الخميس، نوفمبر 19، 2009

تاريخ الهوسا

dansudan
أسس الهوسا سبع ممالك من القرن التاسع الميلادي إلى القرن القرن الثالث عشر وذلك في المنطقة التي تعرف الآن بجنوب النيجر وشمال نيجيريا. يعتبر الهاوسا هذه المنطقة مهداً لهم (شمال نيجيريا وجنوب النيجر).في بدايات القرن التاسع عشر، قام الشيخ عثمان دان فوديو بتوحيد قبائل الهاوسا وقام بتأسيس خلافة إسلامية بما عرف حينها بخلافة سوكوتو (سقطو)، وقام بتعيين أمير على كل ولاية. استمرت الخلافة حتى احتل القوات البريطانية سوكوتو في العام 1903. ولكن وفي هذه الأثناء، كان الهاوسا قد توسعوا وهاجروا إلى عدة أقليم مجاورة (في بوركينا فاسو و بنين وغانا وا لكاميرون)واختلطوا مع سكانها المحليين وأسسوا مجتمعات برعت بالتجارة بحيث أصبحت الهاوسا لغة تجارة أساسية. كما امتد الهاوسا شرقاً وصولاً إلى مناطق في السودان وتشاد ومناطق أخرى في الشمال والجنوب. مؤثرين بعاداتهم وتقاليدهم. لغة الهاوسا حالياً هي من أكثر اللغات الإفريقية انتشاراً حالياً. وأصبح الإنتماء إلى الهاوسا لغوياً أكثر من عرقياً، فكل من يتكلم لغة الهاوسا يمكن اعتباره هاوسا.دين مسلمو هوساعتنق افراد القبيلة الدين الإسلامي في باكورة ايامه وساهموا على نشره في الربوع الأفريقية ويعرف التاريخ لهم افضليتهم وسبقهم في ذلك ومن المعروف ان معظم افراد القبيلة بل كلهم مسلمون لغة الهوسا تكتب اللغة الهوساوية بالحرفين العربي واللاتيني فقد ترجمت مئات الكتب إلى اللغة والفت مئات أخرى بنفس اللغة ومن أشهر ما ترجم ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الهوساوية ومازال التأليف بها مستمرا والأدب الهوساوي مزدهر بشعره ونثره والروايات والملاحم .تعتبر لغة الهوسا أولى اللغات التواصلية في غرب إفريقيا، حيث يتحدث بها أكثر من ثمانين مليون نسمة، كثير منهم ينتمي عرقياً إلى قبائل أخرى غير هوساوية في الأصل، ولكنها "تهوست" بمرور الزمن وصارت لا تعرف هوية غير "الهوسا". لذلك بدأ الباحثون منذ فترة يتعاملون مع الهوسا باعتبارهم "أمة"، وليست قبيلة بالمعنى الضيق للكلمة، وهم في ذلك أشبه بـ"الأمة العربية". يقع الموطن الأصلي للهوسا في شمالي نيجيريا وجنوبي جمهورية النيجر الحاليتين، وهي المنطقة التي تعرف في التاريخ بـ"بلاد الهوسا" (Hausa Land) قبل أن يقوم المستعمر الأوروبي برسم تلك الخطوط الوهمية التي أطلق عليها الحدود السياسية لخدمة مصالحه. وخلال القرون السالفة خرجت مجموعات كبيرة من الهوسا من موطنها الأم بغرض التجارة ونشر الدعوة الإسلامية وأداء فريضة الحج. نتيجة لذلك أصبح للهوسا وجود معتبر كمواطنين في كل من غانا و توجو و الغابون و جمهورية الكونغو و غينيا بيساو و بوركينا فاسو و بنين و الكاميرون و تشاد و إفريقيا الوسطى و الجزائر و ليبيا و السودان و المملكة العربية السعودية و إريتريا و إثيوبيا .