الأربعاء، يناير 27، 2010

الشيخ غومي.. الترجمان الأفريقي للقرآن الكريم



الثلاثاء، يناير 26، 2010

محاولة انقلابية في نيجريا


أعلن الجيش النيجيري تقييد حركة وتنقلات وحداته المقاتلة تحسبا للتورط في صدامات طائفية مثل تلك التي وقعت في مدينة جوس أو المشاركة في محاولة انقلابية احتجاجا على غياب الرئيس عن البلاد، في الوقت الذي رفضت فيه مجموعات مناهضة بمنطقة الدلتا المشاركة في البرامج الحكومية المعدة لاستيعاب المسلحين.


فقد أكد القائد العام للقوات المسلحة النيجيرية عبد الرحمن دانبازاو أن الأوامر صدرت لجميع الوحدات المقاتلة بالتزام مواقعها وعدم التحرك إلا بإذن مسبق وذلك منعا لجر الجيش إلى أعمال عنف وصدامات دينية مثل التي جرت في مدينة جوس وسط البلاد الأسبوع الماضي وأسفرت عن مقتل المئات من المسلمين والمسيحيين.



ولفت إلى أن هذه التوجيهات تهدف إلى حماية الجيش من تعرضه لمحاولات الاختراق وتعبئته داخليا ضد أطراف أخرى واستغلاله بشكل يضر بأمن البلاد التي قال إنها تمر بأزمة واضحة للجميع ولا يمكن إخفاؤها.



محاولة انقلابية

وتحدث دانبازاو عن معلومات استخبارية عن مخططات لاختراق صفوف الجيش بهدف القيام بمحاولة انقلابية -كما ذكرته بعض الجهات

المحلية- احتجاجا على استمرار غياب الرئيس عمر يارادوا الذي يعالج من أزمة قلبية في السعودية

بيد أن القائد العسكري النيجيري رفض هذه التعليقات "غير المسؤولة" التي تسعى إلى حرف البلاد عن مسارها الديمقراطي الدستوري وإعادتها إلى "الأيام المظلمة من تاريخها".



وفي نفس السياق، نفى قائد الدفاع الجوي المارشال بول دايك في تصريح إعلامي الاثنين نفيا قاطعا ما تردد عن مخطط لدى الجيش للانقلاب على حكم الرئيس يارادوا داعيا جميع أفراد القوات المسلحة إلى الابتعاد عن السياسة والتركيز على المهمة المنوطة بهم لحماية البلاد والحفاظ على استقرارها.


.


وكان السفير النيجيري في السعودية عبد الله أمينتشي قد أكد الاثنين أن الرئيس يارادوا يتعافى من الأزمة القلبية التي ألمت به في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وهو حاليا في فترة نقاهة في انتظار أن يؤكد الأطباء شفاءه التام قبل العودة إلى نيجيريا لاستئناف ممارسة مهامه الدستورية.



دلتا النيجر

في هذه الأثناء أعلن تحالف يضم عددا من المجموعات المسلحة السابقة في دلتا النيجر المناهضة لنظام الحكم رفضه الانضمام للجهود الحكومية المبذولة لدمج آلاف من المقاتلين السابقين، في خطوة من شأنها تهديد مشروع العفو والمصالحة الوطنية الذي أعلن عنه الرئيس يارادوا وحقق لمنطقة الدلتا الغنية بالنفط هدوءا نسبيا

وشككت متحدثة باسم المجلس الثوري المشترك -الذي يضم العديد من المجموعات المسلحة التي ألقت السلاح- في جدوى المشاريع الحكومة لدمج واستيعاب المقاتلين مشيرة إلى أن 98 من مراكز التدريب والتأهيل التي أعلنت عنها الحكومة غير موجودة على الأرض أو سيئة التجهيز وغير معترف بها رسميا.



وطالبت المتحدثة الحكومة بالعمل على تحسين وتطوير المنشآت التعليمية ووضع برامج تدريبية خاصة بقطاعي النفط والغاز، في حين طالبت مجموعات مدنية أخرى الحكومة بتقديم مساعدات مالية للمقاتلين الذين ألقوا السلاح في إطار الحل السياسي الذي تم الاتفاق عليه.



يشار إلى أن آلافا من المسلحين في دلتا النيجر -باستثناء المنظمة المعروفة باسم تحرير دلتا النيجر- تخلوا عن سلاحهم مقابل وعود بالعفو ومساعدات مالية شهرية وتوفير التعليم وفرص العمل والتنمية والاستثمار في المنطقة الفقيرة..

الأحد، يناير 24، 2010

تاريخ الشهيد الزعيم أحمد بللو



حين يبدأ الحديث عن الإسلام في نيجيريا الحديثة فلا بد من أن يذكر هذا الرجل الذي أنهى حياته شهيدا للدفاع عن بقاء نيجيريا دولة مسلمة.
إنه الشهيد الزعيم أحمد بللو، أحد أعلام الفكر الإسلامي والرائد السياسي الذي قاد صناعة التاريخ السياسي الحديث لنيجيريا عامة ولمنطقة شمالها على وجه أخص؛ إذ تأسست المدرسة السياسية لإقليم الشمال على نظرياته وأفكاره؛ فهو المنظّر والعقل المخطط للحركات والتنظيمات السياسية لأبناء قبائل الهوسا والفلاني، إضافة إلى كونه المؤسس لحركة أبناء شمال نيجيريا.
وسيذكر التاريخ كيف وقف الزعيم أحمد بللو أمام الهجمة الشرسة للاحتلال الإنجليزي وقوى الهيمنة بهدوء وحكمة بالغين ونهج سياسي فريد، كما وضع المصالح العليا والمقاصد الشرعية في اعتبار نهجه ومسيرته، فحافظ بهذا الاجتهاد على الكيان الإسلامي بمظاهره وأمجاده ومعالمه وآثاره في منطقة شمال نيجيريا.
دخل أحمد بللو معترك السياسة وتعامل مع سلطات الاحتلال البريطاني على أساس "لكم دينكم ولي دين"، وعلى شرط "الإبقاء على مآثر وإنجازات الإمبراطورية الإسلامية ومعالمها راسخة على أراضي بلاد الهوسا"، وكان منهجه أن الدين الإسلامي مقدس لا يمكن المساومة عليه في قاموسه السياسي.


مولد ونشأة الزعيم الإسلامي
ولد أحمد بللو في العاشر من شهر يناير عام 1910م بمدينة صوكوتو، وكان أجداده من المناضلين من أجل الإسلام؛ فأبوه هو الأمير إبراهيم بن أبي بكر بن محمد بللو، أما جده الكبير فكان الشيخ عثمان بن فوديو مؤسس الإمبراطورية الإسلامية المنقرضة والتي قامت في القرن الثامن عشر الميلادي.
تعلم أحمد بللو في الكتاتيب القرآنية وتربى في زوايا مشايخ الطرق الصوفية من رجال القادرية (جماعة صوفية)، ثم دخل المدرسة البريطانية الابتدائية، وبعد التخرج التحق بكلية المعلمين في مدينة كاتشينا عام 1926، وعين مديرا لمركز "رابا".
وفي عام 1938م عين مديرا على مقاطعة غسو (عاصمة ولاية زامفرا حاليا)، وفي نفس العام ازدادت شهرته ومكانته في مجتمع الهوسا بحصوله على لقب "سردونا مدينة صوكوتو" (Sardaona of Sokoto) والذي يعني "ولي العهد" لسلطان صوكوتو. وبجانب عمله بمديرية غسو، سافر إلى بريطانيا عام 1948م لدراسة تخصص نظام الحكم المحلي، وبعد عودته عين عضوا في المجلس التشريعي لدستور نيجيريا.
منذ تلك الفترة ازداد نفوذه فأصبح الناطق الرسمي باسم إقليم شمال نيجيريا داخل المجلس. وفي الفترة الانتقالية التي سبقت منح الحكم الذاتي للأقاليم النيجيرية الثلاثة (الشرق والغرب والشمال) تولى عام 1953م حقيبة وزارة الحكم المحلي، كما أسندت إليه حقائب وزارية أخرى -بعد أن أثبت كفاءته- من قبل الإدارة الإنجليزية، إلى أن أصبح رئيس وزراء إقليم شمال نيجيريا عند منح الحكم الذاتي عام 1954م، وظل على هذا المنصب حتى استشهد بعد استقلال نيجيريا.


الحضارة الحديثة النيجيرية
كان الدافع الأساسي لأحمد بللو وراء دخوله للحياة السياسية وانخراطه في معتركها هو رغبته في توظيف النفوذ السياسي للحفاظ على بقايا التراث الإسلامي، ويؤكد ذلك في كتابه "My life" إذ يقول: أقدمت على العمل السياسي "لاسترداد أمجاد أجدادي الذين بنوا إمبراطورية إسلامية في غرب أفريقيا؛ فقد اختار الله المولى أجدادي ليتزعموا الجهاد المقدس الذي أقام دولة إسلامية، وها أنا اليوم قد اخترت بواسطة انتخابات حرة للمساعدة على بناء دولة حديثة".
قدم أحمد بللو إسهامات عديدة لبلاده وشعبه من خلال مناصبه السياسية المختلفة. فبادر بتأسيس "جامعة أهل الشمال المسلمين" في فترة الأربعينيات محاولا إعادة تشكيل مناطق شمال نيجيريا ككتلة واحدة مثلما كانت من قبل منضوية تحت لواء آل فوديو. ثم تحولت هذه الجامعة إلى حزب سياسي بعد طرح مشروع الأحزاب والتنظيمات السياسية، ونجحت مدرسته السياسية بمنهجها الفريد في إقناع جميع أبناء الأقليات العرقية والدينية غير الهوسا/الفلاني للانضمام إلى هذا الحزب الذي نصت مبادئه على "الاحتماء بمظلة الدين الإسلامي كرابطة روحية وثقافية لجميع أبناء قبائل شمال نيجيريا حتى ولو اختلفت دياناتهم".
وقد سجل له التاريخ موقفه المشرف عندما دافع بقوة وشجاعة عن الميراث الإسلامي ليجد مكانا له في صياغة أول دستور لنيجيريا عام 1949م، ووقف بصلابة أمام محاولات الإدارة البريطانية والمتشبعين بالفكر العلماني من الموطنيين لتجاهل الاعتراف بالمحاكم الشرعية الموجودة والعاملة قبل مجيء الاحتلال، كما أبحر بسفينة إقليم شمال البلاد صوب مرافئ النهوض والتطور، والتي حول أراضيها الصحراء الجرداء القاحلة لتشهد فيما بعد مشروعات وإنجازات حضارية تنموية، مما جعله بحق باني النهضة الحديثة لشمال نيجيريا.
علاقات متميزة مع العرب
كان حرصه شديدا على الارتباط وتوثيق صلته بالعالم العربي وزعمائه، فقد كانت له جولات وزيارات إلى عدة بلدان عربية، منها الجمهورية العربية المتحدة حينذاك -تربطه علاقة صداقة حميمة بالرئيس جمال عبد الناصر- كذلك توثـقت علاقاته بالأزهر الشريف وعلمائه، وكان من ثمار ذلك قيام الأزهر الشريف بتشكيل لجنة من علمائه بتحقيق كتاب جده (الخليفة محمد بللو) الشهير "إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور" وحمل هذا الكتاب صورة تذكارية للرئيس جمال عبد الناصر والزعيم أحمد بللو.
كما ربطته علاقة ودية مع العاهل السعودي الملك فيصل بن عبد العزيز واتفق معه على إقامة جامعة إسلامية شبيهة بجامعة دول الكومنولث البريطاني، وتم تعيين الزعيم أحمد بللو نائبا للعاهل السعودي في رئاسة رابطة العالم الإسلامي عند تأسيسها عام 1962م، وعبر عن تقديره الخاص لذلك بقوله: "لقد كان للدعوة السامية التي أكرمني بها حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم للإسهام في هذا المؤتمر الإسلامي التاريخي أعمق الأثر في نفسي وإنه لشرف عظيم لي ولبلادي". وشملت اتصالاته الطيبة عدة دول، مثل ليبيا والسودان وغيرهما.
جهود في الدعوة الإسلامية
كانت همة الزعيم أحمد بللو كبيرة في الدعوة إلى الله وتبليغها للناس، ونذر نفسه لنشرها في غرب أفريقيا رغم الصعوبات والتهديدات التي واجهته بسبب مكانته السياسية كرئيس للوزراء. وقد كان يردد دائما: "نحن الخلف بعد السلف وإن فاتنا أن ندرك شأوهم لكوننا في وقت لا تساعدنا الفرص أن نعمل مثل ما عملوا، فعسى الله أن يرحمنا ويعيننا على إحياء بعض ما تركوه لنا وللمسلمين".
ورغم الصعوبات التي واجهته فقد خدم الدعوة الإسلامية في نيجيريا ووضعها في إطار نشاط مؤسسي فأنشأ منظمتين، الأولى تتمثل في المجلس الاستشاري للشئون الإسلامية والذي تكون من نخبة علماء إقليم الشمال، ويتبع البرلمان ومجلس الأمراء. والثانية جماعة نصر الإسلام التي كان أعضاؤها من الأمراء والوزراء والنواب والقضاة، ولم يكتف بذلك فحدد أهدافها في الدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين الحساسة والتي لا يمكن طرحها داخل البرلمان والحزب الحاكم اللذين يضمان مسلمين وغيرهم.
وكان من أبرز مساعيه الدعوية وقوفه أمام التحديات الصليبية والصهيونية والوثنية، وسعيه لحماية الملايين من أبناء بلاده -خاصة في الإقليم الشمالي بمنطقة أعالي الجبال بمقاطعات بوتشي- الذين تمكنت منهم الإرساليات التنصيرية، فقد صرف على هؤلاء عنايته بعد الاستقلال حتى بلغ عدد الذين أسلموا من الوثنيين في الفترة من ديسمبر 1963 حتى مارس 1965 إلى ما يزيد عن اثني عشر ألفا.
كما أسهم في تأسيس رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة وشارك في المؤتمر الإسلامي العام بمكة المكرمة عام 1965م وألقى خطابا مهما اعتبر ميثاقا تاريخيا، ومنذ ذلك الوقت كون علاقات طيبة مع عدد من العلماء والزعماء وقادة العمل الإسلامي في العالم الإسلامي، وكان ينتهز فرصة الحج كل عام للالتقاء بهم وتبادل الآراء والمناقشات حول قضايا الدعوة ومشكلات المسلمين.


الانتقاد والاستشهاد
وجهت إليه انتقادات كثيرة، لا سيما بسبب موقفه الرافض للمطالبة بالاستقلال ومنح الحكم الذاتي للأقاليم النيجيرية. واتهمته الطوائف المتعصبة بأنه "كان دائما ما يتعصب ضد الطوائف الدينية الأخرى ويبدي مشاعر العداء والكراهية تجاههم، لدرجة أنه يرى ضرورة جعل نيجيريا بأكملها دولة إسلامية بنص الدستور حتى لو كان أدى ذلك إلى انفصال شمال نيجيريا من الكتلة الفدرالية".
تم اغتيال الزعيم أحمد بللو في فجر يوم الخامس عشر من يناير من عام 1966م بعد مداهمة مسلحين عسكريين لمنزله بقيادة جنرال مسيحي من قبيلة الإيبو وأطلقوا عليه وابلا من الرصاص. وعلى الرغم من كثرة الاحتمالات والدوافع وراء عملية الاغتيال فإن أقواها ترجح وجود حالة امتعاض من جهوده في مجال نشر الدعوة الإسلامية والتي اعتبرها بعض الأطراف محاولة منه لأسلمة نيجيريا بالكامل، ولا سيما أن ملامح نجاحه وتباشير انتصاره قد بدأت تظهر؛ وهو ما غاظ النصارى والدول الغربية، مدركين أنه لو عاش طويلا ما كان يعوقه شيء عن تحقيق ذلك.
رحم الله شهيد الأمة أحمد بللو وأسكنه فسيح جناته، فقد دفع حياته ثمن قضيته ليبقى شمال نيجيريا محتفظا بكيانه الإسلامي ومكتسباته من حضارته

الثلاثاء، يناير 19، 2010

مجتمعات الهوسا في تشاد

مجتمعات الهوسا في تشاد
احداث دارفور بما حملته من مآسي والام واشكالات، دفعت النخب وغيرها لفهم ما يجري، فانعقدت مؤتمرات وصدرت كتب، على اثر التغطية الاعلامية الرهيبة التي احاطت بالحدث، خصوصاً ان من احضروا الاسلحة ورسموا الخرطة واعدوا الهندسة للفتنة، احاطوها كذلك بالحضور الاعلامي فتزامنت الطلقة النارية مع الطلقة الاعلامية وبينما استقرت الطلقة النارية في اجسام سودانية استقرت الطلقة الاعلامية في العقل والوجدان العالمي، فاصبحت دارفور حاضرة وشاخصة في المخيلة والوجدان.
وكغيري فقد شغلت بنبأ دارفور ونبأ ما وراء دارفور وهذا الكتاب يعالج قضايا هجرات شعب الهوسا في تلمسه لطريق الحج وكيف ان هذا الشعب اسهم في التجارة والثقافة والسلام والامن ما بين محور السودان الغربي وعماده كانو وانجمينا ودارفور، ومحور السودان النيلي. وان واسطة العقد كانت دارفور، وتبدأ الدراسة بتحديد منطقة الهوسا والتي هي تخوم ممتدة ما بين النيجر ونيجيريا ومساحتها 75 الف ميل مربع وانه في وقت اجراء الدراسة اي في عام 1969 - 1970 كان هناك 15 مليون هوساوي في نيجيريا و 5،1 مليون هوساوي في النيجر بالاضافة الى الهوسا في التيه اوالغربة في تشاد والسودان والحجاز الخ.
تعريف الهوسا:
ويعني مصطلح هوسا لغة الهوسا وهي لغة شادية، اكتسبت عبر السنين الاف المصطلحات العربية، وتختلف النظريات حول الجذور التاريخية لاصول الهوسا ما بين من ينسبهم الى هجرات من الشرق الاوسط او الى تكتلات سكانية افريقية زنجية، وما يهم في هجرات الهوسا انها اسهمت في تكوين تاريخ وثقافة تشاد وغرب السودان.
ودخل الهوسا تاريخ المنطقة بشدة بعد جهاد الفوديين في مناطق الهوسا بقيادة الشيخ عثمان دان فودي الذي حكم من مدينة سكوتو وتوفى في 1813م. وكانت خلافة سكوتو محاولة رائدة لتطبيق الشريعة و النظام الاسلامي في غرب افريقيا. وتقبل الهوسا حركة الشيخ عثمان وناصروها مما ادى الى امتزاج الهوسا بالفلاني واكتساب الخصائص المشتركة بما فيها اللغة مما شكل صعوبة في التمييز بينهما.
المؤثر الغربي في اسلام السودان:
والى حين من الدهر، تركز الكلام في اسلام السودان، على اشعاع المحور النيلي، الذي يستمد مكوناته من مصر الحجاز والعالم الاسلامي الشرقي في تجاهل للمؤثر الغربي في تشكيل الذات السودانية، وقد تلمس هذا الكاتب ذلك جزئياً في تشريحه لمكونات العقل التشادي والدارفوري.
وتركز جوهر بحث الكاتب، في استقصاء الروايات الشفاهية في عمل ميداني شاق وسط مستوطنات الهوسا في تشاد وعلى الاخص في انجمينا وابشي.
وتوافقت ظروف العمل الميداني، مع تطورات القتال في الثورة التشادية والتي لم يشارك فيها الهوسا الا انهم اثروا وتأثروا بتأثيرات الحرب الاقتصادية والتجارية وتحتضن انجمينا ما يعادل 30% من هوسا تشاد.
ويلخص الهوسا تجربتهم التاريخية القائمة على الاغتراب في المثل القائل «الغريب رجل اعمى له عينان». ويستمد الهوسا خصوصيتهم في المدن التشادية كغرباء وتجار اصحاب اموال ومسلمين ملتزمين ومستوطنين قدامى واصحاب تجارة متجولة، حيث كونت التجارة العابرة للحدود شخصية الهوسا التجارية وارتبط الوجدان والنسيج الاجتماعي للهوسا بطريق الحج ما بين دارفور والمدينة واصبح للهوسا مسار دائري من طرابلس الى بولاق التكرار الى الحجاز ومسار آخر عبر دارفور الفاشر وكردفان ثم الجزيرة الى البحر الاحمر.
قراءة في احصائيات الحج لعام 1970:
وحسب احصائيات الحجاج الافارقة لعام 1970م فقد جاءت نيجيريا في الصدارة بنسبة 24 الف حاج وتليها مصر ما يزيد من 13 الف حاج ثم المغرب حوالي 7 آلاف حاج ثم الجزائر حوالي 6 آلاف حاج والفائدة ان نسب معتبرة من الحجيج النيجيريين من الهوسا مما قد يجعل حجاج الهوسا وحدهم اكثر من الحجيج المصريين في ذاك العام.
ويشير الكاتب الى اشتهار كتاب الفقيه محمد بيلو وسط حجاج غرب افريقيا والمسمى «تنبيه الرافد لما يعتري الحج من مفاسد». علما بانه لم ترصد المراصد، اي امير فلاني في الحج، الا بعد الثلاثينات بعد دخول الخطوط الملكية البريطانية لنقل الحجيج و لكن ما اكثر كبراء وامراء الهوسا الذين ادوا الشعيرة.
واشار الى ذلك ترمنجهام قائلا:« ان طرق غرب افريقيا حملت مخاطر جمة نتيجة للحروبات والغزو الاستعماري ولم يكن وارداً ان يقوم زعيم ديني معتبر بمغامرة اداء الحج ولكن لكل قاعدة استثناء ولاحظ برون broone وجود مواطني غرب افريقيا في نهاية القرن الثامن عشر في دارفور وكردفان حتى الشرق، علما بان اثرياء الفور كانوا يحجون عبر طريق الاربعين.
كما برزت اسطورة ان العصر عصر المهدي وتزامن ذلك مع الجهاد في مناطق الهوسا وكان الشيخ دان فودي يعتقد ان غزواته هي الشروط الموضوعية المطلوبة لتأهيل الزمان والمكان لاستقبال المهدي الذي سيظهر في المحور النيلي مما ادى لهجرة واسعة في اتجاه النيل والحجاز.
المزيد حول نبوءة منسوبة للشيخ دان فودي:
مما نسب الى الشيخ عثمان ان الهجرة الى المهدي ستأخذ طريق بوجو الى مسيهاكوم ثم الى سارا، ثم ساروا ثم واراشي ثم بوسو ثم الى تلال كاجوم - ثم تلال كيجا ثم تلال زرافة ثم الى رواحي ثم الى ديجا ثم الى كاي ثم النوبة ثم مناجم الذهب حيث يوجد 99 جبلاً - وكتب الاسماء بحروفها العربية وعلق الشارح قائلا انه يعرف ثلاثة منها وهي فازوغلي، فافجول وفانكجول وبعد يومين من السفر نصل الى النيل المسيحي.
وربما تكون الاشارة لارض المعدن او حفرة النحاس ومع مرور الاشارة الى النوبة الى انه لم ترد اشارات الى الفاشر او الابيض. وشاعت بعد ذلك اسطورة ان كل المسلمين سيلتقون في مكة في 1400هـ الموافق 1980م.
وبرزت قصة امير المؤمنين محمد الطاهر الذي هاجر في رفقة بضعة الاف من اتباعه الى سودان المحور النيل ولكنه قتل في معركة يورمي على يد الانجليز في عام 1903م بينما واصل ابنه محمد بيلو ما يرنو هجرته التي تأسست عليها مستوطنة ما يرنو الحالية في سنار.
كما شاع ارسال الجواسيس من قبل خلافة صوكتو الى دارفور ووداي منذ ايام السلطان محمد بيلو لتتبع اخبار ظهور المهدي وبرزت ظاهرة المدن المتحركة لانتظار خروج المهدي او الحج او تقوية لاسباب الهجرات الاقتصادية اما في اوساط الهوسا، فقد تركز نشاطها حول الحج ومحبة الحجيج ونظم الحج، وجغرافيته وايدلوجيته وسبل تقوية بناء سياسي مناسب لذلك في اطار ثقافة مادية ولغوية، لان رحلة الحج ارتبطت كذلك باستخدام الارض وصراعاتها وكسب الرزق في هذه الرحلة الطويلة التي ربما استغرقت العمر كله، لذلك يقوم الحاج بتوزيع تركته وكتابة وصيته ويسلم امره للفقيه وكان وجود الفقيه يمثل صمام امان الرحلة للقافلة لانه كرجل مبارك لا ينهب وانما يسمح له ببلوغ مأمنه عبر ابشي ودار صليح والفاشر والنهود والابيض ود مدني ثم على النيل ثم الى سواكن او غيرها.
وسط حروبات القبائل ومجموعات قطاع الطرق والنهب. وادي بروز دولتي رابح فضل الله في بورنو ووداي ودولة علي دينار الى خلق ظروف جديدة ادت احياناً الى تغيير طريق الحج مما يحتاج الى دراسة تفصيلية.
الجيوش الاوروبية تملأ الفراغ في غرب افريقيا:
مثل رابح فضل الله العدو الاول والتحدي الكبير امام القوات الفرنسية الساعية لربط امبراطوريتها في شمال وغرب وافريقيا الاستوائية. بينما مالت بريطانيا لمغازلته. ولكن عزمت فرنسا على استئصاله، بعد ان قتل القائد الفرنسي كرامبل وشتت جيوشه، لذا عمدت فرنسا الى تجميع جيوشها من انحاء الامبراطورية الفرنسية الافريقية «الجزائر وداكار وبرازفيل»، حيث التقت برابح فضل الله في معركة كسري الشهيرة على انهار شاري في الكميرون وعلى بضع اميال من انجمينا الحالية في 22 ابريل 1900م، حيث هزم رابح واغتيل ولكن كذلك بعد ان قام باغتيال قائد القوات الفرنسية لامي الذي سميت انجمينا باسمه «فورت لامي».
مؤثر نيلي اسمه عبد الكريم في وداي:
كثير من السودانيين، لا يعرفون مؤسس دولة وداي في القرن السابع عشر هو نازح نيلي اسمه عبد الكريم مثله مثل احمد المعقور مؤسس دولة الفور ولكن نجهل الكثير كيف استطاع هذا الفقيه النيلي المنسوب لقبائل الجعليين او البديرية ازاحة الاسرة التنجورية الحاكمة، وان اتفقت الروايات على بركته وبسطه للاسلام وتأسيسه للعاصمة في وارا.
وما نعرفه ان خليفته عبد الكريم الثاني او عبد الكريم صابون 1803 / 1813 وسع التجارة وحدود المملكة وجاء على نقيضه خليفته يوسف 1813 / 1839 الذي قيد التجارة واضطهد الناس ولكن اضطر خلفاؤه لاعادة المملكة لسيرتها الاولى في فتح الحدود للتجار والحجاج والسياح واقامة الصلات مع السنوسية في ليبيا.
ومنذ ايام السلطان صابون جاء الجلابة من دنقلا عبر دارفور وتمثلت التجارة في الصمغ العربي والعاج وريش النعام وتمر الهندي والجلود والعبيد واصبحت الفاشر عاصمة دارفور نموذجاً في استقبال الحجيج والتجارة بالنسبة لوداي. ومنذ ذلك الوقت حوت الحوليات صراعات الفلاني مع المساليت والمساليت مع غيرهم من ا لقبائل البدوية الافريقية التي تمثلت الاسلام فاصبح يطلق عليها قبائل عربية.
وحينما وصل الرحالة الشهير التونسي الى وداي وجد الفلاني يتخاطبون باللغة الهوسوية.
وشقت الطريقة التجانية طريقها الى دارفور في شخص عمر جانبو الذي اصبح في حاشية السلطان علي دينار ومؤثراً مثله مثل والد الخليفة عبد الله التعايشي الذي جاء من منطقة لا تزال مثيرة للجدل في غرب افريقيا وعاش وسط التعايشة في جنوب دارفور.
وبرزت في السودان الوسيط كذلك السنوسية واستطاع السيد محمد شريف «1858 / 1835» تحجيم وداي وتأسيس مدينة ابشي الحالية ثالث المدن التشادية في 1850 وجاء توسع السلطان محمد شريف نتيجة للمساعدات التي قدمها له سلطان الفور محمد الفضل كما انتبهت وداي في هذه الفترة الى مركز فيها ما بين كانو والخرطوم، وبن غازي ومامبو وسعت كل من المهدية والسنوسية لكسب ود وداي كما ارتبطت تجارة وداي مع تجارة واو وراجا وكافي كانجي وظلت العربية هي لغة التجارة والحضارة والعبادة في كل منطقة السودان والوسط. كما ظلت دارفور هي مأوى اللاجئين السياسيين من كل المنطقة الممتدة ما بين كانو والخرطوم.
وفي اطار ذلك تجئ اسطورة الحاج بابا علي «babalay» الذي نجح في مد خطوط التجارة الى الفاشر وابشي وجاء بفقهاء للتعليم في ابشي وبني اول مسجد في ابشي، كما برزت في ابشي الطريقة القادرية التي اسسها آل الكنتي الذين جاءوا من تمبكتو وامتدت آثارهم الى دارفور، وكان متوسط الحجيج الذين يدخلون ابشي/ دارفور في الستينات في حدود ما بين 11 الف الى 17 سنوياً - غير القادمين للتجارة والهجرات الاخرى.
بقايا جيش رابح يشكلون اساس السلطة:
ومن سخريات الاقدار ان الاستعمار الفرنسي لم يجد الا ان يرتكز على بقايا اعوان رابح بعد اغتياله في تثبيت اركان ادارتهم حيث اصبح شيخ عمر كورا رئيسا على ديكو dikwa والهوساوي المعلم هارون على جنب البحر في فورت لامي والمعروف ان جيش رابح دمج الكانوري - البرنو - البارما والكوتكو وعرب شوا والتعايشة والباندا وقريش وعلى هؤلاء قامت مدينة انجمينا الحالية. وتكشف احصائيات مدينة فورت لامي «انجمينا» لعام 1911 الوضع الديمغرافي «السكاني للمدينة» حيث جاءت الخريطة العرقية للمدينة كالآتي:
العرب 669
الباندا 307
البارما 80
البوا 43
الفلاني 60
الفور «جلابة» 34
الحداد «هل هم زغاوة» 81
هوسا 80
كانوري «برنو» 606
كوتكو 80
قريش 21
نيلليم 205
ساراكاب 313
سارما ماينجاي 184
جنود سنغاليين 121
الجميع 148،3
ولعل الوضع الديمقرافي الحالي لانجمينا يعتبر انقلابا، مقارنة باوضاعها في عام 1911م ومن المؤكد ان ذات الشئ حدث في دارفور واذا كان في خلال سبعين سنة تضاعف عدد الهوسا فقط في انجمينا من قبضة يد من العائلات الى بضعة آلاف فكذلك الحال في دارفور مع مكونات غرب افريقيا.
واذا كان الانتماء الى الهوسا ليس مجرد مناسبة عنصرية وانما انخراط في مسار تربوي واجتماعي فكذلك الامر والمسار لاكتساب عضوية الانتماء لدارفور.
الاسلام بين تشاد ودارفور:
تترواح التقديرات المعاصرة لمسلمي تشاد ما بين 75% الى 45% من مجمل السكان وربما كان 65% تقدير مناسب. وكما هو الحال في انحاء افريقيا، فان انتشار الاسلام، جاء نتيجة للتجارة والحج والتعليم وبروز ممالك اسلامية في المنطقة - ولكن دارفور هي صومال افريقيا الاخرى، حيث ساد الاسلام وسط الجميع، كما يتبارى الدارفوريون والصوماليون، بوجود اكبر نسبة من حفظة القرآن وسطهم على مستوى العالم الاسلامي، ودخل الاسلام في حوض تشاد منذ القرن الرابع عشر الميلادي على يد الدعاء والقبائل العربية مثل حسونة وجهينة وتوطن العرب كمزارعين ورعاة. وارتبطت مراكز الاسلام حوض تشاد ودارفور بالمراكز الاسلامية في كانو وطرابلس والكفرة والمدن النيلية والساحلية على البحر الاحمر، واذا ما مثلت افريقيا ما وراء الصحراء حدوداً رئيسية في العالم الاسلامي لحركة المد الاسلامي فان تشاد ودارفور تمثلان المركز لهذا القطاع من دار الاسلام بتقاطعها مع اعماق افريقيا وجوارها لشمالها، مما ادى الى ان تكون مسرحاً للتجاذبات الحضارية والدولية ومختلف تأثيرات الاسلام المتبادلة غرباً وشمالاً. كما اصحبت حركة الاسلام في هذه المنطقة مستوعبة للافكار الجديدة في العالم الاسلامي ومرتبطة بما فيه من حراك «سنوسية، مهدية، مغاربية، صوفية، حركات اسلامية معاصر الخ».
مراقبة ورصد الاسلام في تشاد ودارفور:
دلت التجربة التاريخية على عدم القدرة على حجب الاسلام عن تشاد وجوارها فكان البديل هو المسح والرصد والاحتواء وادي طريق الحج وايدلوجية الحج لوحدة الحراك السكاني القائم على التطهر ووحدة الهدف الى اشعاعٍ تضاءل تأثيره بمجئ الطائرة والنقل الحديث.
وقامت السياسة الفرنسية تجاه الاسلام في غرب افريقيا، ان الاسلام رسول حضارة وتوحيد وتجارة وتعليم ولكن يوازي ذلك الخوف من الاسلام كاساس للمقاومة والانعتاق من الاستعمار. و ظلت هذه الازدواجية شاخصة في الذهنية الاستعمارية، فمن ناحية العقل الاسلامي ذكي وماهر ومخلص للعمل والتجارة ولكن كذلك الاسلام يرفض الخنوع للكافر والمحتل علماً بانه يمكن تطوير عقلية اسلامية قابلة للتعايش وسط المغيبين وغير المنتبهين لمطلوبات سلامهم.
سعت الادارة الاستعمارية، لتقوية النزاعات الاسلامية المحلية وتقوية النعرات العرقية والاثنية داخل الاسلام بدعم المساجد المحلية التي تخدم عرقيات بعينها كما عملت على اضعاف الرابط الثقافي مع نيجيريا والنيل والشرق الاوسط وعلى سبيل المثال، فحينما وصلت شحنة ملابس مصرية، بعد الحرب العالمية الثانية تحمل صور محمد نجيب الى انجمينا عام 1953م تم تدميرها لايحاءاتها الثورية.
ظلت السلطات الفرنسية تحتفظ بسجل لكل شخصية دينية وكل حاج هام يمر بالمنطقة، كما حرصت على تقييد حركة الحجيج من السنغال حتى انه من عام 1906 الى 1911 ذهب فقط 11 سنغالياً للحج. وفي 1958م ومن اصل الاف الحجاج العابرين من غرب افريقيا كان فقط 46 من النيجر.
في الخمسينات، كانت هناك فقط اربعة مساجد في انجمينا للجمعة بالاضافة الي الزوايا وكانت هناك 23 زاوية للكانوري «البرنو»، 6 للهوسا، الوداي، الجلابة وواحد للعرب وواحد للسنغاليين ومجموعها 36 مسجداً وزاوية، ويبدو ان 90% من سكان انجمينا مسلمين وكانت نسبة البرنو لكل مسجد 1/ 237 بينما عند الهوسا 1/133.
وفي مسح عام 1947م للخلاوي برز ان هناك 80 خلوة وان معظم مدرسيها جاءوا من نيجيريا ومناطق البرنو والهوسا.
وبينما كانت هناك فقط 7 مدارس اولية في كل من تشاد وتضم ما لا يزيد عن خمسمائة طالب كانت المدارس القرآنية تحتوي اكثر من الف طالب في انجمينا وحدها، وتكشف الخرطة الدينية عن وجود السنوسية والميرغنية والقادرية والتجانية والمهدية وبدأت التجانية منذ عام 1901 وكان اسلام رئيس القبيلة يعني اسلام كل القبيلة. وحينما تم تدشين الارسالية اليوسوعية في 1949، توافق ذلك مع دخول قرابة الستين الف في دين الاسلام. ومن الغرائب ان شطارة الهوسا في التجارة دفعت بعض علماء الاجناس لتصنيفهم من اصول يهودية وذات الشئ على الزغاوة.
ويلام شمال السودان احياناً على تجارة الرقيق علما بانها كانت شاخصة في كل غرب افريقيا ولكن لاسباب تتصل باحياء الحقد والكراهية للمحور النيلي تم التركيز على المحور النيلي، حيث حتى النساء من الهوسا وغرب افريقيا شاركن في تجارة الرقيق التي تتضاءل سجلاتها مع وارد السودان النيلي.
الحنين الى المهدية وظهور الاسلام:
ما يزال يراود الذهن الغرب/ افريقاوي الحنين الى فكرة مجدد الدين، المهدي، وفي الفترة 49/1952م - هاجر قرابة 14 الف من الفلاني طلباً لرايته في السودان وتوطنوا في سنار ومن الظواهر ان ثقافة الهوسا تطغى في محياهم فيصبح المحيط هوساوياً بالكلام والزواج والاستيعاب، مثلهم مثل الجلابة الذين جاءوا من دنقلا ونواحيها وعمروا السلطنات الاسلامية من دارفور حتى سكوتو واستطاع الجلابة الامساك بسر التجارة وتجاوز الهوسا، لانهم دخلوا التجارة كشراكات وكان سر تجار انجمينا في عام 1911م من برنو - وما يهم فقد كانت تشاد بالنسبة للهوسا والفلاني وغيرهم منطقة عبور للسودان وليس في تشاد وجوارها مستوطنة للهوسا تعادل حجمهم في الجزيرة في السودان، التي عملوا فيها لعقود وبدأت الادارة الاستعمارية في تشجيعهم منذ العشرينات حتى لا تستخدم ايدي عاملة مصرية - وقد عملوا كعمال زراعيين وحلاقين وجزارين واصحاب حوانيت وصيادي اسماك الخ.
لقد ذهب طريق الحج متلاشياً وتقلصت معه التجارة والمنافع وزادت العطالة مع ازدياد السكان وتلاشت كذلك ثقافة السلام مع تلاشي ثقافة الحج وتلاشي الموارد. وتمثلت ثقافة الحج في بناء المساجد والزوايا والتكايا وتمثل الخطاب الديني العابر للحواجز السياسة.. والعرقية وكذلك في الزواج والخدمة وتبادل الخبرات وتقاطعت الهجرة والاستيطان والحياة المجتمعية مع الارتباط بالحجاز وارسال الكسوة لتخلق نمط حياة خاص وايدلوجية اساسها الحج عبر غرب افريقيا حيث اعطى الدين متمثلا في الحج للسفر والرزق ووحدة الهدف ومثل الحجيج والدعاة طلائع للتثاقف والترابط الروحي والاجتماعي ولكن اليوم بما فضل معظم هوسا التوطن في السودان على العودة لنيجيريا او تشاد مما مثل ضغطاً على الموارد ومهما يكن فان دارفور جديرة بان تكون بحيرة سكانية افريقية قائمة على التعايش والمحبة والعيش المشترك ونموذجاً لافريقيا الجديدة نأمل في ذلك.
ولعل البديل لطريق الحج الذي ادي للسلام والثقافة واستكمال اسلام دارفور طريق انقاذ غربي يصل ما بين الفاشر وكانو من ناحية والفاشر والابيض من ناحية والله اعلم.
والسلام

الأحد، يناير 17، 2010

Kissar Annabi Adam (As) Na Uku

To dayake an hallici Hauwa'u daga bangaren jikin Annabi Adam as ne don sai All.. madaukakin sarki ya sanyata ta zama matar sa don haka ne ma bayan da aka halicce ta sai ya kale ta lokacin daya ganta sai yaga tayi kama dashi sosai amma sai yaga tafishi rauni na yanayin jiki, wannan yasa ya tambaye ta ke wacece kuma? Sai ta bashi amsa da cewa nice hauuwa ni abin halittar ubanjigi ne

sai yaga lallai hauwwa'u tana magana ne irin nashi kuma da ya sake lura sai yaga tayi kama dashi sosai kuma yaji a cikin zuciyar sa lallai ya kamu da kaunar ta to daga nan fa sai ya gana da ubagijin sa yace ya ubangiji wannan wacce irin halitta ce kyakyawa a kusa dani hakika nayi farin ciki sosai da ganin ta, sai kawai yaji magana daga ubangiji yana cewa wannan itace abin halittar mu Hawwa shin kana son ta? Domin ka samu nastauwa da ita nan take sai Annabi Adam As yace kwarai da gaske, kuma ina godiya ga All.. da wannan ni'ima da yayi mini daga cikin tsatsona , daga nan sai All.. madaukakin sarki ya umaci Annabi Adam As daya nemi auren hauwa, sai Annabi Adam As yabi Umarnin da akayi bashi kuma aka sanya koyar da Addini gareta ya zama shine sadakin ta wannan yada All.. ya amince da wannan tunda ya bi umarnin da aka bashi sai ya bukaci hauwa ta biyo shi sai taki amincewa sai ta bukaci ya biyo ta saiya bita, daga nan dai aka fara rayuwar zamantakewa tsakanin Annabi Adam da Hauwa'u haka dai suka ci gaba da rayuwar taimakekeniya tsakanin su har dai ta hanyar ilhama mala'ika jibrilu ya nuna musu hanyar da zasubi suyi noma, suka ci gaba da noma alkama da dai sauran su kuma suka koyar da ya'yan su yadda zasuyi zamantakewa da juna da kuma yadda maza da mata zasu taimakawa juna a cikin alumma,

to yanzu kuma zamu kawo muku yadda auren yayan Annabi Adam suka haifa ya kasance , to kamar yadda yazo acikin tarihi tun bayan da aka saukar da Annabi Adam da Hauwa'u a gidan duniya suka daukar ma kansu tattara iyalansu wuri guda yadda zasu wastu a fadin duniya baki daya, don haka bada jimawaba sai kawai ummuna Hauwa'u ta dauki ciki kuma ta haifi yayaye 2 tagwaye na miji da mace aka sanya sunan da namijin kabila sunan mace din ikilima bayan da aka dauki dogon lokaci kuma sai ta kara daukar wani cikin kuma ta haifi ‘yan biyu a wannan karon ma na miji da mace sai aka sanyawa na mijin suna Habila ita kuma ta mace din aka sanya mata suna layuza, to sai dai All. yayiwa Layuza kyakyawan kira mai kyau wato kyakyawace kuma itace wadda tafi kyau acikin yayan Annabi Adam (As) wanda hakan yasa Annabi Adam a kowanne lokaci yana ji mata tsoron hastari ko wani abu ya faru da ita , lokacin da dukkan wadan nan yaran suka girma suka zama samari suka kai lokacin balaga

kuma suka kai munzinin Aure sai All.. madaukakin sarki ya yi wahayi ga Annabi Adam da ya Aurar da layuza yar shi kyakyawa da ga danshi Habila ita kuma ikilima a aurar da ita ga Kabila , nan take sai Annabi Adam ya sanar da umarnin Ubangiji ga yayan sa amma sai wani daga cikin yayan sa ya nuna rashin amincewa da wannan umarni wato kabila ken an yace yaya za'a aurar da yar uwata mai kyau ga habila ni kuma a dauki yar uwar shi layuza mummuna a aurara da ita gare ni, daga nan sai hasada da kawadiyi suka motsa ya kai kabila yana tuhumar mahaifinsa yana magana da zafin rai cewa lallai All.. bai bada irin wannan umarnin ba kai ne dai ka kitsa ma kanka abinda kakeso, amma sabon da Annabi Adam as ya tabbatarwa da ‘ya'yansa gaskiyarsa kuma cewa abinda yake fadi gaskiya ne ba da kashin kanshi bane yayi haka, ubangiji ne ya bashi umarnin haka, don haka sai yacewa yayan sa kowanne su yayi layya ga All.. madaukakin sarki duk wanda aka amsa layyanshi to shine mai gaskiya kuma alamar da zata bayyana da zai gane wanda aka karbi layyansa shine tsawa daga sama zata fado daga sama ta kona shi, sai dukkan yayan sa suka amince da wannan zabi , sai Habila ya samu akuya mai kiba da aka kiwata , kuma akuyar da tafi kiba da cika acikin akuyoyin da yake dashi, amma shi kabila da yake shi ba makiyayi bane manomi ne sai ya dauki wani dami karami amastayin abinda zaiyi layya dashi, kowaya yah au saman dutse da abin layyansa kowanne su ya kaddamar da layyansa ba tare da bata wani dogon lokaci ba sai ga tsawa ta sauko daga sama ta kona akuyar nan amma tabar damin nan agefe, wanda haka ya tabbatar da cewa an amshi layyan habila ke nan kuma shine mai gaskiya, kuma ya bayyana afili cewa lalai habila shine mai biyayya ka ubangijin sa shi kuwa kabila yana daga cikin masu nuna taurin kai ga umarnin ubangiji, to sai dai akwai wata ruwayar ma game da batun yayan Annabi Adam da hauwa'u amma wadda muka ambata ita tfi shahara tsakanin malaman tarihi,
to daga nan kuma sai lamarin ya dauki wani sabon salo inda kabila ya fara nuna Hasada na meyasa All. bai Amshi layyanshi ba, yasa fuskarshi ta canza saboda bakin ciki da bacin rai, har yakai ya fadama habila cewa zai kashe shi, amma da yake habila mutum ne mai tsarkin zuciya kuma yana da karfin Imani sai yayi masa Nasiha yace masa All.. yana Amsar aikin da akayi shi ne da niyya mai kyau kuma da ikhlasi,don haka yana da kyau ka kasance mai ikhlasi kafin All. ya amsa ayyukan ka, Idan kanaso ka kasheni to ni bani da niyar daukar irin wannan mataki akan ka,domin ni ina tsoron ubangijin wannan duniyar da abinda ke cikinta. to sai dai nasiyar habila ba tayi wani tasiri ba ko kadan a cikin zuciyar kabila don kuwa zuciyarsa sat a riga ta sawwala masa daukar matakin kashe dan uwansa,
A cikin irin wannan yanayin ne shedan yayi amfani da damar da ya samu ya dinga sanya waswasi a cikin zuciyar kabila yana ce masa an karbi layyyar da dan uwanka habila yayi amma kai ba'a amshi naka ba, idan har ka bar habila a raye to zai haifi ‘ya'ya wanda a nan gaba zasu rika gorantawa ‘ya'yan ka suna alfahari da cewa an amshi layyar mahaifin su amma ba'a amshi layyar ka ba, haka dai shedan yayi ta nanata masa irin wannan zuga da sanya waswasi har dai ya samu wata dama lokacin Annabi Adam (As) zai kai ziyara zuwa dakin ka'aba dakin All.. a makka don haka lokacin da kabila yaga mahaifinsu baya nan sai ya zo inda habila yake ya fara gaya masa bakaken maganganu domin ya fusata shi, yace wato an amshi layyarka amma ba'a amshi nawaba ko? Yanzu kanaso in gamasu kuma in amince da Aurar da yar uwata kyakyawa da akayi gareka, kuma a bani yar uwarka mummuna ba zan taba yarda ba har abada, sai habila ya bashi amsa da cewa ya dauke hannun ka daga zalunci da hassada da kake nuna min daga karshe dai sabani da jayayya tayi kamari tsakaninsu wato habila da kabila har dai ya kai kabila ya fara tunanin yaya zai yi ya kashe dan uwan sa habila nan take sai shedan ya fara sawwara masa yanayi masa waswasin cewa ka sanya kanshi a tsakiyar dutse sai ka hada duwastun nan da da nan zakaga ya mutu sai kabila yayi amfani da wannan dabarar da shedan ya kitsa masa ya kashe dan uwan sa yayi shahada bisa zalunci.
To sai dai bayan da ya kashe dan uwansa sai ya rude ya rasa yadda zai yi ya suturta gawansa wato ya bizne shi kenan don haka yayi ta yawo da gawan dan uwansa a wuya yana cikin takaici da nadama, har dai yadda wasu angulu guda biyu sukazo suna fada da junan su har dai daya ta kashe daya sai ta sanya kumbarta ta haka rami sai ta jefa gawar yar uwarta a ciki, anan ne fa kabila ya kara tabbatar da raunin sa inda ya kai da kansa yana cewa ya kaiton shi yanzu sai da Angulu ta nuna min yadda zan bizne gawar dan uwana hakika ina cikin bata bayyanan na, bayan da ya kammala bizne dan uwansa sai ya kama hanya ya koma gida lokacin da Annabi Adam yaga kabila shi kadai ba ta re da dan uwansa habila ba da suka fita tare sai ya tambayeshi ina danuwanka yake, sai ya fara kame - kame yana kaucewa har dai ya kai ga ya dauki mahaifinsa ya nuna masa kabarin dan uwansa da yake nufin lallai ya kashe shi, wannan lamarin ya tayar da hankalin Annabi Adam as matuka ya dauki jana izar dansa to sai dai da yake lokacin da jinin dansa ya zuba a kasa, kasa ta shanye don haka sai ya la'anci wannan wurin wanda hakan yasa tun daga wancan lokaci idan jinin mutum ya zuba, kasa bata shanye jininsa, kamar yadda yazo a cikin tarihi All..hu A'alam

daga nan kuma sai Annabi Adam As ya yi zaman makoki na kwanaki 40 saboda bakin cikin rabuwa da dansa, sai dai dama lokacin da aka kashe habila matarsa ta kasance tana da ciki don haka bayan da ta haihu sai ya bata kyauta domin girmamawa ga mahifin dan kuma mijinta habila, bayan nan kuma sai All. madaukakin sarki ya bawa Annabi Adam da Mai sauna Shi's wa to Hibbatullah , wanda lokacin da ya girma ya kai munzinin Aure sai aka aurar Masa mace mai suna Na'ima haka dai zuri'arar sa ta ci gaba da yaduwa daga tsatson habila , wannan dai shine yadda rayuwarsa ta ci gaba da kasancewa har zuwa lokacin da shekarunsa suka tura girma ya kamashi, kuma yana dan shekaru Dari tara da talatin ya amsa kiran All.. ya bar gidan duniya ya bar gadon Annabci ga dansa Shi'ts wanda lokacin da Mahaifinsa Annabi Adam as ya kwanta rashin lafiya wadda daga ita bai sake tashi ba kuma ya kasance shine yake jiyyarta don haka nema lokacin da ya koma ga All.. sai ya yi masa wanka kuma ya Bizne shi a birnin Makka Aminci All.. ya tabbata gareshi lsanda aka haifeshi da sanda ya koma ga ubangijinsa, don haka shai'ts ya tsaya makwafin mahaifin shi ya ci gaba da koyar da Al'umma Ilimi kamar yadda mahaifinsa yayi masa wasiya.

Tarihin Kafa Gidan Radion Jamhuriyar Musulunci ta Iran

An bude Sashin Hausa na Gidan Radion Jamhuriyar Musulunci ta Iran ne a ranar 4 ga watan Janairun shekara ta 1995, koda ya ke 'yan watanni kafin wannan ranar dama an soma 'yan shirye-shirye na gwaji.
Da farko dai Sashin Hausa na Radio Iran ya fara watsa shirye-shiryensa ne na tsawon minti talatin (30) tare da ma'aikata biyar (5), bayan shekaru hudu (4) kuma ya koma Sa'a daya tare da ma'aikata tara (9). To amma a halin yanzu saboda karuwar yawan masu saurare da kuma yawan neman da suke yi yasa muka kara Sa'a guda, ya zama gaba daya muna watsa shirye-shiryenmu na tsawon Sa'o'i biyu (2) ne, Sa'a daya da safe Sa'a daya kuma da dare, tare da yawan ma'aikata goma sha biyu da 'yan rahotanni shida (6) daga kasashen Nigeria, Nijar da Ghana.

A lokacin da Sashin Hausan ya fara watsa shirye-shiryensa yana da karancin yawan masu saurare saboda matsalolin da radiyon ya samu na rashin isar sauti zuwa ga masu saurare, amma cikin ikon Allah tare da kokarin da injiniyoyinmu suke ta yi, ya sa sautin kuma a halin yanzun muna samun wasikun masu saurare daga mafi yawan kasashen yammacin Afirka da hausawan da suke kasashen Libya, Saudiyya, Masar da dai sauransu.

Haka nan kuma don kara matsowa kusa da masu saurarenmu da kuma 'yan'uwanmu hausawa da ke nahiyar Afirka muna nan muna shirye-shiryen amfani da tashoshin radiyo na FM wadanda za su rika sanya shirye-shiryenmu kai tsaye ta yadda kowa da kowa zai iya kama mu ba tare da wahala ba. Wannan yana tafe cikin yardar Allah nan gaba kadan.

DALILIN BUDE GIDAN RADIYON

1- Yada addinin Musulunci ga mutanen nahiyar Afirka.

2- Ba da sahihin labaran Jamhuriyar Musulunci ta Iran, kasashen Musulmi da na Musulmin nahiyar Afirka.

3- Wayar da kan jama'a game da dasisosin mulkin mallaka.

4- Yada ilmin Musulunci.

5- Ba da labaran ci gaban Musulmin nahiyar Afirka

6- Bayani game da akidar Musulunci ga Kiristocin da sauran mabiya sauran addinai na nahiyar Afirka da kuma sauran jama'a.

Bai Kamata Amurka Ta Ba Umar Farouk Abdulmutallab Lauya Ba


Dan Majalisar dattijan Amurka, sanata John McCain, ya ce ya kamata a gurfanar da dan Nijeriyan nan da ake tuhuma da kokarin tarwatsa wani jirgin saman fasinja da ya doshi birnin Detroit, a kotu ta soja a matsayin mayaki na abokan gaba.


Sanata McCain ya fadawa gidan telebijin na CNN a yau lahadi cewa ba da lauya wanda zai taimakawa Umar Farouk Abdulmutallab wajen boye bayanai masu muhimmanci ya saba da ra'ayin shugaba cewar Amurka tana tsakiyar yaki da 'yan ta'adda.


Masu bin bahasin laifuffuka na tarayya sun tuhumi Abdulmutallab da laifuffuka shida, ciki har da kokarin yin amfani da makamin kare-dangi da kokarin yin kisan kai. Masu gabatar da kararraki sun yi zargin cewa saurayin dan Nijeriya yayi kokarin tayar da bam da ya boye cikin kamfansa a wannan jirgi da ya taso daga birnin Amsterdam a kasar Netherlands.


الجمعة، يناير 15، 2010

الحرب الأهلية النيجرية (حرب بيافرا)

الحرب الاهلية النيجرية تعرف أيضا بحرب بيافرا و هي كانت عبارة عن نزاع مسلح استمر من 16 يوليو 1967 حتي 13 يناير 1970 في محاولة من ولايات الجنوب الشرقي النيجري للاستقلال عن الدولة الاتحادية في نيجريا و اعلان جمهورية بيافرا
اسباب الحرب
الصراع هو نتيجة التوترات الاقتصادية والعرقيه والثقافيه والدينية بين مختلف الشعوب الموجودة في نيجيريا. حيث ان الدولة النيجرية مصطنعة بنتها القوى الاوربية الاستعمارية الكبرى دون مراعاة لحساب الاختلافات الدينية ، واللغويه ، والخلافات العرقيه . شأنها شأن العديد من الدول الأفريقية الحديثة كانت نيجيريا ، والتي حازت على استقلالها من بريطانيا في عام 1960 ، يبلغ عدد سكانها 60 مليون نسمة وتتألف من حوالي 300 مجمجموعة مختلفة العرقيات والثقافات يتشكل المجتمع النيجري من قبائل الهوسا في النصف الشمالي الذي تدين غالبيته بالإسلام و قبائل اليوروبا التي تسكن المناطق الجنوبية نصف المسيحية نصف المسلمة و قبائل الاايبو في المناطق الجنوبية الشرقية المسيحية و كانت هذة الاختلافات السبب الرئيسي لاندلاع الحرب
البداية
تبدأ الحرب عقب اعلان الكولونيل اوجوكوو الحاكم العسكري للاقليم الشرقي استقلال الاقليم و تأسيس دولة بيافرا في 30 مايو 1967 حتى 15 يناير 1970 التي حاول فيها سكان إقليم بيافرا الإنفصال عن نيجيريا وتكوين دولة مستقلة خاصة بعرقية الإيبو. و قد حصلت الجمهورية الانفصالية على اعتراف عدد قليل من الدول و هم هايتي و الغابون و ساحل العاج و تنزانيا و زامبيا. وقد دعمت إسرائيل الإنفصاليين بإمدادهم بالأسلحة السوفييتية الصنع التي استولت عليها من العرب. وكذلك دعمت البرتغال الإنفصاليين نكاية في نيجيريا الداعمة لاستقلال المستعمرات البرتغالية في أفريقيا.و كانت جزيرتي ساتومي و برنسيب البرتغالية قاعدة للامدات الإنسانية للدولة و كانت معظم مكاتب التمثيل الخارجي لجمهورية بيافرا توجد في لشبونة و كذلك تم طبع العملة المحلية لبيافرا في لشبونة.كانت حكومة اقليم بيافرا ترى ان التطورات السياسية الحادة في البلاد و سيطرة أبناء الاقليم الشمالي على الحكم تعتبر تراجعا عن الطابع الاتحادي للدولة . و قد بدأت تهديدات حكام الاقليم الشرقي بالاستقلال في مارس 1967 عقب اصدار مراسيم مالية خاصة بجمع الايرادات لحكومة الشرق فقط و وقف توريد لاموال للحكومة الاتحادية و فيما عدا رسوم البترول. و قد اتبع ذلك رد المجلس العسكري الحاكم للبلاد بقرار بتقسيم الاقليم الشرقي ل3 اقاليم منفصلة . و رد الاقليم الشرقي بالاستيلاء على بقية المباني و الادارات التابعة للحكومة الاتحادية و قرار يقضى بان شركات البترول عليها ان تدفع الرسوم المقررة إلى حكومة الشرق و بدأت ان البلاد على حافة الحرب الاهلية . و اتخذت الجمعية الاستشارية لاقليم الشرق قرارا يقضي بالانفصال عن الدولة الاتحادية و هو قرار كان يعتبر تكريسا لحالة الانفصال التي كانت قد أصبحت و اقعا تلا ذلك محاولات عديدة للسلام ابرزها جرى في غانا و لكن رفض الكولونيل اوجوكوو لمبدأ الفيدرالية و تفضيله لمبدأ الكونفيدرالية جعل الحرب امرا و اقعا بعد انهيار كل محادثات السلام
الاستعداد للحرب
ردا على هذة التطورات قام الحاكم العسكري النيجري الكولونيل يعقوب غوان باعلان حالة الطوارئ في البلاد و الغاء المجلس العسكري الحاكم و تولى رئاسة الحكومة العسكرية و منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة
الحرب
بدأت الحرب عققب انهيار محادثات السلام بهجوم شنته القوات الاتحادية على الاقليم المنشق من الشمال و الشرق باتجاه مدينة انيوجو. و قام الاسطول الفيدرالي بحصار الجنوب . ردت حركة بيافراعلى الهجوم بتوسيع القتال إلى خارج حدود الاقليم من اجل تحقيق هدفها " التحرير الكامل لكل نيجريا". فقامت بحركة معاكسة فعبرت نهر النيجر و استولت على اقليم الغرب الأوسط و سيطرة على عاصمته و أهم مدنه في الفترة من 8 أغسطس حتى 20 سبتمبر 1967 و غزت باقى مناطق الغرب الأوسط حتى تمنع الحكومة الاتحادية من استغلال اراضيه من اجل الهجوم عليها و من اجل محاولة كسب تعاطف قبائل الايجبو و بناء علاقة تحالف مع قبائل الاقليم الغربي ضد الاقليم الشماليى المسيطر على الحكومة. و لكن تطوارات الحرب كانت في صالح الحكومة الاتحادية فقد سيطر الجيش على مدينو انيوجو العاصمة في أكتوبر 1967 . و تقدمت إلى الجبهات الجنوبية و استولت على دلتا نهر النيجر . و نقلت العاصمة إلى أومياها التي استولى عليها الجيش لاحقا في مايو 1968 هي و مجموعة من المدن الهامة بعد ان حصر الجيش الانفصاليون في دو ائر عسكرية متتالية و استمر القتال حتى حصر الانفصاليون في مناطق ضيقة إلى ان تم الاستيلاء على العاصمة الثالثة اوبري و مطار اولي في يناير 1970 و تم تصفية التمرد .

الأربعاء، يناير 13، 2010

قبائل الهوسا



يمتد الموطن التقليدي لقبائل الهوسا من جبل الهواء في النيجر إلى منطقة 

جوس بلاتو في وسط نيجيريا ، ومن بحيرة تشاد مروراً بإمبراطورية السونغاي القديمة على طول وادي نهر النيجر وهي المنطقة التي تعرف حالياً باسم جمهورية مالي التي عرفت من قبل باسم إقليم السودان الأوسط . ومن المعروف أن كلمة هوسا كانت اسم اللغة التي تتحدثها القبائل المنتشرة في هذه المنطقة التي ما لبثت أن عرفت بهذا الاسم منذ القرن السادس عشر. وحتى ذلك الحين كانت تعرف بأسماء مدنها أو ممالكها المختلفة ، ومن الطريف أن لغة الهوسا تصنف على أنها واحدة من فصيلة اللغات الآفرو - آسيوية ، ورغم ذلك فإن من يتحدثون بها اليوم ليسوا جميعهم منحدرين من عرق واحد. إن أبناء قبائل الهوسا الموزعين على مساحة جغرافية واسعة يعتبرون المجموعة العرقية الكبرى بالأقاليم الشمالية لنيجيريا أو كما يشار إليها عادة باسم (الشمال الأقصى) أو (مسلمو الشمال) . يتراوح عدد المتحدثين بها بين 200-250 مليون نسمه في مناطق مختلفة داخل افرقيا و بعض الدول العربية فيما تدعى المجموعة العرقية التي تليها في الحجم باسم (فولاني) ولأن قبيلتي الهوسا والفولاني ترتبطان بعلاقات وثيقة ، فإن النيجيريين اعتادوا على القول بأنهما مجموعة قبلية واحدة ، ومع ذلك فإن البعض منهما يعتبر أن كلام منهما متميز عن الآخر ، وعلى سبيل المثال ما زال الكثير من الفولانيين يفتخرون بحياة البادية ورعي القطعان ، وينأون بأنفسهم عن الاستيطان وممارسة مهنة الزراعة التي تميزت بها الهوسا. وبما أن قبائل الهوسا والفولاني كانت تعيش متقاربة ، فقد نشأت بينهما علاقات تزاوج ، كما ظهرت بينهما سمات ثقافية مشتركة ، فعلى سبيل المثال ، ومع أن اللغة الأولى لقبائل الفولاني كانت تعرف باسم فولفور ، فإن أفراداً منها يتكلمون لغة الهوسا كلغة ثانية ، الأمر الذي يعزز التكامل العرقي بينهما.
تنقسم قبائل الهوسا إلى 17 قبيلة هم

اراوى
ادراوى
اريوى
دمغراوى
دوراوى
غاييا
غوبراوى
هطيجاوى
كناوى
كاسيناوى
كباوى
كاتاغو
كرفاوى
سكتاوى
زنفراوى
ززقاوى

هوسى اجمي

الأحد، يناير 10، 2010

تاريخ دارفور الجهادي والسياسي

دار فور ليست فقط عنوانا على أزمة سياسية مستحكمة وإنما هي أيضا عنوان على أزمة معرفية حقيقية سببها بعض الأفكار التي تعشش في مخيلة البعض ولا ترى في حركة التاريخ إلا حركة الرجل الأبيض فقط، أما ما دونها: فهي أمور لا فائدة من الالتفات لها.

ويأتي كتاب "تاريخ دارفور عبر العصور" ليبدد كثيرا من الضبابية التي خلفتها هذه الأزمة وهو للكاتب السوداني أحمد عبد القادر أرباب (عميد مهندس)وليست هناك معلومات أخرى عنه بالكتاب، وإن بدا من محتواه أن المؤلف الذي ينحدر من قبائل دارفور أقرب قائد سياسي له نزعة استقلالية، وإن لم يقلل هذا من أهمية المعلومات الواردة بالكتاب" المطبوع عام 1998 في الخرطوم
الدولة في وعي دارفور

أهم ما يكشفه الكتاب أن فكرة الدولة بكيانها المقارب للمفهوم الحديث كانت متغلغلة في أبناء دارفور، وأنهم امتلكوا قدرا من الوعي والإدراك جعلهم يؤسسون الهيكل السياسي والإداري للدولة بطريقة تضمن له الاستمرار والتطور بما يلائم طبيعة البيئة التي نشأت فيها دولتهم أو سلطنتهم التي استمرت حوالي 430 عاما دون انقطاع، ولعل تعمق مفهوم الدولة والاستقلال في بنيتهم الثقافية والإدراكية هو ما جعلهم يقومون بكثير من الثورات المتعاقبة ضد الحكم المصري العثماني لبلادهم على مدار تسع سنوات ونصف، ثم يقومون بثورات أخرى ضد سيطرة المهديين على بلادهم حتى تحقق لهم الاستقلال الذي ما لبث أن قضت عليه حكومة السودان التي كانت تابعة للإنجليز عام 1916م بعدما أبدى سلطان دارفور علي دينار تعاطفا ومبادرة لمساندة الدولة العثمانية ضد الحلفاء في الحرب العالمية الثانية (وقد انتهت بمقتل علي دينار على يد الجيش الإنجليزي عام 1916).

وكتاب "أرباب" يضع يدنا على صفحات مجهولة من تاريخ دارفور، وعلى مساحة من الوعي بمفهوم الاستقلال والوطنية في قبائل تلك المنطقة التي استطاع الإسلام صياغة شخصيتها فأكسبها مذاقا خاصا، مزج فيه العامل الديني بالوطني، والشجاعة بالإصرار والتحدي ضد سطوة القوة، وجشع المطامع التي كانت تبحث عما تختزنه الأرض من ثروات دون النظر أو الحاجة إلى من عليها من البشر.

والكتاب يتكون من ستة فصول، وهو كتاب نادر في موضوعه، ويعطي معلومات تاريخية قد تكون عونا للباحث على تفسير بعض مواقف الزعامات والقوى مما يجري حاليا في دارفور (وإن اختلف معها في الموقف السياسي).
جغرافيا دارفور

ويبدأ الكتاب بالحديث عن الجغرافيا، وتكاد تنطبق مقولة أن "الجغرافيا قد تفسر بعضا من أحداث التاريخ" على جغرافيا دارفور؛ فهذه المنطقة الكبيرة التي تزيد مساحتها عن نصف مساحة مصر، تتميز بالتنوع في مناخها، ومن ثم التنوع فيما تخرجه الأرض من نبات، وما تختزنه من ثروات، وما ينشأ عليها من بشر (بدارفور حوالي 160 قبيلة)؛ لهذا كان مدخل الجغرافيا ضروريا في رسم الصورة الذهنية المتكاملة.

وتقع دارفور في أقصى الجزء الغربي من السودان بين خطي عرض 10 و16، وخطي طول 22/27,30 شرقا، وتحدها من الشمال ليبيا، ومن الغرب تشاد، ومن الجنوب الغربي جمهورية أفريقيا الوسطى، ومن الجنوب بحر العرب وشمال غرب بحر الغزال، ومن الشرق كثبان كردفان، ومن الشمال الشرقي الإقليم الشمالي.

ويوجد بها ثلاثة مناخات تقريبا، وهي: المناخ شبه الصحراوي في الشمال، ومناخ شبه البحر المتوسط في منطقة جبل مرة الذي يصل ارتفاعه عشرة آلاف قدم فوق سطح البحر، وفي الجنوب والجنوب الغربي تنمو حشائش السافانا.

وتبلغ مساحة دارفور حوالي (51088 كيلومترا مربعا، أي ما يعادل خمس مساحة السودان، كما أن تعداد سكانها يعادل ربع عدد سكانها، ويسكن حوالي 75% من سكان دارفور في الريف، و15% من الرعاة، و10% يسكنون المدن.

وتكثر بدارفور الجبال، فتتوسطها سلسلة جبال مرة، وهي أعلى هضبة في السودان، كذلك يوجد بها عدة جبال أخرى منها: جبل "الميدوب"، وجبل "أبو قران"، وجبل "تقابو"، وجبل "فشار"، وجبل "أم كردوس"، وجبال "الداجو".

ويوجد بها نهر بحر العرب الذي يصب في نهر بحر الغزال، وروافده المتعددة، وبحيرة كندى، إضافة إلى عدد من عيون الماء العذبة، ويوجد بها عدد من الوديان.
تاريخ دارفور القديم

ثم انتقل الكاتب للحديث عن تاريخ دارفور القديم، وأشار إلى أن الهجرات التي كانت تتميز بها المنطقة نظرا لحركة القبائل العربية والأفريقية، كان لها أثرها الواضح في تاريخ دارفور وعاداتها وتقاليدها وأعرافها؛ إذ إن الهجرات حملت معها تيارات ثقافية واجتماعية واقتصادية ودينية، أحدث بعضها تغيرات جذرية.

ونظرا لتنوع دارفور المناخي والطبيعي استوطنت عدد من القبائل المختلفة في مناطق متفرقة في دارفور، فسكنت قبيلة الفور تورا في جبل مرة، واستقرت التنجر والزغاوة والخزام في شمال دارفور، وكان لكل قبيلة زعيم يدير شؤونها مستقلا عن أي سلطة، وكانت العلاقات القبلية هي التي تحكم العلاقات بين القبائل المنتشرة في المنطقة، وكانت غالبيتها وثنية.

وذكر الكاتب أن دارفور كانت معروفة للعالم قبل الإسلام، فقد زارها القائد الفرعوني "حركوف" وذكر أماكن زارها في جبل "الميدوب"، أما الرومان فقد عملوا على ربط دارفور بمصر طمعا في استغلال ثرواتها، كما أن "درب الأربعين" الشهير يربط بين محافظة أسيوط المصرية وبين دارفور، كما أن كثيرا من التجار والمستكشفين من مناطق مختلفة من العالم وفدوا إلى دارفور؛ إذ كانت إحدى محطات التجارة المهمة في القارة الأفريقية خاصة منطقة حوض أعلى النيل.
الفصل الثاني: سلطنة الداجو

وعرض الكاتب في الفصل الثاني تاريخ سلطنة "الداجو" التي حكمت دارفور(بين القرن الثاني والثالث عشر الميلاديين) وكانت تستقر في المنطقة الواقعة جنوب شرق جبل مرة، وتاريخ الداجو غير مؤرخ بطريقة منظمة، ويعتمد في الأساس على الرواة وغيرهم ممن يحفظون التاريخ ويرونه في شكل قصة أو حكاية تظهر في غالبية الأحيان تاريخ البطولة.

وحكم الداجو دارفور ما بين القرن الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، وكان تمركزهم شرق وجنوب شرق جبل مرة، وقد حكم منهم ستة سلاطين أولهم السلطان عبد الله داج وآخرهم السلطان عمر بن آمن الشهير بـ"كسافرو".

والداجو توزعوا في خمس مناطق تركزت في كردفان (جبال النوبة حاليا) ودارفور وتشاد.

وعرف عن الداجو ولعهم بالطرب والموسيقى، حتى إنهم اخترعوا بعض آلاته ومنها: الطبل "النقارة" وصفارة الأبنوس
التنجر في دارفور

والتنجر هي إحدى القبائل التي استولت على الحكم في منطقة دارفور في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي، واستمر حكمهم إلى النصف الأول من القرن الخامس عشر، أي حوالي قرن ونصف، وينسب البعض التنجر إلى عرب بني هلال، ويذهبون أنهم أول قبيلة تدخل اللغة العربية إلى دارفور، ويرى آخرون أنهم من النوبيين، وهناك رأي ثالث أنهم ينتمون إلى قبائل الفور.

وكانت سلطنة التنجر موجودة في شمال دارفور عندما كان الداجو يحكمون في جنوب دارفور، وبعد زوال الداجو بسط التنجر نفوذهم على دارفور، وكانت عاصمتهم مدينة أروى في جبل أروى.

اشتهر التنجر بالتجارة، وكانت عاصمتهم أروى من المدن المزدهرة في ذلك الوقت، واستطاع حاكم المدينة أن يقيم علاقات اقتصادية مع العثمانيين، وكان تجار القاهرة يمدونه بالسلاح مقابل الحصول على الذهب.

وعرف عن التنجر عاطفتهم الإسلامية، وهناك بعض الأوقاف في المدينة المنورة تخص سلطان التنجر "أحمد رفاعة" ما زالت موجودة حتى الآن، وعرف عنهم المرونة في الحكم وعدم اللجوء إلى القسوة في إدارة مملكتهم على خلاف ما كان يفعله الداجو، وعرفوا بفنونهم المعمارية الجيدة، فما تزال هناك آثار لطريق مرصوف في أروى.

وضعفت مملكة التنجر لسيادة روح التوسع في آخر عهدها وصارت هذه المملكة متسعة جدا بحيث صعب على السلطان إدارتها؛ مما أدى إلى اضمحلالها تدريجيا، وسقوطها في أيدي قبائل الفور"الكيرا" عام 1445م.
الفور في دارفور

كان يطلق على قبائل الفور "التورا" وهي كلمة تعني العملاق؛ إذ إنهم من طوال القامة ضخام الأجسام، وكان "التورا" يبنون بيوتا دائرية يطلقون عليها اسم "بتورنق تونقا" أي بيوت العمالقة.

وقد استوطن "التورا" جبل مرة، ولم يختلطوا بعناصر أخرى، وحافظوا على دمائهم وأشكالهم لاحتمائهم بالجبال، وعندما دخل الإسلام منطقتهم عرفوا بالفور، وكان الفور والتنجر بينهم مصاهرات كثيرة مما حدا بالمؤلف للجزم بأنهم من أصل واحد وهو التورا.

وكان سليمان سلونق، أي سليمان العربي، هو أول سلطان يقوم بتأسيس دولة دارفور الإسلامية عام 1445م، وقد استطاع إخضاع (37) زعامة ومملكة صغيرة لحكمه، بعدما خاض حوالي (32) معركة، وكانت المملكة تتكون من مسلمين ووثنيين، وبدأ السلطان في تدعيم سلطته في دارفور، فقام بخلع الزعامات المحلية وولى على بلادهم زعماء جددا من أهلهم، من هذا التاريخ بدأ حكم الكيرا أو الفور أو الفور الكيرا في دارفور، (والكيرا تعني الأحفاد الخيرة)، وقد حزن زعماء التنجر لفقدهم السيطرة على الحكم في دارفور، فكانوا إذا جلسوا مع الفور يلبسون العمامة السوداء.

واستمر الفور يحكمون دارفور ما يقرب من 430 عاما دون انقطاع، أي من سنة 1445م حتى سنة 1875م، ثم عاد السلطان الشهير علي دينار وحكمها من سنة 1898م حتى 1916م، حيث ُضمت بعد ذلك إلى السودان في 1/1/1917م، وبلغ عدد سلاطينها (27) سلطانا.

كان الحكم في دارفور فيدراليا وكانت تسمى بسلطنة دارفور الإسلامية، حيث قسمت البلاد إلى أربع ولايات رئيسية تحت قيادة سلطان البلاد، ويساعده عدد من الوزراء (12 وزيرا)، وكان مجلس وزراء السلطان يقع عليه العبء الأكبر في اختيار السلطان الجديد بعد وفاة السلطان بالتنسيق مع مجلس الشورى.

وكان مجلس استشاري السلطنة (مجلس الشيوخ) يتكون من (12) عضوا من الأعيان، بما فيهم حكام الولايات الأربع، وكان من اختصاصه مساعدة السلطان في تسيير أمور البلاد، والمساهمة في اختيار السلطان الجديد.

وتناول الكاتب القبائل المختلفة التي يتكون منها الفور بالتفصيل، موضحا أماكن سكنهم وزعاماتهم، وبعضا من تاريخهم، والزعامات القبلية بدارفور عبر العصور المختلفة
محمد علي ودارفور

وفي الفصل الرابع من الكتاب تناول "أرباب" التواجد المصري في دارفور، ودوافع حاكم مصر محمد علي باشا لضم مملكة دارفور، حيث بدأت المعارك بين الجانبين في 16/4/1821م في مدينة بارا، وهزم جيش الفور، واستطاع محمد علي السيطرة على كردفان التي كانت تابعة لدارفور في ذلك العام.

وحاول محمد علي مصالحة سلطان دارفور لحاجة مصر للنحاس من دارفور، من خلال اتفاقية في هذا الشأن، لكنه لم يستطع، وكان عهد محمد سعيد باشا بداية لانفتاح في العلاقات بين الجانبين، أما عهد الخديوي إسماعيل فكانت العلاقة فيه ملتبسة بعض الشيء، فرغم التبادل التجاري بين الجانبين فإن سلطان دارفور شعر بوجود أطماع مصرية في مملكته، ولذا قام بتجنيد عشرة آلاف جندي وسلحهم بأسلحة حديثة، وتم إدخال المدفعية في جيش دارفور لأول مرة.

وفي عهد الخديوي إسماعيل قرر السيطرة على دارفور، وأن يكون غزوها من جهتين، وهو ما دفع سلطان دارفور للدخول في تحالف مع سلطنة وداي المجاورة لتوحيد الدفاع والمقاومة، لكن قوة الجيش المصري حسمت الأمر، فتم إسقاط مملكة دارفور والسيطرة عليها في 24/10/1874م، ودارت عدة معارك كبيرة في دارفور ساعد فيها "الزبير رحمة" أحد كبار تجار الرقيق في منطقة بحر الغزال المصريين، واستطاع الزبير أن يهزم سلطان دارفور "إبراهيم قرض" في معركة منواشي في 25/10/1874م، وقتل في هذه المعركة المئات من أمراء دارفور وكبار أعيانها، وأطلق الكاتب على هذه الهزيمة "مذبحة منواشي".
ثورة بوش بن محمد

كانت فكرة الاستقلال مترسخة في أذهان أهل دارفور(على حد قول الكاتب)، فعقب هزيمة منواشي لم تضعف روحهم القتالية، بعد مقتل سلطانهم، فقاموا بتشكيل حكومة ظل تحملت عبء مسؤولية النضال من أجل الاستقلال، واستمر النضال حوالي تسع سنوات ونصف حتى تم لدارفور الاستقلال عن الحكم المصري، قامت خلالها عدة ثورات عنيفة، منها ثورة السلطان "حسب الله" في جبل مرة الذي استسلم دون مقاومة للزبير بن رحمة مما أثار غضب أهل دارفور، فقاموا بتتويج الأمير "بوش بن السلطان محمد الفضل" سلطانا على دارفور في مارس 1875م وكلفوه بمواصلة النضال من أجل التحرير.

وخاض الزبير بن رحمة حربا ضارية ضد الأمير بوش استمرت خمسة عشر يوما، خسر فيها بوش كثيرا من رجاله وعتاده فاضطر للانسحاب من جبل مرة، ثم ما لبث بوش أن ُقتل أثناء مطاردة الزبير له.

لكن روح النضال لم تهدأ وتولى حكومة الظل في دارفور السلطان "هارون بن سيف الدين" الذي قام بثورة كبيرة وناهض الحكم المصري التركي لكنه قتل عام 1880م، وقامت ثورة أخرى بقيادة الزعيم "مادبو"، كما قامت قبيلة "بني هلبا" بثورة في جنوب دارفور.

وانتهى الأمر بالحكم المصري في دارفور بعد أن أرسلت القاهرة رسالة سرية إلى الحاكم المصري في دارفور "سلاطين باشا" تأمره أن يجمع قواته المتفرقة في دارفور في منطقة الفاشر، ثم عليه أن يسلم الحكم في دارفور إلى الأمير "عبد الشكور عبد الرحمن شاتوت" وهو من أمراء دارفور، وشاءت الأقدار أن يتوفى "عبد الشكور" قبل أن يصل إلى دارفور قادما من القاهرة، وأن تقوم الثورة المهدية في تلك الفترة
أبو جميزة الصوفي المحارب

بعد رحيل المصريين خضعت دارفور لحكم المهديين، وكان أول من تولاها من المهديين الأمير "محمد خالد زقل" بعدما سيطر عليها في (15 يناير 1884م) وكان أمراء دارفور يرفضون أن يخضعوا للمهديين، وأعلن الأمير "دود بنجة" بأنه لا يقبل بوجود أي نفوذ لدولة المهدي بدارفور، وساندت كثير من القبائل "دود بنجة" فيما ذهب إليه، وهو ما جعل العلاقات متأزمة مع المهديين، لكن معنويات "دود بنجة" ما لبثت أن خارت واعترف بسلطة المهدية وقابل المهدي وأقر بالولاء له وانضم إلى صفوف جيشه.

وقد دارت معارك من أجل استقلال دارفور عن المهدية، منها معركة دارة، ومعركة ود بيرة في 22 يناير 1888م؛ وهو ما أربك موقف المهديين في دارفور.

ومن الثورات التي أرهقت المهديين "ثورة أبو جميزة" واسمه محمد زين من قبيلة أرينقة في غرب دارفور، وكان رجلا صوفيا فصيحا، وأعلن "أبو جميزة" أنه عازم على تخليص البلاد من المهدية التي أرهبت الناس وأساءت استخدام السلطة، وأعلن أن ثورته على الكتاب والسنة، وكان لهذه الثورة أهداف وأبعاد دينية وسياسية، وساندتها بعض السلطنات المجاورة مثل سلطنة وداي وسلطنة دار سيلا، واستقطبت ثورة أبو جميزة اهتماما عالميا، لكن وفاته أعاقت هذه الثورة.

وفي ظل الحكم المهدي لدارفور قامت حكومة ظل ثانية بقيادة السلطان أبو الخيرات إبراهيم قرض الذي قام بتصعيد المقاومة وساعده في هذه المقاومة جيش أبو جميزة وعدد كبير من القبائل ودارت معارك طاحنة بين الجانبين، هزم فيها جيش أبو الخيرات، لكنه لم يهدأ وأخذ في التحريض على الثورة حتى اغتيل في 9 فبراير 1891م.

نقلا عن اسلام اونلاين
قبيلة الفور

المؤرخون لم يحددوا حتى الآن وعلى وجه الدقة كيف نشأت سلطنة الفور الإسلامية وقد ثبت أن للفور علاقاتهم الوطيدة بمملكة التنجر الإسلامية بشمال دارفور وكانت لهم العلاقات ذاتها مع سلطنة الداجو بجنوب دارفور.

ولكن المجمع عليه أن الفور ظهور كمملكة أو سلطنة إسلامية على يد السلطان سليمان صولون وقد ذهب المؤرخ اوفاهي الذي أرخ لسلطنة الفور الى أن الكيرا وهم أكبر وأهم فروع الفور التي عدّها البعض بتسعة وتسعين فرع . قال اوفاهي أن الكيرا وبمعونة الفرع الثاني والذي يليهم في الأهمية وهم الكنجارا قد استطاعوا معاً أن يوحدوا قبائل الفور وفروعها كلها والقبائل المتداخلة والمتصاهرة معهم في القرن السادس عشر . وقد سبق تجميع كل تلك القبائل والأجناس العديدة لتصير كياناً واحداً وقيام الدولة الإسلامية الوليدة بدارفور صراع كان للقبائل العربية المنتشرة حول جبل مرة ووقوفها خلف سليمان صولون دور حاسم حيث أخضع أولاً ملوك شبه السود المحيطين بجبل مرة في شكل تجمعات صغيرة مستقلة تعتريها الخصومات والمنافسة فأخضعه لسلطانه ثم دخل الكثيرين منهم الإسلام ثم اتجه الى ملوك السود البعيدين عن الجبل من الناحية الجنوبية فاستسلموا جميعاً وصار كل فرع او قبيلة بمرور الزمن والتزاوج بطناً عريقاً في كيان الفور وهكذا تكونت قبيلة أو قل مجتمع الفور . وقد كانت السلطنات التي أخضعها صولون (37) سبعة وثلاثين سلطنة أو كيان قبلي صغير مستقل عن غيره منهم سبعة كانوا مجوساً في ذلك الوقت وهم كاره ودنقوا وتنقروا وبينه وبايه وفروقي وشالا وهولاء السبعة معظمهم من الفراتيت وكانون يسكنون الى الجنوب الغربي من دارفور وقد صاروا فروعاً في كيان الدولة المسلمة وحسن إسلامهم.

ومن القبائل المسلمة التي دخلت طوعاً تحت راية دولة الفور بعد تأسيسها الرقد والتنجر وكبنقه والميما وغيرهم في الشرق من جبل مرة والمراريت والعورة وسينار والمساليت والقمر والتامة والجبلاويين وابودرق وجوجة واسنقور في الغرب والشمال الغربي ثم الزغاوة والميدوب واقليات أخرى في الشمال الشرقي والبيقو والداجو ورنقا في الجنوب والجنوب الغربي كما ان سليمان صولون قد جمع حوله معظم القبائل العربية بدارفور واهمهم يومها الهبانية والرزيقات والمسيرية والتعايشة وبني هلبه والمعاليا في الجنوب والحمر في الشرق والزيادية في الشمال والمهرية والمهادي والسلامات وبنو حسين في الغرب.

ومن هنا فان الفور في واقع الأمر نتاج لتصاهر وتداخل قبائل افريقية مع افخاذ لقبائل عربية وأخرى حامية فكونت مجتمع الفور أو ما يعرف بقبيلة الفور العريضة والتي سمي بها هذا الاقليم الشاسع والمترامي الأطراف.

وهناك خطأ يقع فيه كثيرون إذ يقولون أن الفور منقسمين الى قسمين هما الكيرا والكنجارا والصحيح أن للفور (99) تسعه وتسعين فرعاً أو قسماً والكيرا والكنجارا هما أكبر هذه الأقسام وبتحالفهما لعبا الدور الأكبر في قيام مملكة الفور الإسلامية.

هناك قصة متواترة مفادها أنه عندما إنهارات الدولة الإسلامية بالأندلس اتجهت قبائل عربية كثيرة صوب الشمال الأفريقي وكانوا قوام الدولة الإسلامية بالأندلس ومن أولئك الأعراب بنو هلال حيث جاءوا دارفور بزعامة ابوزيد الهلالي وهو ابوزيد بن منصور بن يوسف بن مرعى بن عمر التونسي بن سفيان الأندلسي بن هلال حيث دخلوا تحديداً أول ما دخلوا دارفور واستقروا في جبل تيجي شمال مليط وهناك حدث خلاف عقر ابوزيد على أثره أي قطع عرقوب أخيه احمد فلقب بأحمد المعقور حيث رجع أبوزيد الى تونس مع عدد من عشيرته وعند مشارف تونس أغتيل ابوزيد الهلالي على يد وياب وفي رواية السلطان شاو دور شيت والي شيك والذي رحب بأولئك الأقوام وزوّج السلطان احمد المعقور بأبنته خيره والتي أنجبت له ابناً أسماه جده سليمان وأعتنى بتربيته وحفظ القرآن مبكراً فنشأ متديناً معتدلاً فأعجب به جده ثم غزا السلطان شاو دور شيك بلاد القرعان وموطنهم كان بمنطقة فيا لارجو بتشاد ففتحها ثم أدركته المنيه فأوصى لابن بنته ثم رجع احمد المعقور وابنه مع الجيش الفاتح حيث استقروا لمدة بعين فرح بدار زغاوة غرب كتم وهناك أثارت القبائل العربية استولى بعدها سليمان صولون على السلطة بمملكة التنجر وصار سلطاناً على التنجر والقبائل العربية ثم رحل الى توبا حيث ولد ابنه موسى الملقب بعنقريب ثم رحل الى تون كيلو شمال طرة بجبل مرة وهناك ازدهرت مملكة الفور كدولة مسلمة وذاع صيتها حيث استمر سليمان يحكم 21 عاماً من المساجد والخلاوى بالمملكة وأقام صلاة الجمعه بمسجده حتى وافته المنيه عام 1476م تقريباً مخلفاً ولديه موسى عنقريب ومسبع فتولى موسى الملك خلفاً لوالده وجعل أخاه مسبع والياً على كردفان بعد أن دخلها فاتحاً بعون أخيه وسميت الدولة هناك بمسبعات نسبة لمسبع هذا.

من هذه الرواية المتواترة عند عموم الفور وغيرهم فان اسم الكيرا هو تحريف لكلمة خيرة أم السلطان سليمان صولون والكيرا هو الفرع الذ قاد الفور منذ تأسست الدولة وأن الكنجارا هم أحفاد السلطان شاو دور شيك ثم صار الكيرا والكنجارا هما أهم فرعين عند عموم الفور حيث حكم الكيرا الفور منذ عهد صولون وحتى مقتل علي دينار 1916م على بعد 20 كيلو متر شرق قارسيلا في منطقة زولي بموقع "كجكو" لم يقتل بزالنجي كما زعم كثير من المؤرخين وقبره هناك مبني بالأسمنت وقد تبرع البطاحين حين زيارتهم للمنطقة في إطار التؤمة والمؤآخاة مع الفور تبرعوا ببناء مسجد ومكتبة بالقرب من قبر علي دينار على نفقتهم الخاصة.

هذا ولما لمس موسى عنقريب توسع مملكته نقل رئاسته من تون كيلو الى طرة وبنى بها المسجد الكبير الذي بقى الى اليوم وأنجب موسى احمد بكر المسمى بجد السلاطين حيث تعاقب أبناءه وأحفاده وهم كثر على مملكة الفور الإسلامية وفي عهد الرشيد نقل رئاسة المملكة للفاشر لإتساعها ، وعند مجئ السلطان عبدالله دود بنجي بن بكر بن محمد الفضل وهو شقيق مريم مقبولة والتي أهداها السلطان للامام المهدي فقبلها وقال مقبولة ( فصار الأنصار يسمونها أمنا مقبولة ) وقد انجبت للامام المهدي الإمام عبدالرحمن المهدي واخويه علي وعبدالله ابني الإمام عبدالرحمن المهدي ، والسلطان دود بنجي هو الذي لبى نداء المهدية وذهب بجيشه وأهله أبناء السلطان كلهم حيث بايعوا الإمام المهدي بشيكان وهناك قال دود بنجي لامام المهدي قولته المشهورة " يا مهدي الله لنصرة كتاب الله أهديتك أربعة أشياء نفسي وسيفي وحصاني ومريم أختي فسيفي وحصاني لأقاتل بهما في سبيل الله ودعماً ودفاعاً عن دعوتك ونصرتها ونفسي لأستشهد في سبيل الله وأختي مريم هذه لك حتى لا تنقطع صلتي بك " قيل فتبسم الامام المهدي فقال له بارك الله فيك وهديتك مقبولة ومريم هذه قبلناها وسميناها منذ اليوم مقبولة وهي لي أما أنت وحصانك وسيفك لتكن في صفوف المجاهدين في سبيل الله وقد أبلى دود بنجي بلاءً حسناً وسجل برجاله مواقف بطولية في حرب الأحباش تحت إمرة الزاكي طمل وصار ملازماً للخليفة الى أن استشهد في موقعة أم دبيكرات فما أصدقه ونعم الرجل الصادق الوفي وهو لما كان الناس على دين ملوكهم فإن الفور كان هذا شأنهم في نصرة المهدية كثورة جهادية تحريرية جمعت اليها كل أبناء وقبائل السودان
دولة الفور الإسلامية

اتخذت دولة الفور منذ نشاتها الأول الاسلام ديناً وعقيدة وحضارة أرقى واسمى تعلو على ما سواها من الأعراف والتقاليد والسوالف وكانت عملية التلاقح بين الاسلام والأعراف المحلية تعد عملية حضارية فريدة في نوعها وكذلك العناصر البشرية المتعددة التي تصاهرت في اتساع وتداخلت الافخاذ مكونة مجتمع الفور العريض وإنه لفي غاية الصعوبة أن يوفى احد مهما أوتي هذا المزيج النادر حقه في مثل هذا الحيز لأن الاسلام كثقافة قد جمع في وفاق بين كل هذه الأجناس والعناصر والأعراق التي جاءت من كل حدب وصوب ليكون الاسلام كثقافة للجميع تياراً يتقدم بالجميع على الدوام ولم يكن بمجتمع الفور كله دين ينافس الإسلام أو تيار ثقافي يعارضه وقد أضفى الطابع الإسلامي على السلطة عند الفور بشكل تام ولعب العلماء والفقهاء وحفظة القران دوراً بارزاً في بلاط سلطنة الفور منذ نشأتها الأولى وظلوا يركزون نفوذ الإسلام بالمملكة بشكل مطرد وربما عاد الفضل في ذلك منذ البدء بعد الله للسلطان سليمان صولون الذي وضع الدولة في طورها الإسلامي منذ البدء ثم سار على نهجه أبناءه وأحفاده.

إن التحول الحاسم لسيادة الإسلام في حياة مجتمع مملكة الفور كان عملية داخلية بحته إذ إتخذ السلاطين الإسلام ديناً ففرض طابعه على الدولة وشجعوا نشره في جميع البلاد ويعتبر السلطان تيراب هو الذي اشتهر أكثر من غيره في سلسلة سلاطين الفور ببناء المساجد وإنشاء خلاوي القرآن فبنى 99 مسجداً معروفة لدى العامة وجعل في كل ناحية من نواحي السلطنة الأربعة الأعداد الكافية من المساجد والخلاوي والعلماء والحفاظ لتحفيظ القرآن وإمامة القوم.
نظم الحكم في دولة الفور
يبدأ التاريخ لسلطنة الفور بالعام 1740م حين تولى السلطان سليمان صولون السلطنة واتخاذه بلدة طرة عاصمة له حتى وصلت أقصى اتساع لها في عهد السلطان محمد تيراب 1768-1787م حيث وصلت في بعض الأحيان الى مشارف أمدرمان الحالية شرقاً وضمت جزءً كبيراً من كردفان وغرباً حتى حدود سلطنة وداي وكانت للفور إدارة واسعة تعتمد على توجيهات السلطان وقوة شخصية وكانت السلطات المركزية من النوع الملكي المطلق وكان السلطان يجمع دخول دولته على الطريقة الإسلامية من عشور وفطرة وزكاة ومن الهدايا التي تصله من حكام اقاليمه الأربعة ومن الرعايا حيث يتولى الصرف على أخصائه وجنوده وإدارة دولته وللسلطان مجلس خاص من المقربين وحاشيته يجتمع بهم دورياً ليتباحث معهم في شئون الدولة وسياستها ويعين السلاطين روساء الإدارات الاقليمية وغالباً ما يكونون من عشيرة السلطان أو بطانته لذلك كان نفوذهم قوياً في السيطرة على السلطنة وقيادتها فجعلوا على كل قسم حاكم يدعي النائب والذي ينوب عن الملك أو السلطان في ادارة دفة حكم الاقليم او القسم الذي يليه وجعل مع كل نائب عدة شراتي وتحت الشراتي عدة دمالج وتحت كل دملج عددا من الشيوخ ، وكذلك قسموا قبائل البادية فخصص لكل قبيلة اميراً أو ناظراً يجبي الزكاة وقد أعطى المقدوم سلطات واسعة تصل حد الحكم بالإعدام ويفضل في جميع المنازعات وعليه ان يحضر الى عاصمة الدولة مرة كل ثلاث سنوات لكي يشهد الاحتفالات بتجديد الطبل السلطاني ويؤدي خراج الثلاث سنوات عن اقليمه ويتسلم جزءً منه ليصرفه على ادارة اقليمه وكان القضاء شرعياً في الأحوال الشخصية ويقوم بتنفيذه علماء الدين وضعياً في المسائل المدنية والجنائية وهذا القانون الوضعي في سلطنة الفور ينسب الى دالي احد ملوك الفور الأوائل وكان يقول به المقاديم دون الحكام .

وكان للفور تجارة مزدهرة مع كردفان وبحر الغزال ووداي ومصر وغيرها.

فترات حكم سلاطين الفور


الاسم
الفترة الزمنية

السلطانسليمان صولون
848-880هـ ( 1445-1476م)

السلطان عمر
880-897هلأ ( 1476-1492)

السلطان عبدالرحمن
897-916هـ ( 1492-1511م)

السلطان محمود
916-932هـ ( 1511-1526م)

السلطان محمد صول
932-957هـ ( 1526-1551م)

السلطان دليل
957-967هـ ( 1551-1560م)

السلطان شرف
967-991هـ (1560-1584م)

السلطان احمد
991-1001هـ(1584-1593م)

السلطان ادريس
1001-1013هـ(1593-1605م)

السلطان صالح
1013-1035هـ(1605-1627م)

السلطان منصور
1035-1048هـ(1627-1639م)

السلطان شوش
1048-1068هـ(1639-1658م)

السلطان ناصر
1068-1080هـ(1658-1670م)

السلطان توم
1080-1094هـ(1670-1683م)

السلطان كورو
1094-1106هـ(1683-1695م)

السلطان سليمان الثاني
1106-1126هـ(1695-1715م)
الفور والمهدية

يكفي الفور فخراً في أمر نصرتهم للثورة المهدية أن سلطانهم عبدالله دود بنجي بن بكر بن محمد الفضل الذي زامن جلوسه على كرسي السلطنة اعلان داعي الجاهد أن ذلك جاء السلطان بغضه وغضيضه وبنفسه وحصانه وشقيقته كما ذكرنا وجاهد حتى استشهد في نهاية المهدية بأم دبيكرات.
قبيلة بني هلبة


تتكون قبيلة بني هلبة من التعايشة والهبانية وسليم ومجموعة أولاد حيماد وهم من أهم المجموعات الجهينية وهم بطون وفروع مؤثرة بتشاد وبقايا بتونس.

تقع ديار بني هلبة شرقي قارسيلا وشمال دار التعايشة وجنوب غرب جبل مرة . وبالتالي فان ديارهم تتوسط عدة قبائل بالجنوب الغربي من دارفور ويلتقون في فترات رعيهم الطبيعية بالتعايشة والسلامات في منطقة رهيد البردي والفلاتة بتلبس والهبانية في برام والرزيقات في الضعين من جهة الجنوب كما يختلطون في كثير من القرى بقبائل أخرى في منطقة الشطايا وكاس وزالنجي وبسوق أم لباسة الذي يعتبر من أكبر أسواق الماشية بدارفور ثم يمرون في ظعنهم بقرى مادي ومينجو وفلندقي والصراخ وضفاف وادي بلبل بداية من المعبر الأول ابو جازو والمعبر الثاني ببلبل دلالة عنقرة ثم بلبل تمبسكو وفي هذه المناطق يختلط البني هلبة بقبائل الفور والداجو والقمر وسنار والبرنو وقد تزاوجوا وتصاهروا مع كثير من تلك القبائل كمات أن وجود بني هلبة في شال شرق نيالا جعلهم يختلطون بالبرتي والبرقد والميما والزغاوة والزيادية والتنجر والميدوب وتعتبر مدينة عد الفرسان عد (الغنم سابقاً) حاضرة لبني هلبة.

أقسام بني هلبة:-

بني هلبة ينقسمون الى قسمين كبيرين هما جابر وجبارة وجابر هو الأكبر وقد كان بني هلبة كياناً إدارياً واحداً وبمرور الزمن توسعت القبيلة وبضمها لأقليات كثيرة انصهرت واندمجت فيها فصارت بطوناً فيها ، وإثر ذلك انقسموا الى نظارتين هما :

أ/ نظارة جابر : ومقرها أبي حمرة

ب/ نظارة جبارة برهيد البردي وكبم وكبسة .

أما أقسام بني هلبة الحالية فهم على قسمين :

1/ جابر ولهم أربعة بطون هي :

أ/جمعان. ب/علي. ج/ غياث. د/لبيد.

2/ جبارة ولهم أربعة بطون هي :

أ/ جزور. ب/علوان. ج/ موسى. د/رجب.

انتشر بني هلبة وخاصة بعد الثورة المهدية في كثير من بقاع السودان فهم موجودون اليوم بالمجلد داخل المسيرية الحمر ويحملون نفس الإسم بني هلبة وهم بدنه كبيرة وهم في أم روابة وشركيلا وكوستي والجزيرة أبا وأبو حجار والليونة جنوب سنجة .

عقد بني هلبة صلحاً شاملاً للقبيلة في مؤتمر حضره كل زعماء البطون في شهر يونيو 1990م من أهم قرارته الإتفاق أن يكون الحكم بين جابر وجبارة شوري فاذا صار ناظر العموم من جبارة يكون وكيله من جابر وتكون المساواة في الحقوق والواجبات كاملة ثم كوّنوا مجلساً شورياً أصبح هو السلطة العليا للقبيلة يحفظ سمعتها بين القبائل ويراعي فيها العادات والتقاليد والسوالف والأعراف.

بني هلبة والمهدية :-

يقول المعمرون من بني هلبة أن المهدية كمّلت بني هلية ، ففي جلسة مسائية طويلة مع معمري بني هلبة وبعض مثقفيهم بنيالا ، ذكروا أن المهدية قضت على كثير من رجال بني هلبة لأنهم استجابوا لها كدعوة جهادية ضد الكفار ولإقامة شرع الله وطرد الأتراك .

إن هجرة بني هلية الى المهدية وبهذه المسافات الطويلة وتلك الظروف التي عاشوها كانت هجرة صعبة قطعوا خلالها مئات الأميال سيراً على الأقدام في سرور وشوق للقاء مهدي الله وكانت أصوات التكبير والتهليل تعطيك مشاهد يعجز الوصاف والكتاب عن نقلها حية كما لو كان القارئ شاهد عيان لتلك الملاحم التاريخية ، وقد وصلوا الى الأبيض بعد تحريرها ثم اتجهوا الى أم درمان وأمضوا وقتاً بجبال كاجا بشمال كردفان لما أصابهم إعياء ونصب لقاء تلك الرحلة الطويلة الشاقة فقد نفقت العديد من الزوامل من خيول وثيران ولكنهم وصلوا أم درمان وأصدر الخليفة أوامره لقبائل الكبابيش ومن معهم أن ينقذوا حملة بني هلبة الجهادية فوصلوا امدرمان يوم الجمعه واسقبلهم الخليفة عبدالله استقبالاً حشد له كل أمراء المهدية ونظار القبائل الموجودين بامدرمان . وقد شارك بني هلبة ببسالة في جميع معارك المهدية وفقدوا أعداد كبيرة من رجالهم ففي معركة كرري وحدها استشهد 18 اميراً خلف راية بني هلبة حيث أصروا على أن لا
تسقط رايتهم فكلما سقط أمير حملها أمير آخر حتى استشهدوا جميعاً.

    قبيلة المعاليا


    جاء في كتاب تاريخ وأصول العرب لمؤلفه الفحل الفكي الطاهر ص 91 أن قبيلة المعاليا من فزارة بني شيبان بن محارب بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار جد النبي (صلى الله عليه وسلم ) وان المعاليا كغيرهم من بطون قيس عيلان قد كانوا أوئل القبائل العربية التي دخلت السودان وقال المسعودي في كتابه مروج الذهب أن جماعة من المسلمين الأوائل قد سكنوا معدن الذهب وبلاد العلاقي وعيذاب وأن فزارة من أولئك الذين جاءوا حملة للاسلام منذ فجره الأول بالسودان والتزموا بنشره وتعليمه لغيرهم وان هناك موضعاً بأرض المعادن يقال له رحم كانت به مضارب قبائل بلي وجهينة وفزارة وغيرهم وجاء في كتاب قلائد الجمال للقلقشندي رويات في شأن عرب البحرين وعلاقتهم الموغلة في القدم مع اقليم البجه وعدد قبائل منها فزارة ويقال المعاليا أنهم في فزارة ينتهي نسبهم الى سهيلة وسهل بن حامد الأفزر الذي أنجب حامد معالي جد المعالية وعريف جد العريفية ومجنون جد المجانين وزياد جد الزيادية وجرار جد الجرارية ومسلم جد المسلمية وقوية جد اولاد قوي وفرح جد الفراحية وهيان جد الهياتين .

    هذا وقد صارت فزارة عدة قبائل تحفظ أنسابها وفروعها التي توزعت الى مناطق كثيرة من السودان . يقول المعاليا أن أولاد حامد الأفزر جاءوا عن طريق مصر فسكنوا أولاً جنوب دنقلا ثم تفرقوا حيث واصل المعاليا الى ان حطوا الرحال بشمال كردفان ومعهم الزيادية وزعيم المعاليا بسلطان الفور ، وكان يومها السلطان حسين والد السلطان محمد الفضل الذي أكرم وفدهما وهناك رواية تتواتر عند المعاليا وهي أن سلطان الفور قد أهدى زعيم المعاليا خادمة مرصعة بالذهب وأهدى زعيم الزيادية جبة مصنوعة من الجوخ الأحمر وفي الطريق وهما عائدان قال الزيادي للمعلاوي هل نتبادل الهديتين فوافق المعلاوي – فلما وصلا الديار أفهم الزيادية زعيمهم أن الذي قبلت به يعني السلطة والإمارة ورمزها كسوة الشرف قد فاز بها زعيم المعاليا فعندما طلبوا من المعاليا رد الجبة رفضوا فحدثت المشاحنات حول مناهل المياه وهي حكاية طويلة اشتهر من خلالها فاس المعاليا ولقبه (الشافنة بدرقته وسيفه) ثم افترق المعاليا والزيادية حيث استتقر الزيادية بشمال الفاشر وظعن المعاليا شرقاً حتى استقروا بقوزهم المعروف بقوز المعاليا شرق مدينة الطعين ثم انتشروا في جنوب دارفور ثم هاجر كثير منهم الى كردفان وتعتبر مدينة التبون بولاية غرب كردفان إحدى معاقل المعاليا بكردفان.

    فروع المعاليا :-

    من أهم بطون المعاليا : الخوابير وام مكريم والمعاقلة ولهذه البطون فروع وخشوم بيوت كثييرة منهم العقارية وهم عادر رعاة ابل يقيمون في (كيلكلي ابوسلامة) بجنوب دارفور وكانت حاضرة المعاليا في القرنين الثامن والتاسع عشر ومن بطون المعاليا الرمضانية وحبيش ومنهم دار الحرة ودار الخادم وأولاد ام جمعه ومنهم العبادية والعلايقة والخوابير الحمر وغيرها من الفروع يضيق الحديث عنها .

    ذكر بروفسير يوسف فضل في كتابه تاريخ السودان أن جموع القبائل العربية من جهينة وفزارة كانوا أهم الداخلين من مصر بمحازاة النيل وتوجهت مجموعة منهم غرباً بالقرب من منحي النيل في الدبة اتجهوا الى شمال كردفان ثم شمال دارفور وكانت المعاليا من اكبر بطون فزارة وهي تدخل دارفور حيث كانت منطقة جنوب ودعة مقراً لهم ثم وصلوا غرباً الأضية حالياً.

    والمعاليا موجودون في شرق السودان وتوجد حالياً منهم في وسط قبائل البشاريين وفروع البجة الأخرى وعلى ضفاف النيل الأزرق والنيل الأبيض وفي قرى شمال جبل أولياء وشرق النيل ونسب البعض أن قبائل العقليين المقيمن بود الحداد هم جزء من قبائل المعاليا الذين استقروا قديماً هناك . كذلك توجد مجموعة من المعاليا غرب الفاشر بمنطقة (كوبي) وهناك معاليا بالحمادي وابوزبد والدلنج ورشاد بجنوب كردفان .

    المعاليا والمهدية :-

    جاء كتاب الدكتور محمد على بخيت عن دارفور أن من أكثر القبائل تعصباً وولاءً للمهدية بدارفور هي قبائل بني هلبه والمعاليا والصعدة التعالبة . فقد اشهترت قبيلة المعاليا بأن أكثر أمراء المهدية من المعاليا الذين خاضوا المعارك والحروب واستشهدوا . ومن هذا العدد الكبير لأمراء المهدية من المعاليا يدرك القارئ أن هذه القبيلة قد شاركت بكلياتها في الانتصارت للمهدية واقامة دولة الإسلام و شريعته

    قبيلة المسيرية


    يتحدث المؤرخ بليني في كتابه المسمى (التاريخ الطبيعي) الذي ألفه في القرن الأول الميلادي عن قبائل عربية بعينها وأسمائها وقال انها كانت تسكن منذ القدم فيما بين النيل والبحر الأحمر في نفس البلاد والمناطق التي نسب اليها الكتّاب الإسلاميون فيما بعد هجرات عرب ربيعة وجهينة ومضر وبني تميم وقيس عيلان وغيرها.

    ومن الدلائل القوية على إنتماء العطاوة وحيماد ورشاد وهم المسيرية والتعايشة والهبانية وبني هلبه والرزيقات والحوازمة والزيود وسليم واولاد حميد وغيرهم من تلك الدلائل محافظتهم في بواديهم الممتدة من أم دافوق وحفرة النحاس غرباً وحتى ديار سليم بضواحي كوستي شرقاً على لغة الاستنطاء الجهنية القديمة والتي ربما كادت تندثر عن العرب في جزيرتهم اليوم . فالبقارية غير المتعلمة ومن على ظهر ثورها تقول لك انطيني الماعون والعرب قالوا قديماً في الإستنطاء اذا وقعت العين سكانة وجاوزت الطاء تقلب نوناً أعطي في أنطي.

    جاء المسيرية ضمن قبائل عديدة في هجراتهم للسودان من الغرب وهي هجرات لم تكن دفعة واحدة بل جاءت متوالية كما أن المسيرية قد استوطنوا بتشاد حالياً لفترات طويلة من الزمن وعندما ظعنوا صوب السودان تركوا وجوداً كبيراً بديارهم هناك ولهم اليوم نظارات بتشاد تعتبر من أغنى قبائل تشاد في الثروة الحيوانية وخصوبة أراضيها حيث يغطون مساحات كبيرة في مديرية البطحة في مركز ام حجر بتشاد .

    نجد المسيرية وفرعيهم الحمر والزرق حيث أن الحمر عاصمتهم الكنجارا الزرق عاصمتهم السنيط ونجد المسرية وبأعداد كبيرة في أم ساق وفي حراز حمبو بتشاد وهم هناك ينقسمون الى اربعة أقسام كبيرة حيث ينقسم الزرق على علاونة وأولاد غانم وينقسم الحمر الى فلايتة وعجايرة وناظر الزرق هناك هو فضل مكاوي لونجي ومقره السنيط والحمر ناظرهم عبدالله قجة حمدته "ول حمدته" ومقره الكنجارا وهم هناك يرعون الإبل وتلأغنام والحوازمة هناك مندمغون في المسيرية كانوا مع الحمر ثم حدثت قديماً مشكلة تحول بموجبها الحوازمة الى ادارة المسيرية الزرق والمسرية بتشاد يعتبرون أغنى قبائل العرب ولهم انتشار في مناطق تشاد الشرقية والشمالية.

    المسيرية بدارفور:-

    تعتبر منطقة نتيقة ومن معالمها (جبل كرو) ويطلون عليه ابو غريرية جبل الشيخات تعتبر المقر الرئيسي للمسيرية بدارفور حيث حطوا الرحال في أيامهم الأولى هناك على سفحه الغربي وهو يعبر وقتها موقعاً استراتيجياً على جبل كرو يسهل الدفاع عنه ابان الغارات القبلية التي لا تنقطع وقتها . توجد الرسوم والآثار بجبل كرو وتقع نتيقة في وادي عريض جميل المناظر يمتد من الجنوب الى الشمال حيث ترقد مدينة نتيقة على ضفافة الشرقية وهي مدينة بناها رجال المسرية بتكاتفهم ووحدتهم الفريدة فبنوا المساجد والمدارس ودار للقضاء ودار للخدمات البيطرية ومرافق كثيرة بنتيقة والبان جديد كل هذا بنوه بالجهد الشعبي فضربوا أصدق مثال في بناء الأوطان والغيرة عليها. ثم توسعت المسيرية بعد ذلك بدارفور عبر تاريخهم بها حيث جعلوا نتيقة ملتقى لكل كياناتهم البشرية ومقراً لهم وصارت لهم طرق ومسارات . وتقع البان جديد على بعد أميال قليلة جنوب نتيقة وتعتنبر من أكبر المناطق التي يتجمع بها المسيرية وتمتاز مناطق المسيرية بوفرة موارد المياه حيث تتخللها العديد من الوديان والمياه السطحية وتمتاز بمراعيها الخصبة طوال العام ومنطقتهم ذات أرض منبسطة وسهول رعوية غنية يقصدها الرعاة من أنحاء كثيرة وتتنوع المراعي بها .

    ويبلغ تعداد المسيرية هناك أكثر من مائتي الف نسمة معظمهم رحل وبعضهم إستقر بتيقة والبان جديد وغيرها . ومن القبائل التي تعايشت وتمازجت مع المسيرية هم قبائل البرنو والفور والزغاوة والترجم والبرقد وغيرهم.

    مراحيل المسيرية :-

    من أهم مراحيلهم مرحال يبدأ من شمال أم دافوق الرهيد البردي ثم الخضراء والشويب مروراً بعد الفرسان ثم أم جناح الى دقريس ثم مرحال يبدأ من العرديبة الصفراء مروراً بتهم ثم بفركنج وينتهي بشمال عد الفرسان وأبو جاز ومرحال يبدأ من تسي مروراً بالقنطور ثم رهود الفقرا الى كاس وفي حالة جودة الأمطار يعبروا الأسفلت ثم مروراً بشرق جبل مرة . ومرحال يبدأ من أم دخن الى بلتي ثم الجميزة الحمراء وينتهي عند كرولي وشرق جبل مرة. ومرحال يبدأ من أم دخن الى كرحمار بسللي ثم الى مراية زايدة ثم الى بورو وينتهي عند شرق االجبل . ومرحال يبدأ من سرف البخس الى كابار الى مرلنقا خيرالله وينتهي عند غرب جبل مرة . ومرحال يبدأ من بحر العرب ويمر بالسنطة الجمل ثم بغرب لبدو وتعايشة ورهد التيار ومسكو وعلاونة جنوب الفاشر .

    التكوين الحالي للمسيرية :-
    بعد قرون من المصاهرة وذوبان كثير من القبائل العربية داخلهم صار التكوين الحالي هو تكوين المسيرية اليوم . وينقسم المسيرية الى قسمين :-

    1/ المسيرية الزرق وينقسمون الى ثلاثة أقسام :

    أ/ العلاونة. ب/ العنينات. ج/الزرق.

    2/ المسيرية الحمر وينقسمون الى قسمين :

    أ/ الفلايتة . ب/ العجايرة (وهم أكبر فروع المسيرية عدداً)

    المسيرية والمهدية :-

    قال الإمام المهدي ( المسيرية أبكار المهدي ) وقال الخليفة عبدالله ( المسيرية بالنسبة لي كالشجرة الظليلة الجأ إليها وقت الهجيرة ) ربما كانت هاتين المقولتين عن دور المسيرية في الثورة المهدية أبلغ من أي صفحات أو أي مقالات يمكن أن تكتب أو تقال لتفي المسيرية حقهم كاملاً لما لعبوه من دور وتضحيات جسام بذلوها انتصاراً للثورة المهدية.

    فقد حاربوا ضد الإستعمار وذلك حينما جاء علي الجلة مع كوكبة من رجاله حال رجوعهم من الأبيض لتسلم الإتاوة المفروضة عليهم من قبل الأتراك جاءوا لديارهم بخبر أن المهدي المنتظر قد ظهر وأكل الأتراك في قدير وماس الجرادة وعصر على الأبيض أي حاصرها وشددّ عليها حينها اجتمعت المسيرية وأعلنوا عصيانهم على الأتراك وشنوا هجوماً عنيفاً مباغتاً على حامية الأتراك بمنطقة طيرة حميرة بالقرب من مدينة الأضية الحالية فأبادوها عن بكرة أبيها واتسولوا على أسلحتها وعتادها ثم ظعنوا جنوباً حيث أرسلت الحوكمة التركية تجريدة مسلحة بقيادة الأغا لتأديب المسيرية وإخماد ثورتهم باسم المهدية. وفي منطقة عجاج على بعد 85 ميل جنوب شرق مدينة المجلد الحالية وبعد ان استدرج المسيرية في خطة محكمة حملة الأتراك الى داخل الغابات وزعوا قبائلهم ومقاتليهم في مخابئ كثيرة وسط الحشائش والأدغال على جانب الطريق الذي سيسلكه جيش الأتراك وبالاتفاق مع الأعراب ومعهم كثير من رجال الروب بيونق ناظر دينكا نقوك ابيي حيث ضربت النقارة المتفق عليها وهي نغمات تحدثها عصى معلومة واسمها الخدم أي خدمة الحرب وهي معروفة لدى كل قبائل البقارة في تلك اللحظة انهالت الخيول كالأسود الكواسر على جيش الأتراك وانهالوا عليهم من جميع الجهات وماهي الا لحظات حتى ابيدت حملة الأتراك عن بكرة أبيها . بعدها أرسل الامام المهدي رسل التهنئة للمسيرية على ذلك الأنتصار الكاسح باسم المهدية.

    قبيلة الزغاوة


    اختلف المؤرخون حول أصل الزغاوة فقد ذهب البعض الى أن الزغاوة يلتقون مع البرنو في ان كليهما ينحدر من العرب العاربة عرب الجنوب وأنهم حمريون . ثم كانوا من ضمن هجرات العرب الأولى قبل الإسلام بقرون ثم اختلطوا بقدماء المصريين ثم النيليين ثم ظعنوا الى حوض بحيرة تشاد وخلال الترحال والتداخل والتعايش التقوا بأقوام وعناصر بشرية كثيرة ومختلفة قتزاوجوا وتصاهروا حتى ضاع لسان كثير منهم فصاروا رطانة ، وذهب آخرون الى أن الزغاوة برابرة حاميون وعندما جاء الإسلام كانوا أول من اعتنقه وأبلوا بلاءً حسناً في الدفاع عنه وحمل رسالته لكثير من الشعوب العربية.

    وذهب بعضهم الى أن الزغاوة هم الشعب الليبي القديم واتصلوا عن طريق البحر الأبيض المتوسط بالحضارات القديمة كالفينقية والمصرية والنوبية.

    وذهب مؤرخون آخرون الى أن الزغاوة القدماء لم تبقى منهم إلا فئة قليلة جداً هم (الحداحيد) والذين يعيشون اليوم في وسط مجتمع الزغاوة الحديث حالة شبه معزولة بصورة أشبه بتلك الحياة التي كان يعيشها الهنود الحمر إبان الفتح الأوربي للامريكتين أو كما صار يعيش سكان استراليا القدماء عندما دخلها كابتن كوك 1770م فانزوا في الاصقاع والأحراش القصية من القارة الاسترالية . فالحداحيد معزولون حتى اليوم عن حياة مجتمع الزغاوة فهم لا يزاوجون معهم ولا يشاركون الزغاوة في حياتهم السياسية والاجتماعية ويتحدثون أحياناً بلهجتهم القديمة فلا يسطيع الزغاوي في كثير من الأحيان الى ما ماذا يرمي الحداحيد فيما دار امامهم من حديث وهناك طرائف كثيرة تحكى عن الحداحيد مع مجمتع الزغاوة اليوم . عمواماً فإن الآراء حول أصل الزغاوة كثيرة ولكن المعمرين منهم والوثائق والمخطوطات القديمة لديهم تدل أنهم ينحدرون من أصل العرب العاربة والزغاوة في واقع الحال هم عبارة عن تجميع لقوميات عديدة استطاعات بالتزاوج والتداخل والاختلاط والتعايش عبر القرون الطويلة ان يكونا هذه القبيلة التي تعتبر من قبائل السودان الكبيرة ولعبت دوراً هاماً في تاريخ المنطقة كلها.

    فروع الزغاوة الرئيسية :-


    يطلق الزغاوة كلمة ( بري ) على أنفسهم وهي كلمة تعني الزغاوة ثم يقسمون البيري الى ثلاثة أقسام كبيرة هي :

    أ/ ويقي. ب/ توباء. ج/كوباراء.

    أ‌) الويقي ولهم سبعة فروع رئيسية هي :-

    1. التوار . 2. الأرتاح. 3. القلا.

    4. النيقير. 5. اولاد دقيل. 6. الكجمر. 7. الكايتنقا.

    ب‌) التوباء وهم البديات وفروعهم وأقسامهم كثيرة .

    ج) الوباراء وهم زغاوة الكوبي ولهم فروع كثيرة .

    ومن هذه التركيبة يمكننا أن نرجع الى بعض الآراء التي ربط بها بعض المؤرخين الزغاوة بالنسب العربي من تلك الآراء والدلالات نوجز الآتي :

    1. إن أجداد الزغاوة هاجروا من الجزيرة العربية وبقى بعضهم بسوريا وهناك قبيلة الزغبي لها كثير من أوجه الشبه بالزغاوة والأوشام على البهائم واحدة.

    2. وذهب آخرون أن الزغاوة ينحدرون من بني هلال فسكنوا جنوب مصر ثم السودان ثم تشاد.

    3. عقب الفتنة الكبرى بين بني أميه وبني هاشم هاجرت بعض القبائل عن طريق مصر ووصلت واحة الكفرة حيث صار لهم سلطان اسمه عبدالعزيز سلطان الزغاوة في الكفرة وقد أكد ذلك المسعودي والتونسي وكتاب محمد ابكر ومحمد على الطيناوي وغيرهم من المؤرخين من أن الزغاوة قبائل ليبية من أصل عربي (يمكن الرجوع لكاتب الزغاوة ماضي وحاضر ابكر والطيناوي)

    4.توجد قبائل عربية بجزيرة العرب والخليج العربي تماثل قبيلة الزغاوة من حيث التسمية مثال ذلك قبيلتي الزعبي والزغبي والزعاوي بالكويت.

    5. توجد بأطلال مسجد القصر ببنغازي بليبيا رسوم على أحجارها الضخمة جميع أوشام قبيلة الزغاوة ووجدت نفس الأوشام في الجبل الأخضر عام 1974م مفصلة بها أوشام الزغاوة كلها تفصيلاً تاماً.

    6. في مدينة أنطاكية على الحدود التركية السورية توجد قبيلة تسمى الزغاوة ويعمل أفرادها في مهنة الحدادة كمهنة الزغاوة الحداحيد تماماً بدارفور . والزغاوة وان كانت غالبيتهم العظمى تقطن السودان إلا أن للزغاوة وجود مؤثر في تشاد وليبيا.

    تفاصيل فروع الزغاوة

    1/ زغاوة التوار :-

    التوار هم أكبر فروع الزغاوة كما تعتبر عشيرة العقابا داخل التوار اكبر عشائر التوار ومنها ينحدر ملوك الزغاوة الذين ينسبون الى جدهم محمد البرناوي وقد وجدت وثيقة متوارثة وبخط اليد وبالدواة نصها كالآتي ( العقابا اليهم يرجع محمد بن ادم صبي بن حجر بن النعمان بن مي بن جعلو فسقي بن ثابت بن محمد الحاج بن القسير بن محمد البرناوي )وهي مخطوطة محفوظة لديهم ويقول العقابا أن اولاد البرناوي أمهم تدعى دومة وهي عربية من بني هلال وأن جدهم البرناوي عربي ويلتقي مع البرنو وهم قوم تبع . والحاكم عند الزغاوة التوار يعرف بالملك أو (إيلاء) وحاكم التوار كان هو الملك على محمدين وحاضرتهم امبرو.

    أقسام الزغاوة توار:

    الزغاوة التوار يربون على 40% من مجموع الزغاوة ومن أقسامهم:

    1. العقابا بامبرو.

    2.ايلاء كادام بمنطقة كوربيا.

    3. ايلاد دقيل بمنطقة مزبد.

    4. إيلاء دوري بمنطقة خزان أورشي.

    5.إيينة بمنطقة زهد ابوصرة "حلة إيينة".

    6. تاوقي بمطقة ضل بارد ومحمد البرناوي أنجب ثلاثة أولاد هم أحمد عقاب ودوري ودقيل وبنتين وهما نوقن وكداو.

    وهناك اربعة عشائر من البديات تنسب الى الزغاوة توار وهي :

    1. دور وارا.

    2. إتينقا.

    3. برونقة.

    4. كوري يره أرة وينتهون الى جدهم بطران وهناك فرعا نويرا ولللا ينتسبان للزغاوة توار وكذلك هناك خشوم بيوت صغيرة تعايشت وانصهرت مع االتوار فصارت منهم وهي اني وكورا وامورنا وميرا ولوبي "برقو" وعاشرة وأولاد دعات ومن الفروع الكبيرة التي كانت تتبع للتوار قبيلة الارتاج ثم كانت لهم المجموعات التي كونت الزغاوة توار ولمحمد البرناوي أحفاد بشرق بحيرة تشاد انفصل اولاد الدقيل عن دار توار وكونوا ادارة منفصلة ومقرهم هو منطقة مزبد وكذلك هناك زغاوة كجمر بشمال النهود وقد هاجروا قديماً من زغاوة توار ومعهم قلة من القرنين الاخرين يبدأ بالملك تابت ثم موسلي ثم يحي ثم مختار درجي ثم الملك بحر ثم حجر ثم مصطفى ثم سعد النور ثم ابراهيم ثم الملك محمدين ادم صبي حيث توزعت بعد ذلك دار التوار لعدة ادارات وزعامات.

    نظام الحكم عند الزغاوة توار :-
    كان نظام الحكم عند الزغاوة توار وراثياً ينتقل بالتناوب بين بطونهم الثلاثة العقابا ودوري ودقيل ولكن بعد فترة من استمرار هذا النظام استائر العقابا بالحكم وانفردوا بالقيادة الأمر الذي حد بزغاوة كجمر ، وهم ينحدرون من دوري بالهجرة الى كردفان ، وكذلك لم يزعن اولاد دقيل لقيادة العقابا فانفصلوا عنهم عام 1956م فكونوا لهم ادارة مستقلة حيث جعلوا مزبد حاضرة لهم.

    ويروى عن الملك محمدين أنه من أجود الملوك الذين عاصروه وكان أكرمهم على الإطلاق وعرف عنه الكياسه والذكاء وكان يتقدم ملوك الزغاوة وزعمائهم وفرسانهم عند العرض السنوي الذي يعرف بالزفة أو الملمة وقد شهدت ادارة دار التوار في عهده ازدهار وانفتاحاً على فروع القبائل والادارات الأخرى عن طريق المصاهرة كدبلماسية منه . فقد تزوج من كريمات كل من السلطان عبدالرحمن فرتي سلطان زغاوة كوبي والملك مور ملك زغاوة البديات وتصاهرت مع القرعان كما زوج بناته داخل فروع الزغاوة والقبائل الأخرى.

    زغاوة الأرتاج :-

    هم فرع كبير داخل الزغاوة وينتهي نسبهم الى أجدادهم المنحدرين من أصول ليبية قديمة جاءوا الى السودان في القرن السادس عشر وحاضرتهم أم حراز وزعيمهم الملك موسى خميس وينقسمون الى سته فروع :

    1. بيرجي وكان منهم الملك عثمان لوبي.

    2. ايلا عسل

    3. ناقو كورى.

    4. لوقي .

    5. دنقاري.

    6.إلات عادي (اولاد ادي ) وللأرتاج ستة عموديات.

    زغاوة البديات:-

    البديات أو التوباء هم فرع كبير داخل الزغاوة وذهب الكثيرون الى أن التسمية نابعة من ارتباطهم بالبادية والظعن والترحال والتوباء مشتقة من التيبو اشارة الى انحدارهم من تلك القبيلة الليبية المعروفة وهم موجودون في السودان وتشاد وليبيا ويتحدثون بلهجة زغاوة ذات لكنه مميزة.

    أقسام البديات :-

    1. قلي قيرقي في منطقة فوراوية بدار قلا.

    2. بروقات وينسبون الى القرعان وموطنهم فيالارجو ووادي دوم شمال تشاد.

    3. كودياراء وموطنهم باهاي شمال الطينة.

    4. ارديبة وموطنهم برداي شمال شرق تشاد.

    5. سبقرقراء ولهم ثلاث بطون هي بيكي – اقوميمي – ومايقيراء.

    بيرياء وهي أكبر أقسام البديات ولهم أربع عشائر هي برونقا وادينقا واورا اراء وكورياراء ومركز ثقلهم في بربية شمال تشاد ورئاسة بديات السودان في كارو بينما رئاستهم في تشاد بردباي.

    زغاوة أولاد دقيل :

    يكونون مع العقاب وايلا دورى وايلاء كاداو ونقوي قبيلة التوار وزعيمهم هو الباسي سالم تقل تعني الملك وهو لقب ينفرد به اولاد دقيل دون غيرهم من بطون الزغاوة ولهم خمس عموديات.

    زغاوة القلا :-

    هم من فروع الزغاوة الرئسية والاسرة الحاكمة بينهم الكاليبا. والحاكم عندهم يسمى شرتاي والحكم عندهم وراثي وحاضرتهم كرنوي وزعيمهم هو الشرتاي التجاني الطيب صالح عبدالكريم وللزغاوة القلا ست عموديات.

    زغاوة الكايتنقا :-
    هم من الفروع الكبيرة داخل الزغاوة وينحدرون من أولاد تاكو المتفرعة عن رزيقات شمال ويطلق عليهم زغاوة تكاراء وكانت منطقتهم الرئيسية كبورو في دار قلا شرق كرنوي وحاضرة مملكة الكايتنقا هي الدور وزعيمهم الملك ادم طاهر نورين الذي ظل ممسكاً بمقاليد الحكم حتى صفيت الادارة الاهلية في مايو 1969م ومن الكايتنقا دار سويني وللكايتنقا عشرة عموديات.

    زغاوة كجمر :-

    يرجع أصلهم الى الزغاوة توار وهم من الفصائل الأربعة المكونة للتوار ولهم تسع عشائر هي أولاد دوري واولاد دقيل واولاد كوبي واولاد شريط واولاد بطرة واولاد البديات واولاد تكاجو واولاد مرة واولاد عيلاي وكجمر.

    زغاوة الكوبي :-
    يعتبرون أكثر فروع الزغاوة انتشاراً في الأرض وهم ينحدرون من أصول ليبية . وتتمتع منقطتهم بأهمية خاصة ، وتتكون من ثلاثة ادارات منفصله عن بعضها البعض اثنين في السوادن والثالثة في تشاد.

    الزغاوة والمهدية :-

    بادرت قبيلة الزغاوة الى مناصرة المهدية خاصة زغاوة القلا في كرنوي والتوار في منطقة امبرو والكوبي في الطينة والأرتاج في أم حراز فقد هاجر كل هؤلاء منذ أيام المهدية الاولى وبايعوا الامام المهدي في قدير وكان رسول الامام المهدي الى زعيم الحركة السنوسية في واحة جغبوب بليبيا ليبلغه بظهور المهدي ومناشدته بتأييد الثورة الإسلامية التي بدأت بالسودان ضد الأتراك ذلك الرسول هو الشيخ طاهر اسحق الزغاوي ومعه كوكبة من فرسان الزغاوة . وقد تمكن الامير محمود وداحمد أن يأخذ من كل بيت من بيوت الزغاوة مجاهداً فكوّن الزغاوة لوحدهم قوة ضاربة وشاركوا في كل معارك المهدية الأولى الحاسمة واستشهد منهم رجال كثيرون لما احتاجت المهدية لمدد ومزيد من الرجال لبى ملك الزغاوة يومها الملك مصطفى ود بحر داعي الجاهد فجهّز رجال كثيرين ورمى بهم وبنفسه في اتون معارك المهدية وشارك هو بنفسه في موقعة النخيلة(عطبرة). وقد وجدت مكتوباً أوضحه بعض المعمرين من الزغاوة بدارفور يبين كيف نفّذ الملك مصطفى ود بحر ملك الزغاوة أمر الخليفة عبدالله بأن يجنّد من كل بيت من بيوت الزغاوة ، على سعتها ، رجلاً للجهاد وقد فعل ذلك وبنجاح تام وكذلك شوّن الملك مصطفى كل اولئك الرجال الذين زحف بهم الامير محمود وداحمد والذين قدّروا بأربعين الف مجاهد من مجاهدي دارفور وحدهم.

      قبيلة المساليت

      تعتبر قبيلة المساليت من القبائل الكبرى بالسودان وهي قبيلة تتمتع بإرث جهادي تاريخي أغفل التاريخ والمؤرخون كثيراً من تلك الفصول التاريخية الخالدة التي لعبتها القبيلة عبر هجراتها الطويلة التي دامت قرون قبل أن تستقر في موطنها التاريخي الحالي بالسودان بدار مساليت بولاية غرب دارفور في العام 1870م وقد استطاعت قبيلة المساليت وبعد معارك طاحنة وطويلة أن تستأثر بمساحة واسعة من الأرض تمتد من الجنينة الى غرب جبل مرة عند منطقة بركة سايرة وشمالاً حتى الحدود مع كتم وحتى وادي قمر غرب ابشي وجنوباً حتى نهاية تشاد. انها حدود شاسعة مترامية ظلت قبيلة المساليت تحميها وتحافظ عليها الى أن إنضمت نهائياً للسودان بموجب اتفاقية قلاني التي أتتها المساليت طوعاً وبمحض إرادتها في عام 1920م .

      أصل المساليت :-

      أجمع المعمرون ومن المصادر المكتوبة عنهم ومن مثقفيهم وقياداتهم أجمعوا على أن أصل المساليت ينتهي نسبهم الى العرب المستعربة عرب الشمال فهم في جزروهم عرب خلص وأنهم خرجوا من جزيرة العرب مع الفتوحات الإسلامية الأولى حيث كانوا في معية طارق بن زياد وموسى بن النصير وعقبة بن نافع وغيرهم من قادة وكتائب المسلمين الأولى التي حملت مشاعل الإسلام لمجاهل أفريقيا وتخوم أوربا. وبعد فقدان الأندلس رجع المساليت ضمن العديد من القبائل والجيوش الإسلامية فدخلوا المغرب العربي وتونس وليبيا وكثيراً من مناطق غرب افريقيا وقد شاركوا وساعدوا في إقامة العديد من الدويلات الإسلامية حيث كانوا من ضمن المؤسسين لدولة البرنو الإسلامية والتي دامت لأكثر من تسعة قرون حتى انشطرت بفعل الاستعمار على عدة دول كنيجريا والنيجر وساحل العاج وتشاد وغيرها . حيث ذابت العديد من فروع المساليت في الكيانات القبلية والإقليمية بتلك الدول. وكذلك لعبوا دوراً مقدراً ساهموا في إقامة دولة البرقو الصليحاب الإسلامية ورغم التزاوج مع العديد من القبائل الإفريقية واختفاء الكثير من الملامح والسحنات العربية إلا أن عادات وتقاليد وأعراف المساليت ظلت إسلامية وعربية خالصة.

      وللمساليت تاريخ ناصع ومجيد يضيق حيزنا عنه لأن القبيلة وبعد أن إستقرت أنشأت أول إمارة لها كإمارة مهدية تقوم المنهج الرباني والسلوك الحياتي لكل أفراد القبيلة شديد التمسك بتعاليم الإسلام فكل حواضر وقرى المساليت تعمر بخلاوي القرآن الكريم وهم لا يتساهلون مع أولادهم وبناتهم ونشئهم في تعليم القرآن وعلومه حتى أنهم ولوقت قريب لا يختنون أطفالهم قبل أن يحفظوا القرآن الكريم عن ظهر قلب. وقد جعلوا الكثير من القبائل والأجناس ان تتآسى بهم وتنتهج نهجهم ، فهم قبيلة مضيافة ومسالمة ويجد الغريب وسطهم الأمن والطمأنينة الأمر الذي جعل أعراقاً وأجناساً كثيرة تذوب في بطونهم وفروعهم المختلفة وتصف بنفس العادات والتقاليد والإلتزامات الاجتماعية لأفراد عموم القبيلة حتى عمرت المساليت في وقت وجيز بالعديد من الأجناس والأعراق والجماعات التي وفدت للديار من جهات وقبائل شتى فاحتوتها القبيلة بالمعاملة الكريمة . ولا يستطيع المرء التمييز بين أولئك الداخلين في الكيان المنصهرين الذائبين في بطون القبيلة العريضة والتي دوماً ما تكون الملاذ والمأوى والمأمن للذي يقصد ديار المساليت فيجد بها السعة والرحب وبالتالي عرف مجتمعهم بالمحبة والتسامح وروح المعاشرة الطبية والإخاء فقبيلة المساليت وبحكم تمسكها بالدين وتعاليمه لا تعرف العنصرية ولا العصبية حتى اشتهرت منطقتها بالسلام والأمن ورغد العيش فقصدتها جماعات وقبائل شتى كثير منهم جاءت الى ديار المساليت هاربة من ويلات الصراع القبلي حيث الجميع عند المساليت الأرض والزرع وحسن الوفادة وكرم الضيافة.

      حروبهم التاريخية :-

      المتتبع لتاريخ المساليت ذو الإرث الجهادي البطولي يصعب عليه وبدقة أن يرصد حروبهم التاريخية ، ولكن اذا أخذنا حروبهم ذات البطولات النادرة ضد الاستعمار منذ نهاية القرن السابع عشر نجد بطولات خارقة قد سجلها المساليت استطاعوا قهر المستعمر في آخر المطاف فخلصت لهم ديارهم فصارت حرة مستقلة وسط لجة الاستعمار وسعره.

      وعلى سبيل المثال لا الحصر نأخذ معركتين مصيريتين حاسمتين شرستين خاضهما المسا ليت بضراوة ضد الاستعمار الفرنسي الأولى جرت أحداثها الدامية عام 1909م وسميت بمعركة كريندنق فقد جمع الفرنسيون لها حشوداً كبيرة بقصد قهر المساليت وتشتيتهم وكسر شوكتهم وضم ديارهم عنوة لنفوذهم بالسودان الفرنسي (تشاد حالياً) وقد سكت الانجليز يومها بإعتبار أن أرض المساليت واقعة تحت النفوذ الفرنسي حسب الاتفاق الأوربي ، فجلب الفرنسيون لتلك الحرب أحدث ما جادت به مصانع السلاح الأوربي فجاءوا بآلاف من الجنود الفرنسيين وآلاف من الجنود من جيوش الدولة الواقعة تحت النفوذ الفرنسي واستعد رجال المساليت لتلك المعركة استعداداً قيل أنه لم يسبق له مثيل ، وقيل أنهم وضعوا خطة حربية خادعة استطاعوا بها جر الجيوش الفرنسية الى مناطق غابات ووديان وعره بينما اختفى فرسانهم على جنبات الوديان والخيران مختفين تحت الحشائش والأشجار حتى توسط الجيش الفرنسي الكبير لموقع الهجوم وفي لحظة إنقض الاف الفرسان وبأسلحة بدائية من حراب وسفاريك وعصى غليظة وبنادق عديدة حيث قيل أن صيحات المحاربين الأشداء من رجال المساليت وصيحات الحرب التي ترددها الاحام والوديان قد زرعت الرعب الشديد لدى الفرنسيين حيث قيل أن الرعب لم يمكنهم من استعمال أسلحتهم من جراء المباغتة والهجوم الكثيف من جميع الاتجاهات أبادوا الجيوش الغازية عن بكرة أبيها وقتل قائدها الفرنسي الكولونيل فلقنشو وقدم المساليت أعداد كبيرة من الشهداء وغنموا كثيراً من الأسلحة والعتاد.

      أما المعركة الثانية هي معركة دورتي التي يتغنى المساليت بأمجادها وأفضالها حتى اليوم فقد كانت نتائج كريندنق التي أبيد فيها الجيش الفرنسي كله وذبح قائده مخيباً لآمال الفرنسيين واستقبلها المجتمع الفرنسي بكثير من الإحباط والدهشة لذا أستعدّ الفرنسيون لمعركة ثأرية تأديبية ترد للمقاتل الفرنسي هيبته وتدخل الخوف والهلع في نفوس الافارقة . أما المساليت فقد نوى الفرنسيون قلعهم من ديارهم وتشتيتهم في جميع الاصقاع ليصيروا مثالاً للذل والهوان. وهكذا استعد الفرنسيون لمعركة دورتي الثأرية استعدادًا لم يتركوا وسيلة للدمار يومها إلا واحضروها لتلك المعركة التي حسبوا أن تكون الفاصلة ، وفي المقابل حسب المساليت للمعركة حساباتهم كلها وجمع سلطانهم المجاهد محمد تاج الدين قادة كتائب الجهاد من جميع بطون القبيلة ومن تحالف معها واستفادوا من الأسلحة التى استولوا عليها من معركة كريندنق وجاءت القبيلة بغضها وغضيضها وقيل أن السلطان المجاهد محمد تاج الدين قد رد على رسالة قائد الحملة الفرنسية الكولونيل موذات باللهجة التحكمية والاستفزازية برد من جملة واحدة هي ( انصرف أيها الكافر وإلا فإن إسود المساليت جوعى وعطشى للشهادة في إنتظارك ) فدارت المعركة وقيل انها استمرت لأيام استطاع المساليت أن يقضوا على الحملة الفرنسية جميعها وقتلوا قائدها ذبحاً بعد أن أسروه.

      وفي المقابل فقد المساليت الالاف من الشهداء وعلى رأسهم أميرهم وسلطانهم المجاهد محمد تاج الدين .

      بعد هاتين المعركتين الحاسمتين انصرف الاستعمار عن دار المساليت بل إن الانجليز والفرنسيين قد اتفقوا وهم يرسمون الحدود بين السودان والسودان الفرنسي (تشاد حالياً) أتفق أن تكون أرض المساليت أرض حره ولمساليت مطلق الحرية في أن ينضموا الى السودان أو السودان الفرنسي أو يبقون على الحياد .

      أتفاقية قلاني 1920م :-

      هي تلك الاتفاقية الطوعية التي بموجبها مددت قبيلة المساليت وبكامل حريتها الانضمام الى السودان وبكامل أراضيها مضيفة بذلك للرقعة السودانية مساحات شاسعة.

      نظام المساليت الإداري :-

      للمساليت نظام دقيق يربط القبيلة برباط لا يهمل فيها فرداً واحداً وسط القبيلة حيث يتكون الشكل الاداري الهرمي من السطان يليه الفرش أو العمد ثم الدمالج ثم الشيوخ ثم الخلفاء .

      نشاطهم الإجتماعي والثقافي :-

      تعتبر تكاليف الزواج عند المساليت من أيسر التكاليف وأقلها فزواجهم مبني على أسس الكتاب والسنه وتشجّع القبيلة أمر الزواج ويجد الراغب في الزواج العون من كل أفراد الأسرة ، وكذلك ميسر بينهم أمر الديات وقد قلّ أمر الثأر وسط القبيلة الى الحد الذي كان ينتهي فيه أمر الأخذ بالثأر لا كما يحدث بين كثير من القبائل وذلك راجع لتشبع القبيلة بتعاليم الاسلام وشريعته . والمساليت زرّاع من الطراز الأول وهم مستقرون وأرضيهم خصبة فيزرعون الدخن والذرة والسمسم والفول السوداني والكركدي وكثيراً من المحصولات النقدية ويربون الأغنام والأبقار والضأن والخيل والجمال وتشهد أعراسهم الكثير من الألعاب كالنقارة والدنقر والكرم والأمجليلة وغيرها .