:
دلت التجربة التاريخية على عدم القدرة على حجب الاسلام عن تشاد وجوارها فكان البديل هو المسح والرصد والاحتواء وادي طريق الحج وايدلوجية الحج لوحدة الحراك السكاني القائم على التطهر ووحدة الهدف الى اشعاعٍ تضاءل تأثيره بمجئ الطائرة والنقل الحديث.
وقامت السياسة الفرنسية تجاه الاسلام في غرب افريقيا، ان الاسلام رسول حضارة وتوحيد وتجارة وتعليم ولكن يوازي ذلك الخوف من الاسلام كاساس للمقاومة والانعتاق من الاستعمار. و ظلت هذه الازدواجية شاخصة في الذهنية الاستعمارية، فمن ناحية العقل الاسلامي ذكي وماهر ومخلص للعمل والتجارة ولكن كذلك الاسلام يرفض الخنوع للكافر والمحتل علماً بانه يمكن تطوير عقلية اسلامية قابلة للتعايش وسط المغيبين وغير المنتبهين لمطلوبات سلامهم.
سعت الادارة الاستعمارية، لتقوية النزاعات الاسلامية المحلية وتقوية النعرات العرقية والاثنية داخل الاسلام بدعم المساجد المحلية التي تخدم عرقيات بعينها كما عملت على اضعاف الرابط الثقافي مع نيجيريا والنيل والشرق الاوسط وعلى سبيل المثال، فحينما وصلت شحنة ملابس مصرية، بعد الحرب العالمية الثانية تحمل صور محمد نجيب الى انجمينا عام 1953م تم تدميرها لايحاءاتها الثورية.
ظلت السلطات الفرنسية تحتفظ بسجل لكل شخصية دينية وكل حاج هام يمر بالمنطقة، كما حرصت على تقييد حركة الحجيج من السنغال حتى انه من عام 1906 الى 1911 ذهب فقط 11 سنغالياً للحج. وفي 1958م ومن اصل الاف الحجاج العابرين من غرب افريقيا كان فقط 46 من النيجر.
في الخمسينات، كانت هناك فقط اربعة مساجد في انجمينا للجمعة بالاضافة الي الزوايا وكانت هناك 23 زاوية للكانوري «البرنو»، 6 للهوسا، الوداي، الجلابة وواحد للعرب وواحد للسنغاليين ومجموعها 36 مسجداً وزاوية، ويبدو ان 90% من سكان انجمينا مسلمين وكانت نسبة البرنو لكل مسجد 1/ 237 بينما عند الهوسا 1/133.
وفي مسح عام 1947م للخلاوي برز ان هناك 80 خلوة وان معظم مدرسيها جاءوا من نيجيريا ومناطق البرنو والهوسا.
وبينما كانت هناك فقط 7 مدارس اولية في كل من تشاد وتضم ما لا يزيد عن خمسمائة طالب كانت المدارس القرآنية تحتوي اكثر من الف طالب في انجمينا وحدها، وتكشف الخرطة الدينية عن وجود السنوسية والميرغنية والقادرية والتجانية والمهدية وبدأت التجانية منذ عام 1901 وكان اسلام رئيس القبيلة يعني اسلام كل القبيلة. وحينما تم تدشين الارسالية اليوسوعية في 1949، توافق ذلك مع دخول قرابة الستين الف في دين الاسلام. ومن الغرائب ان شطارة الهوسا في التجارة دفعت بعض علماء الاجناس لتصنيفهم من اصول يهودية وذات الشئ على الزغاوة.
ويلام شمال السودان احياناً على تجارة الرقيق علما بانها كانت شاخصة في كل غرب افريقيا ولكن لاسباب تتصل باحياء الحقد والكراهية للمحور النيلي تم التركيز على المحور النيلي، حيث حتى النساء من الهوسا وغرب افريقيا شاركن في تجارة الرقيق التي تتضاءل سجلاتها مع وارد السودان النيلي.
الحنين الى المهدية وظهور الاسلام:
ما يزال يراود الذهن الغرب/ افريقاوي الحنين الى فكرة مجدد الدين، المهدي، وفي الفترة 49/1952م - هاجر قرابة 14 الف من الفلاني طلباً لرايته في السودان وتوطنوا في سنار ومن الظواهر ان ثقافة الهوسا تطغى في محياهم فيصبح المحيط هوساوياً بالكلام والزواج والاستيعاب، مثلهم مثل الجلابة الذين جاءوا من دنقلا ونواحيها وعمروا السلطنات الاسلامية من دارفور حتى سكوتو واستطاع الجلابة الامساك بسر التجارة وتجاوز الهوسا، لانهم دخلوا التجارة كشراكات وكان سر تجار انجمينا في عام 1911م من برنو - وما يهم فقد كانت تشاد بالنسبة للهوسا والفلاني وغيرهم منطقة عبور للسودان وليس في تشاد وجوارها مستوطنة للهوسا تعادل حجمهم في الجزيرة في السودان، التي عملوا فيها لعقود وبدأت الادارة الاستعمارية في تشجيعهم منذ العشرينات حتى لا تستخدم ايدي عاملة مصرية - وقد عملوا كعمال زراعيين وحلاقين وجزارين واصحاب حوانيت وصيادي اسماك الخ.
لقد ذهب طريق الحج متلاشياً وتقلصت معه التجارة والمنافع وزادت العطالة مع ازدياد السكان وتلاشت كذلك ثقافة السلام مع تلاشي ثقافة الحج وتلاشي الموارد. وتمثلت ثقافة الحج في بناء المساجد والزوايا والتكايا وتمثل الخطاب الديني العابر للحواجز السياسة.. والعرقية وكذلك في الزواج والخدمة وتبادل الخبرات وتقاطعت الهجرة والاستيطان والحياة المجتمعية مع الارتباط بالحجاز وارسال الكسوة لتخلق نمط حياة خاص وايدلوجية اساسها الحج عبر غرب افريقيا حيث اعطى الدين متمثلا في الحج للسفر والرزق ووحدة الهدف ومثل الحجيج والدعاة طلائع للتثاقف والترابط الروحي والاجتماعي ولكن اليوم بما فضل معظم هوسا التوطن في السودان على العودة لنيجيريا او تشاد مما مثل ضغطاً على الموارد ومهما يكن فان دارفور جديرة بان تكون بحيرة سكانية افريقية قائمة على التعايش والمحبة والعيش المشترك ونموذجاً لافريقيا الجديدة نأمل في ذلك.
ولعل البديل لطريق الحج الذي ادي للسلام والثقافة واستكمال اسلام دارفور طريق انقاذ غربي يصل ما بين الفاشر وكانو من ناحية والفاشر والابيض من ناحية والله اعلم.
والسلام
احداث دارفور بما حملته من مآسي والام واشكالات، دفعت النخب وغيرها لفهم ما يجري، فانعقدت مؤتمرات وصدرت كتب، على اثر التغطية الاعلامية الرهيبة التي احاطت بالحدث، خصوصاً ان من احضروا الاسلحة ورسموا الخرطة واعدوا الهندسة للفتنة، احاطوها كذلك بالحضور الاعلامي فتزامنت الطلقة النارية مع الطلقة الاعلامية وبينما استقرت الطلقة النارية في اجسام سودانية استقرت الطلقة الاعلامية في العقل والوجدان العالمي، فاصبحت دارفور حاضرة وشاخصة في المخيلة والوجدان.
وكغيري فقد شغلت بنبأ دارفور ونبأ ما وراء دارفور وهذا الكتاب يعالج قضايا هجرات شعب الهوسا في تلمسه لطريق الحج وكيف ان هذا الشعب اسهم في التجارة والثقافة والسلام والامن ما بين محور السودان الغربي وعماده كانو وانجمينا ودارفور، ومحور السودان النيلي. وان واسطة العقد كانت دارفور، وتبدأ الدراسة بتحديد منطقة الهوسا والتي هي تخوم ممتدة ما بين النيجر ونيجيريا ومساحتها 75 الف ميل مربع وانه في وقت اجراء الدراسة اي في عام 1969 - 1970 كان هناك 15 مليون هوساوي في نيجيريا و 5،1 مليون هوساوي في النيجر بالاضافة الى الهوسا في التيه اوالغربة في تشاد والسودان والحجاز الخ.
تعريف الهوسا:
ويعني مصطلح هوسا لغة الهوسا وهي لغة شادية، اكتسبت عبر السنين الاف المصطلحات العربية، وتختلف النظريات حول الجذور التاريخية لاصول الهوسا ما بين من ينسبهم الى هجرات من الشرق الاوسط او الى تكتلات سكانية افريقية زنجية، وما يهم في هجرات الهوسا انها اسهمت في تكوين تاريخ وثقافة تشاد وغرب السودان.
ودخل الهوسا تاريخ المنطقة بشدة بعد جهاد الفوديين في مناطق الهوسا بقيادة الشيخ عثمان دان فودي الذي حكم من مدينة سكوتو وتوفى في 1813م. وكانت خلافة سكوتو محاولة رائدة لتطبيق الشريعة و النظام الاسلامي في غرب افريقيا. وتقبل الهوسا حركة الشيخ عثمان وناصروها مما ادى الى امتزاج الهوسا بالفلاني واكتساب الخصائص المشتركة بما فيها اللغة مما شكل صعوبة في التمييز بينهما.
المؤثر الغربي في اسلام السودان:
والى حين من الدهر، تركز الكلام في اسلام السودان، على اشعاع المحور النيلي، الذي يستمد مكوناته من مصر الحجاز والعالم الاسلامي الشرقي في تجاهل للمؤثر الغربي في تشكيل الذات السودانية، وقد تلمس هذا الكاتب ذلك جزئياً في تشريحه لمكونات العقل التشادي والدارفوري.
وتركز جوهر بحث الكاتب، في استقصاء الروايات الشفاهية في عمل ميداني شاق وسط مستوطنات الهوسا في تشاد وعلى الاخص في انجمينا وابشي.
وتوافقت ظروف العمل الميداني، مع تطورات القتال في الثورة التشادية والتي لم يشارك فيها الهوسا الا انهم اثروا وتأثروا بتأثيرات الحرب الاقتصادية والتجارية وتحتضن انجمينا ما يعادل 30% من هوسا تشاد.
ويلخص الهوسا تجربتهم التاريخية القائمة على الاغتراب في المثل القائل «الغريب رجل اعمى له عينان». ويستمد الهوسا خصوصيتهم في المدن التشادية كغرباء وتجار اصحاب اموال ومسلمين ملتزمين ومستوطنين قدامى واصحاب تجارة متجولة، حيث كونت التجارة العابرة للحدود شخصية الهوسا التجارية وارتبط الوجدان والنسيج الاجتماعي للهوسا بطريق الحج ما بين دارفور والمدينة واصبح للهوسا مسار دائري من طرابلس الى بولاق التكرار الى الحجاز ومسار آخر عبر دارفور الفاشر وكردفان ثم الجزيرة الى البحر الاحمر.
قراءة في احصائيات الحج لعام 1970:
وحسب احصائيات الحجاج الافارقة لعام 1970م فقد جاءت نيجيريا في الصدارة بنسبة 24 الف حاج وتليها مصر ما يزيد من 13 الف حاج ثم المغرب حوالي 7 آلاف حاج ثم الجزائر حوالي 6 آلاف حاج والفائدة ان نسب معتبرة من الحجيج النيجيريين من الهوسا مما قد يجعل حجاج الهوسا وحدهم اكثر من الحجيج المصريين في ذاك العام.
ويشير الكاتب الى اشتهار كتاب الفقيه محمد بيلو وسط حجاج غرب افريقيا والمسمى «تنبيه الرافد لما يعتري الحج من مفاسد». علما بانه لم ترصد المراصد، اي امير فلاني في الحج، الا بعد الثلاثينات بعد دخول الخطوط الملكية البريطانية لنقل الحجيج و لكن ما اكثر كبراء وامراء الهوسا الذين ادوا الشعيرة.
واشار الى ذلك ترمنجهام قائلا:« ان طرق غرب افريقيا حملت مخاطر جمة نتيجة للحروبات والغزو الاستعماري ولم يكن وارداً ان يقوم زعيم ديني معتبر بمغامرة اداء الحج ولكن لكل قاعدة استثناء ولاحظ برون broone وجود مواطني غرب افريقيا في نهاية القرن الثامن عشر في دارفور وكردفان حتى الشرق، علما بان اثرياء الفور كانوا يحجون عبر طريق الاربعين.
كما برزت اسطورة ان العصر عصر المهدي وتزامن ذلك مع الجهاد في مناطق الهوسا وكان الشيخ دان فودي يعتقد ان غزواته هي الشروط الموضوعية المطلوبة لتأهيل الزمان والمكان لاستقبال المهدي الذي سيظهر في المحور النيلي مما ادى لهجرة واسعة في اتجاه النيل والحجاز.
المزيد حول نبوءة منسوبة للشيخ دان فودي:
مما نسب الى الشيخ عثمان ان الهجرة الى المهدي ستأخذ طريق بوجو الى مسيهاكوم ثم الى سارا، ثم ساروا ثم واراشي ثم بوسو ثم الى تلال كاجوم - ثم تلال كيجا ثم تلال زرافة ثم الى رواحي ثم الى ديجا ثم الى كاي ثم النوبة ثم مناجم الذهب حيث يوجد 99 جبلاً - وكتب الاسماء بحروفها العربية وعلق الشارح قائلا انه يعرف ثلاثة منها وهي فازوغلي، فافجول وفانكجول وبعد يومين من السفر نصل الى النيل المسيحي.
وربما تكون الاشارة لارض المعدن او حفرة النحاس ومع مرور الاشارة الى النوبة الى انه لم ترد اشارات الى الفاشر او الابيض. وشاعت بعد ذلك اسطورة ان كل المسلمين سيلتقون في مكة في 1400هـ الموافق 1980م.
وبرزت قصة امير المؤمنين محمد الطاهر الذي هاجر في رفقة بضعة الاف من اتباعه الى سودان المحور النيل ولكنه قتل في معركة يورمي على يد الانجليز في عام 1903م بينما واصل ابنه محمد بيلو ما يرنو هجرته التي تأسست عليها مستوطنة ما يرنو الحالية في سنار.
كما شاع ارسال الجواسيس من قبل خلافة صوكتو الى دارفور ووداي منذ ايام السلطان محمد بيلو لتتبع اخبار ظهور المهدي وبرزت ظاهرة المدن المتحركة لانتظار خروج المهدي او الحج او تقوية لاسباب الهجرات الاقتصادية اما في اوساط الهوسا، فقد تركز نشاطها حول الحج ومحبة الحجيج ونظم الحج، وجغرافيته وايدلوجيته وسبل تقوية بناء سياسي مناسب لذلك في اطار ثقافة مادية ولغوية، لان رحلة الحج ارتبطت كذلك باستخدام الارض وصراعاتها وكسب الرزق في هذه الرحلة الطويلة التي ربما استغرقت العمر كله، لذلك يقوم الحاج بتوزيع تركته وكتابة وصيته ويسلم امره للفقيه وكان وجود الفقيه يمثل صمام امان الرحلة للقافلة لانه كرجل مبارك لا ينهب وانما يسمح له ببلوغ مأمنه عبر ابشي ودار صليح والفاشر والنهود والابيض ود مدني ثم على النيل ثم الى سواكن او غيرها.
وسط حروبات القبائل ومجموعات قطاع الطرق والنهب. وادي بروز دولتي رابح فضل الله في بورنو ووداي ودولة علي دينار الى خلق ظروف جديدة ادت احياناً الى تغيير طريق الحج مما يحتاج الى دراسة تفصيلية.
الجيوش الاوروبية تملأ الفراغ في غرب افريقيا:
مثل رابح فضل الله العدو الاول والتحدي الكبير امام القوات الفرنسية الساعية لربط امبراطوريتها في شمال وغرب وافريقيا الاستوائية. بينما مالت بريطانيا لمغازلته. ولكن عزمت فرنسا على استئصاله، بعد ان قتل القائد الفرنسي كرامبل وشتت جيوشه، لذا عمدت فرنسا الى تجميع جيوشها من انحاء الامبراطورية الفرنسية الافريقية «الجزائر وداكار وبرازفيل»، حيث التقت برابح فضل الله في معركة كسري الشهيرة على انهار شاري في الكميرون وعلى بضع اميال من انجمينا الحالية في 22 ابريل 1900م، حيث هزم رابح واغتيل ولكن كذلك بعد ان قام باغتيال قائد القوات الفرنسية لامي الذي سميت انجمينا باسمه «فورت لامي».
مؤثر نيلي اسمه عبد الكريم في وداي:
كثير من السودانيين، لا يعرفون مؤسس دولة وداي في القرن السابع عشر هو نازح نيلي اسمه عبد الكريم مثله مثل احمد المعقور مؤسس دولة الفور ولكن نجهل الكثير كيف استطاع هذا الفقيه النيلي المنسوب لقبائل الجعليين او البديرية ازاحة الاسرة التنجورية الحاكمة، وان اتفقت الروايات على بركته وبسطه للاسلام وتأسيسه للعاصمة في وارا.
وما نعرفه ان خليفته عبد الكريم الثاني او عبد الكريم صابون 1803 / 1813 وسع التجارة وحدود المملكة وجاء على نقيضه خليفته يوسف 1813 / 1839 الذي قيد التجارة واضطهد الناس ولكن اضطر خلفاؤه لاعادة المملكة لسيرتها الاولى في فتح الحدود للتجار والحجاج والسياح واقامة الصلات مع السنوسية في ليبيا.
ومنذ ايام السلطان صابون جاء الجلابة من دنقلا عبر دارفور وتمثلت التجارة في الصمغ العربي والعاج وريش النعام وتمر الهندي والجلود والعبيد واصبحت الفاشر عاصمة دارفور نموذجاً في استقبال الحجيج والتجارة بالنسبة لوداي. ومنذ ذلك الوقت حوت الحوليات صراعات الفلاني مع المساليت والمساليت مع غيرهم من ا لقبائل البدوية الافريقية التي تمثلت الاسلام فاصبح يطلق عليها قبائل عربية.
وحينما وصل الرحالة الشهير التونسي الى وداي وجد الفلاني يتخاطبون باللغة الهوسوية.
وشقت الطريقة التجانية طريقها الى دارفور في شخص عمر جانبو الذي اصبح في حاشية السلطان علي دينار ومؤثراً مثله مثل والد الخليفة عبد الله التعايشي الذي جاء من منطقة لا تزال مثيرة للجدل في غرب افريقيا وعاش وسط التعايشة في جنوب دارفور.
وبرزت في السودان الوسيط كذلك السنوسية واستطاع السيد محمد شريف «1858 / 1835» تحجيم وداي وتأسيس مدينة ابشي الحالية ثالث المدن التشادية في 1850 وجاء توسع السلطان محمد شريف نتيجة للمساعدات التي قدمها له سلطان الفور محمد الفضل كما انتبهت وداي في هذه الفترة الى مركز فيها ما بين كانو والخرطوم، وبن غازي ومامبو وسعت كل من المهدية والسنوسية لكسب ود وداي كما ارتبطت تجارة وداي مع تجارة واو وراجا وكافي كانجي وظلت العربية هي لغة التجارة والحضارة والعبادة في كل منطقة السودان والوسط. كما ظلت دارفور هي مأوى اللاجئين السياسيين من كل المنطقة الممتدة ما بين كانو والخرطوم.
وفي اطار ذلك تجئ اسطورة الحاج بابا علي «babalay» الذي نجح في مد خطوط التجارة الى الفاشر وابشي وجاء بفقهاء للتعليم في ابشي وبني اول مسجد في ابشي، كما برزت في ابشي الطريقة القادرية التي اسسها آل الكنتي الذين جاءوا من تمبكتو وامتدت آثارهم الى دارفور، وكان متوسط الحجيج الذين يدخلون ابشي/ دارفور في الستينات في حدود ما بين 11 الف الى 17 سنوياً - غير القادمين للتجارة والهجرات الاخرى.
بقايا جيش رابح يشكلون اساس السلطة:
ومن سخريات الاقدار ان الاستعمار الفرنسي لم يجد الا ان يرتكز على بقايا اعوان رابح بعد اغتياله في تثبيت اركان ادارتهم حيث اصبح شيخ عمر كورا رئيسا على ديكو dikwa والهوساوي المعلم هارون على جنب البحر في فورت لامي والمعروف ان جيش رابح دمج الكانوري - البرنو - البارما والكوتكو وعرب شوا والتعايشة والباندا وقريش وعلى هؤلاء قامت مدينة انجمينا الحالية. وتكشف احصائيات مدينة فورت لامي «انجمينا» لعام 1911 الوضع الديمغرافي «السكاني للمدينة» حيث جاءت الخريطة العرقية للمدينة كالآتي:
العرب 669
الباندا 307
البارما 80
البوا 43
الفلاني 60
الفور «جلابة» 34
الحداد «هل هم زغاوة» 81
هوسا 80
كانوري «برنو» 606
كوتكو 80
قريش 21
نيلليم 205
ساراكاب 313
سارما ماينجاي 184
جنود سنغاليين 121
الجميع 148،3
ولعل الوضع الديمقرافي الحالي لانجمينا يعتبر انقلابا، مقارنة باوضاعها في عام 1911م ومن المؤكد ان ذات الشئ حدث في دارفور واذا كان في خلال سبعين سنة تضاعف عدد الهوسا فقط في انجمينا من قبضة يد من العائلات الى بضعة آلاف فكذلك الحال في دارفور مع مكونات غرب افريقيا.
واذا كان الانتماء الى الهوسا ليس مجرد مناسبة عنصرية وانما انخراط في مسار تربوي واجتماعي فكذلك الامر والمسار لاكتساب عضوية الانتماء لدارفور.
الاسلام بين تشاد ودارفور:
تترواح التقديرات المعاصرة لمسلمي تشاد ما بين 75% الى 45% من مجمل السكان وربما كان 65% تقدير مناسب. وكما هو الحال في انحاء افريقيا، فان انتشار الاسلام، جاء نتيجة للتجارة والحج والتعليم وبروز ممالك اسلامية في المنطقة - ولكن دارفور هي صومال افريقيا الاخرى، حيث ساد الاسلام وسط الجميع، كما يتبارى الدارفوريون والصوماليون، بوجود اكبر نسبة من حفظة القرآن وسطهم على مستوى العالم الاسلامي، ودخل الاسلام في حوض تشاد منذ القرن الرابع عشر الميلادي على يد الدعاء والقبائل العربية مثل حسونة وجهينة وتوطن العرب كمزارعين ورعاة. وارتبطت مراكز الاسلام حوض تشاد ودارفور بالمراكز الاسلامية في كانو وطرابلس والكفرة والمدن النيلية والساحلية على البحر الاحمر، واذا ما مثلت افريقيا ما وراء الصحراء حدوداً رئيسية في العالم الاسلامي لحركة المد الاسلامي فان تشاد ودارفور تمثلان المركز لهذا القطاع من دار الاسلام بتقاطعها مع اعماق افريقيا وجوارها لشمالها، مما ادى الى ان تكون مسرحاً للتجاذبات الحضارية والدولية ومختلف تأثيرات الاسلام المتبادلة غرباً وشمالاً. كما اصحبت حركة الاسلام في هذه المنطقة مستوعبة للافكار الجديدة في العالم الاسلامي ومرتبطة بما فيه من حراك «سنوسية، مهدية، مغاربية، صوفية، حركات اسلامية معاصر الخ».
مراقبة ورصد الاسلام في تشاد ودارفور:
دلت التجربة التاريخية على عدم القدرة على حجب الاسلام عن تشاد وجوارها فكان البديل هو المسح والرصد والاحتواء وادي طريق الحج وايدلوجية الحج لوحدة الحراك السكاني القائم على التطهر ووحدة الهدف الى اشعاعٍ تضاءل تأثيره بمجئ الطائرة والنقل الحديث.
وقامت السياسة الفرنسية تجاه الاسلام في غرب افريقيا، ان الاسلام رسول حضارة وتوحيد وتجارة وتعليم ولكن يوازي ذلك الخوف من الاسلام كاساس للمقاومة والانعتاق من الاستعمار. و ظلت هذه الازدواجية شاخصة في الذهنية الاستعمارية، فمن ناحية العقل الاسلامي ذكي وماهر ومخلص للعمل والتجارة ولكن كذلك الاسلام يرفض الخنوع للكافر والمحتل علماً بانه يمكن تطوير عقلية اسلامية قابلة للتعايش وسط المغيبين وغير المنتبهين لمطلوبات سلامهم.
سعت الادارة الاستعمارية، لتقوية النزاعات الاسلامية المحلية وتقوية النعرات العرقية والاثنية داخل الاسلام بدعم المساجد المحلية التي تخدم عرقيات بعينها كما عملت على اضعاف الرابط الثقافي مع نيجيريا والنيل والشرق الاوسط وعلى سبيل المثال، فحينما وصلت شحنة ملابس مصرية، بعد الحرب العالمية الثانية تحمل صور محمد نجيب الى انجمينا عام 1953م تم تدميرها لايحاءاتها الثورية.
ظلت السلطات الفرنسية تحتفظ بسجل لكل شخصية دينية وكل حاج هام يمر بالمنطقة، كما حرصت على تقييد حركة الحجيج من السنغال حتى انه من عام 1906 الى 1911 ذهب فقط 11 سنغالياً للحج. وفي 1958م ومن اصل الاف الحجاج العابرين من غرب افريقيا كان فقط 46 من النيجر.
في الخمسينات، كانت هناك فقط اربعة مساجد في انجمينا للجمعة بالاضافة الي الزوايا وكانت هناك 23 زاوية للكانوري «البرنو»، 6 للهوسا، الوداي، الجلابة وواحد للعرب وواحد للسنغاليين ومجموعها 36 مسجداً وزاوية، ويبدو ان 90% من سكان انجمينا مسلمين وكانت نسبة البرنو لكل مسجد 1/ 237 بينما عند الهوسا 1/133.
وفي مسح عام 1947م للخلاوي برز ان هناك 80 خلوة وان معظم مدرسيها جاءوا من نيجيريا ومناطق البرنو والهوسا.
وبينما كانت هناك فقط 7 مدارس اولية في كل من تشاد وتضم ما لا يزيد عن خمسمائة طالب كانت المدارس القرآنية تحتوي اكثر من الف طالب في انجمينا وحدها، وتكشف الخرطة الدينية عن وجود السنوسية والميرغنية والقادرية والتجانية والمهدية وبدأت التجانية منذ عام 1901 وكان اسلام رئيس القبيلة يعني اسلام كل القبيلة. وحينما تم تدشين الارسالية اليوسوعية في 1949، توافق ذلك مع دخول قرابة الستين الف في دين الاسلام. ومن الغرائب ان شطارة الهوسا في التجارة دفعت بعض علماء الاجناس لتصنيفهم من اصول يهودية وذات الشئ على الزغاوة.
ويلام شمال السودان احياناً على تجارة الرقيق علما بانها كانت شاخصة في كل غرب افريقيا ولكن لاسباب تتصل باحياء الحقد والكراهية للمحور النيلي تم التركيز على المحور النيلي، حيث حتى النساء من الهوسا وغرب افريقيا شاركن في تجارة الرقيق التي تتضاءل سجلاتها مع وارد السودان النيلي.
الحنين الى المهدية وظهور الاسلام:
ما يزال يراود الذهن الغرب/ افريقاوي الحنين الى فكرة مجدد الدين، المهدي، وفي الفترة 49/1952م - هاجر قرابة 14 الف من الفلاني طلباً لرايته في السودان وتوطنوا في سنار ومن الظواهر ان ثقافة الهوسا تطغى في محياهم فيصبح المحيط هوساوياً بالكلام والزواج والاستيعاب، مثلهم مثل الجلابة الذين جاءوا من دنقلا ونواحيها وعمروا السلطنات الاسلامية من دارفور حتى سكوتو واستطاع الجلابة الامساك بسر التجارة وتجاوز الهوسا، لانهم دخلوا التجارة كشراكات وكان سر تجار انجمينا في عام 1911م من برنو - وما يهم فقد كانت تشاد بالنسبة للهوسا والفلاني وغيرهم منطقة عبور للسودان وليس في تشاد وجوارها مستوطنة للهوسا تعادل حجمهم في الجزيرة في السودان، التي عملوا فيها لعقود وبدأت الادارة الاستعمارية في تشجيعهم منذ العشرينات حتى لا تستخدم ايدي عاملة مصرية - وقد عملوا كعمال زراعيين وحلاقين وجزارين واصحاب حوانيت وصيادي اسماك الخ.
لقد ذهب طريق الحج متلاشياً وتقلصت معه التجارة والمنافع وزادت العطالة مع ازدياد السكان وتلاشت كذلك ثقافة السلام مع تلاشي ثقافة الحج وتلاشي الموارد. وتمثلت ثقافة الحج في بناء المساجد والزوايا والتكايا وتمثل الخطاب الديني العابر للحواجز السياسة.. والعرقية وكذلك في الزواج والخدمة وتبادل الخبرات وتقاطعت الهجرة والاستيطان والحياة المجتمعية مع الارتباط بالحجاز وارسال الكسوة لتخلق نمط حياة خاص وايدلوجية اساسها الحج عبر غرب افريقيا حيث اعطى الدين متمثلا في الحج للسفر والرزق ووحدة الهدف ومثل الحجيج والدعاة طلائع للتثاقف والترابط الروحي والاجتماعي ولكن اليوم بما فضل معظم هوسا التوطن في السودان على العودة لنيجيريا او تشاد مما مثل ضغطاً على الموارد ومهما يكن فان دارفور جديرة بان تكون بحيرة سكانية افريقية قائمة على التعايش والمحبة والعيش المشترك ونموذجاً لافريقيا الجديدة نأمل في ذلك.
ولعل البديل لطريق الحج الذي ادي للسلام والثقافة واستكمال اسلام دارفور طريق انقاذ غربي يصل ما بين الفاشر وكانو من ناحية والفاشر والابيض من ناحية والله اعلم.
والسلام
السبت، مايو 24، 2014
السبت، أبريل 05، 2014
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)