لا أحد يستطيع تحديد تاريخ بداية استقرار أو استيطان الهوسا في السودان، غير أن المؤرخين يؤكدون أن طريق الحج عبر السودان كان سالكاً منذ بداية القرن الثامن عشر، وأن حجاج غرب إفريقيا، إبتداءً من السنغال، كانوا يؤدون فريضة الحج عبر هذا الطريق. ودراسة عملية استقرارهم هذه والتعاطي معها يقتضيان النظر إليها في سياقها التاريخي الذي جرت فيه، وسياقها الروحي الذي تمت فيه. فكثير من أبناء الجيل الحالي يتخيل أن هذه القارة الإفريقية موجودة بتقسيماتها الحدودية الحالية منذ الأزل، وقليل منهم من يعرف أن الحدود السياسية بين الأقطار الإفريقية لا يتعدى عمرها الـ (114) عاماً (مؤتمر برلين عام 1884). فقبل هذا التاريخ كانت كل المساحة الجغرافية الممتدة من السنغال عبر القارة إلى البحر الأحمر تعرف بـ"بلاد السودان"، وتنتظمها ممالك وسلطنات ومشيخات، يعمل كل حاكم على تغذية منطقة نفوذه بمزيد من السكان عن طريق الاستقطاب والتشجيع على الاستقرار، ذلك لأن السكان هم دعامة القوة الاقتصادية والعسكرية، في وقت لم تدخل فيه الآلة في الإنتاج ولم تظهر الآلة العسكرية بعد. لذلك فقد كان انتقال مجموعة بشرية من مكان إلى آخر داخل القارة يتم بصورة سلسة، تخدم مصالح مشتركة لكل من الضيوف والمضيفين. هذا من ناحية السياق التاريخي. أما في ما يتصل بالسياق الروحي، فإن أهم عوامل استقرار الهوسا في السودان يتمثل في ما يعرف بـ"الحج بمشقة" (Pilgrimage with hardship ) وبعض العوامل الاقتصادية الملازمة له بصورة مباشرة أو غير مباشرة. فقد رسخ في مفهوم الحاج الهوساوي إلى وقت قريب، عدم جدوى تكبد المشاق وقطع آلاف الأميال إلى الأراضي المقدسة، والتعرض لشتى أنواع المخاطر من حيوانات مفترسة واختطاف للاسترقاق وغير ذلك، ما لم يضمن أداء حج سليم من جميع أوجهه ونيل أكبر قدر من الأجر منه. لذلك عندما يغادر الحاج بلاده كان يترك وراءه كل أمواله التي لم يتأكد من مصدرها من حيث الحلال والحرام، ويبدأ في توفير مال الحج من كسب يده، وذلك بالعمل اليدوي الشاق أثناء الرحلة. لهذا السبب تستغرق رحلة الحج والعودة فترة طويلة تتراوح بين ثلاث إلى سبع سنوات. رغم أن الغالبية العظمى من هؤلاء الحجاج كانوا يوفقون في أداء فريضة الحج والعودة إلى بلادهم، إلا أن البعض منهم قد لا يتمكن من الوصول إلى الأراضي المقدسة. كما أن منهم من يتخلف في طريق العودة، وينتهي بهم الأمر إلى الاستقرار الدائم. وهناك دراسة لباحث غاني (باوا يامبا) عن الهوسا في الجزيرة تفيد بأن من أسباب تعثر الحجاج، عدم تكافؤ الأجر مع العمل. فقد يعمل الحاج لعام كامل وفي نهاية العام "يطلع مطالب"، وأحسب أن زميلي د. عبد اللطيف البوني يؤيد هذه المعلومة. ينتشر الهوسا بأعداد متفاوتة في كل أنحاء السودان بما في ذلك الجنوب، ولهم أحياء كبيرة ومتطورة في كل من الجنينة والفاشرونيالاوالأبيضوربكوالخرطوم و ود مدني و سناروالحواتةوالقضارف و كسلا و بورتسودان. كما استقرت هجراتهم المتأخرة (العقود الأولى من القرن العشرين) على امتداد النيل الأزرق من مايرنو إلى مشارف الكرمك و قيسان، أما استقرار الهوسا في غرب بحر الغزال (واو و راجا)، فقد كانت بغرض الدعوة. وقد أفلحوا في ذلك عن طريق التصاهر مع قبائل غرب بحر الغزال، مما دعا السلطات البريطانية في بداية ثلاثينيات القرن الماضي إلى تهجير عدد منهم من مناطق التماس بين الشمال والجنوب في إطار سياسة ما يعرف بـ"الأرض التي لا صاحب لها" (No Man-s Land)، وذلك لوقف المد الإسلامي إلى الجنوب. فقد انضمت كثير من الأسر المهجرة إلى أهلها بغرب القاش في كسلا.

ليست هناك تعليقات: