دار فور ليست فقط عنوانا على أزمة سياسية مستحكمة وإنما هي أيضا عنوان على أزمة معرفية حقيقية سببها بعض الأفكار التي تعشش في مخيلة البعض ولا ترى في حركة التاريخ إلا حركة الرجل الأبيض فقط، أما ما دونها: فهي أمور لا فائدة من الالتفات لها.
ويأتي كتاب "تاريخ دارفور عبر العصور" ليبدد كثيرا من الضبابية التي خلفتها هذه الأزمة وهو للكاتب السوداني أحمد عبد القادر أرباب (عميد مهندس)وليست هناك معلومات أخرى عنه بالكتاب، وإن بدا من محتواه أن المؤلف الذي ينحدر من قبائل دارفور أقرب قائد سياسي له نزعة استقلالية، وإن لم يقلل هذا من أهمية المعلومات الواردة بالكتاب" المطبوع عام 1998 في الخرطوم
ويأتي كتاب "تاريخ دارفور عبر العصور" ليبدد كثيرا من الضبابية التي خلفتها هذه الأزمة وهو للكاتب السوداني أحمد عبد القادر أرباب (عميد مهندس)وليست هناك معلومات أخرى عنه بالكتاب، وإن بدا من محتواه أن المؤلف الذي ينحدر من قبائل دارفور أقرب قائد سياسي له نزعة استقلالية، وإن لم يقلل هذا من أهمية المعلومات الواردة بالكتاب" المطبوع عام 1998 في الخرطوم
الدولة في وعي دارفور
أهم ما يكشفه الكتاب أن فكرة الدولة بكيانها المقارب للمفهوم الحديث كانت متغلغلة في أبناء دارفور، وأنهم امتلكوا قدرا من الوعي والإدراك جعلهم يؤسسون الهيكل السياسي والإداري للدولة بطريقة تضمن له الاستمرار والتطور بما يلائم طبيعة البيئة التي نشأت فيها دولتهم أو سلطنتهم التي استمرت حوالي 430 عاما دون انقطاع، ولعل تعمق مفهوم الدولة والاستقلال في بنيتهم الثقافية والإدراكية هو ما جعلهم يقومون بكثير من الثورات المتعاقبة ضد الحكم المصري العثماني لبلادهم على مدار تسع سنوات ونصف، ثم يقومون بثورات أخرى ضد سيطرة المهديين على بلادهم حتى تحقق لهم الاستقلال الذي ما لبث أن قضت عليه حكومة السودان التي كانت تابعة للإنجليز عام 1916م بعدما أبدى سلطان دارفور علي دينار تعاطفا ومبادرة لمساندة الدولة العثمانية ضد الحلفاء في الحرب العالمية الثانية (وقد انتهت بمقتل علي دينار على يد الجيش الإنجليزي عام 1916).
وكتاب "أرباب" يضع يدنا على صفحات مجهولة من تاريخ دارفور، وعلى مساحة من الوعي بمفهوم الاستقلال والوطنية في قبائل تلك المنطقة التي استطاع الإسلام صياغة شخصيتها فأكسبها مذاقا خاصا، مزج فيه العامل الديني بالوطني، والشجاعة بالإصرار والتحدي ضد سطوة القوة، وجشع المطامع التي كانت تبحث عما تختزنه الأرض من ثروات دون النظر أو الحاجة إلى من عليها من البشر.
والكتاب يتكون من ستة فصول، وهو كتاب نادر في موضوعه، ويعطي معلومات تاريخية قد تكون عونا للباحث على تفسير بعض مواقف الزعامات والقوى مما يجري حاليا في دارفور (وإن اختلف معها في الموقف السياسي).
أهم ما يكشفه الكتاب أن فكرة الدولة بكيانها المقارب للمفهوم الحديث كانت متغلغلة في أبناء دارفور، وأنهم امتلكوا قدرا من الوعي والإدراك جعلهم يؤسسون الهيكل السياسي والإداري للدولة بطريقة تضمن له الاستمرار والتطور بما يلائم طبيعة البيئة التي نشأت فيها دولتهم أو سلطنتهم التي استمرت حوالي 430 عاما دون انقطاع، ولعل تعمق مفهوم الدولة والاستقلال في بنيتهم الثقافية والإدراكية هو ما جعلهم يقومون بكثير من الثورات المتعاقبة ضد الحكم المصري العثماني لبلادهم على مدار تسع سنوات ونصف، ثم يقومون بثورات أخرى ضد سيطرة المهديين على بلادهم حتى تحقق لهم الاستقلال الذي ما لبث أن قضت عليه حكومة السودان التي كانت تابعة للإنجليز عام 1916م بعدما أبدى سلطان دارفور علي دينار تعاطفا ومبادرة لمساندة الدولة العثمانية ضد الحلفاء في الحرب العالمية الثانية (وقد انتهت بمقتل علي دينار على يد الجيش الإنجليزي عام 1916).
وكتاب "أرباب" يضع يدنا على صفحات مجهولة من تاريخ دارفور، وعلى مساحة من الوعي بمفهوم الاستقلال والوطنية في قبائل تلك المنطقة التي استطاع الإسلام صياغة شخصيتها فأكسبها مذاقا خاصا، مزج فيه العامل الديني بالوطني، والشجاعة بالإصرار والتحدي ضد سطوة القوة، وجشع المطامع التي كانت تبحث عما تختزنه الأرض من ثروات دون النظر أو الحاجة إلى من عليها من البشر.
والكتاب يتكون من ستة فصول، وهو كتاب نادر في موضوعه، ويعطي معلومات تاريخية قد تكون عونا للباحث على تفسير بعض مواقف الزعامات والقوى مما يجري حاليا في دارفور (وإن اختلف معها في الموقف السياسي).
جغرافيا دارفور
ويبدأ الكتاب بالحديث عن الجغرافيا، وتكاد تنطبق مقولة أن "الجغرافيا قد تفسر بعضا من أحداث التاريخ" على جغرافيا دارفور؛ فهذه المنطقة الكبيرة التي تزيد مساحتها عن نصف مساحة مصر، تتميز بالتنوع في مناخها، ومن ثم التنوع فيما تخرجه الأرض من نبات، وما تختزنه من ثروات، وما ينشأ عليها من بشر (بدارفور حوالي 160 قبيلة)؛ لهذا كان مدخل الجغرافيا ضروريا في رسم الصورة الذهنية المتكاملة.
وتقع دارفور في أقصى الجزء الغربي من السودان بين خطي عرض 10 و16، وخطي طول 22/27,30 شرقا، وتحدها من الشمال ليبيا، ومن الغرب تشاد، ومن الجنوب الغربي جمهورية أفريقيا الوسطى، ومن الجنوب بحر العرب وشمال غرب بحر الغزال، ومن الشرق كثبان كردفان، ومن الشمال الشرقي الإقليم الشمالي.
ويوجد بها ثلاثة مناخات تقريبا، وهي: المناخ شبه الصحراوي في الشمال، ومناخ شبه البحر المتوسط في منطقة جبل مرة الذي يصل ارتفاعه عشرة آلاف قدم فوق سطح البحر، وفي الجنوب والجنوب الغربي تنمو حشائش السافانا.
وتبلغ مساحة دارفور حوالي (51088 كيلومترا مربعا، أي ما يعادل خمس مساحة السودان، كما أن تعداد سكانها يعادل ربع عدد سكانها، ويسكن حوالي 75% من سكان دارفور في الريف، و15% من الرعاة، و10% يسكنون المدن.
وتكثر بدارفور الجبال، فتتوسطها سلسلة جبال مرة، وهي أعلى هضبة في السودان، كذلك يوجد بها عدة جبال أخرى منها: جبل "الميدوب"، وجبل "أبو قران"، وجبل "تقابو"، وجبل "فشار"، وجبل "أم كردوس"، وجبال "الداجو".
ويوجد بها نهر بحر العرب الذي يصب في نهر بحر الغزال، وروافده المتعددة، وبحيرة كندى، إضافة إلى عدد من عيون الماء العذبة، ويوجد بها عدد من الوديان.
ويبدأ الكتاب بالحديث عن الجغرافيا، وتكاد تنطبق مقولة أن "الجغرافيا قد تفسر بعضا من أحداث التاريخ" على جغرافيا دارفور؛ فهذه المنطقة الكبيرة التي تزيد مساحتها عن نصف مساحة مصر، تتميز بالتنوع في مناخها، ومن ثم التنوع فيما تخرجه الأرض من نبات، وما تختزنه من ثروات، وما ينشأ عليها من بشر (بدارفور حوالي 160 قبيلة)؛ لهذا كان مدخل الجغرافيا ضروريا في رسم الصورة الذهنية المتكاملة.
وتقع دارفور في أقصى الجزء الغربي من السودان بين خطي عرض 10 و16، وخطي طول 22/27,30 شرقا، وتحدها من الشمال ليبيا، ومن الغرب تشاد، ومن الجنوب الغربي جمهورية أفريقيا الوسطى، ومن الجنوب بحر العرب وشمال غرب بحر الغزال، ومن الشرق كثبان كردفان، ومن الشمال الشرقي الإقليم الشمالي.
ويوجد بها ثلاثة مناخات تقريبا، وهي: المناخ شبه الصحراوي في الشمال، ومناخ شبه البحر المتوسط في منطقة جبل مرة الذي يصل ارتفاعه عشرة آلاف قدم فوق سطح البحر، وفي الجنوب والجنوب الغربي تنمو حشائش السافانا.
وتبلغ مساحة دارفور حوالي (51088
وتكثر بدارفور الجبال، فتتوسطها سلسلة جبال مرة، وهي أعلى هضبة في السودان، كذلك يوجد بها عدة جبال أخرى منها: جبل "الميدوب"، وجبل "أبو قران"، وجبل "تقابو"، وجبل "فشار"، وجبل "أم كردوس"، وجبال "الداجو".
ويوجد بها نهر بحر العرب الذي يصب في نهر بحر الغزال، وروافده المتعددة، وبحيرة كندى، إضافة إلى عدد من عيون الماء العذبة، ويوجد بها عدد من الوديان.
تاريخ دارفور القديم
ثم انتقل الكاتب للحديث عن تاريخ دارفور القديم، وأشار إلى أن الهجرات التي كانت تتميز بها المنطقة نظرا لحركة القبائل العربية والأفريقية، كان لها أثرها الواضح في تاريخ دارفور وعاداتها وتقاليدها وأعرافها؛ إذ إن الهجرات حملت معها تيارات ثقافية واجتماعية واقتصادية ودينية، أحدث بعضها تغيرات جذرية.
ونظرا لتنوع دارفور المناخي والطبيعي استوطنت عدد من القبائل المختلفة في مناطق متفرقة في دارفور، فسكنت قبيلة الفور تورا في جبل مرة، واستقرت التنجر والزغاوة والخزام في شمال دارفور، وكان لكل قبيلة زعيم يدير شؤونها مستقلا عن أي سلطة، وكانت العلاقات القبلية هي التي تحكم العلاقات بين القبائل المنتشرة في المنطقة، وكانت غالبيتها وثنية.
وذكر الكاتب أن دارفور كانت معروفة للعالم قبل الإسلام، فقد زارها القائد الفرعوني "حركوف" وذكر أماكن زارها في جبل "الميدوب"، أما الرومان فقد عملوا على ربط دارفور بمصر طمعا في استغلال ثرواتها، كما أن "درب الأربعين" الشهير يربط بين محافظة أسيوط المصرية وبين دارفور، كما أن كثيرا من التجار والمستكشفين من مناطق مختلفة من العالم وفدوا إلى دارفور؛ إذ كانت إحدى محطات التجارة المهمة في القارة الأفريقية خاصة منطقة حوض أعلى النيل.
ثم انتقل الكاتب للحديث عن تاريخ دارفور القديم، وأشار إلى أن الهجرات التي كانت تتميز بها المنطقة نظرا لحركة القبائل العربية والأفريقية، كان لها أثرها الواضح في تاريخ دارفور وعاداتها وتقاليدها وأعرافها؛ إذ إن الهجرات حملت معها تيارات ثقافية واجتماعية واقتصادية ودينية، أحدث بعضها تغيرات جذرية.
ونظرا لتنوع دارفور المناخي والطبيعي استوطنت عدد من القبائل المختلفة في مناطق متفرقة في دارفور، فسكنت قبيلة الفور تورا في جبل مرة، واستقرت التنجر والزغاوة والخزام في شمال دارفور، وكان لكل قبيلة زعيم يدير شؤونها مستقلا عن أي سلطة، وكانت العلاقات القبلية هي التي تحكم العلاقات بين القبائل المنتشرة في المنطقة، وكانت غالبيتها وثنية.
وذكر الكاتب أن دارفور كانت معروفة للعالم قبل الإسلام، فقد زارها القائد الفرعوني "حركوف" وذكر أماكن زارها في جبل "الميدوب"، أما الرومان فقد عملوا على ربط دارفور بمصر طمعا في استغلال ثرواتها، كما أن "درب الأربعين" الشهير يربط بين محافظة أسيوط المصرية وبين دارفور، كما أن كثيرا من التجار والمستكشفين من مناطق مختلفة من العالم وفدوا إلى دارفور؛ إذ كانت إحدى محطات التجارة المهمة في القارة الأفريقية خاصة منطقة حوض أعلى النيل.
الفصل الثاني: سلطنة الداجو
وعرض الكاتب في الفصل الثاني تاريخ سلطنة "الداجو" التي حكمت دارفور(بين القرن الثاني والثالث عشر الميلاديين) وكانت تستقر في المنطقة الواقعة جنوب شرق جبل مرة، وتاريخ الداجو غير مؤرخ بطريقة منظمة، ويعتمد في الأساس على الرواة وغيرهم ممن يحفظون التاريخ ويرونه في شكل قصة أو حكاية تظهر في غالبية الأحيان تاريخ البطولة.
وحكم الداجو دارفور ما بين القرن الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، وكان تمركزهم شرق وجنوب شرق جبل مرة، وقد حكم منهم ستة سلاطين أولهم السلطان عبد الله داج وآخرهم السلطان عمر بن آمن الشهير بـ"كسافرو".
والداجو توزعوا في خمس مناطق تركزت في كردفان (جبال النوبة حاليا) ودارفور وتشاد.
وعرف عن الداجو ولعهم بالطرب والموسيقى، حتى إنهم اخترعوا بعض آلاته ومنها: الطبل "النقارة" وصفارة الأبنوس
وعرض الكاتب في الفصل الثاني تاريخ سلطنة "الداجو" التي حكمت دارفور(بين القرن الثاني والثالث عشر الميلاديين) وكانت تستقر في المنطقة الواقعة جنوب شرق جبل مرة، وتاريخ الداجو غير مؤرخ بطريقة منظمة، ويعتمد في الأساس على الرواة وغيرهم ممن يحفظون التاريخ ويرونه في شكل قصة أو حكاية تظهر في غالبية الأحيان تاريخ البطولة.
وحكم الداجو دارفور ما بين القرن الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، وكان تمركزهم شرق وجنوب شرق جبل مرة، وقد حكم منهم ستة سلاطين أولهم السلطان عبد الله داج وآخرهم السلطان عمر بن آمن الشهير بـ"كسافرو".
والداجو توزعوا في خمس مناطق تركزت في كردفان (جبال النوبة حاليا) ودارفور وتشاد.
وعرف عن الداجو ولعهم بالطرب والموسيقى، حتى إنهم اخترعوا بعض آلاته ومنها: الطبل "النقارة" وصفارة الأبنوس
والتنجر هي إحدى القبائل التي استولت على الحكم في منطقة دارفور في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي، واستمر حكمهم إلى النصف الأول من القرن الخامس عشر، أي حوالي قرن ونصف، وينسب البعض التنجر إلى عرب بني هلال، ويذهبون أنهم أول قبيلة تدخل اللغة العربية إلى دارفور، ويرى آخرون أنهم من النوبيين، وهناك رأي ثالث أنهم ينتمون إلى قبائل الفور.
وكانت سلطنة التنجر موجودة في شمال دارفور عندما كان الداجو يحكمون في جنوب دارفور، وبعد زوال الداجو بسط التنجر نفوذهم على دارفور، وكانت عاصمتهم مدينة أروى في جبل أروى.
اشتهر التنجر بالتجارة، وكانت عاصمتهم أروى من المدن المزدهرة في ذلك الوقت، واستطاع حاكم المدينة أن يقيم علاقات اقتصادية مع العثمانيين، وكان تجار القاهرة يمدونه بالسلاح مقابل الحصول على الذهب.
وعرف عن التنجر عاطفتهم الإسلامية، وهناك بعض الأوقاف في المدينة المنورة تخص سلطان التنجر "أحمد رفاعة" ما زالت موجودة حتى الآن، وعرف عنهم المرونة في الحكم وعدم اللجوء إلى القسوة في إدارة مملكتهم على خلاف ما كان يفعله الداجو، وعرفوا بفنونهم المعمارية الجيدة، فما تزال هناك آثار لطريق مرصوف في أروى.
وضعفت مملكة التنجر لسيادة روح التوسع في آخر عهدها وصارت هذه المملكة متسعة جدا بحيث صعب على السلطان إدارتها؛ مما أدى إلى اضمحلالها تدريجيا، وسقوطها في أيدي قبائل الفور"الكيرا" عام 1445م.
الفور في دارفور
كان يطلق على قبائل الفور "التورا" وهي كلمة تعني العملاق؛ إذ إنهم من طوال القامة ضخام الأجسام، وكان "التورا" يبنون بيوتا دائرية يطلقون عليها اسم "بتورنق تونقا" أي بيوت العمالقة.
وقد استوطن "التورا" جبل مرة، ولم يختلطوا بعناصر أخرى، وحافظوا على دمائهم وأشكالهم لاحتمائهم بالجبال، وعندما دخل الإسلام منطقتهم عرفوا بالفور، وكان الفور والتنجر بينهم مصاهرات كثيرة مما حدا بالمؤلف للجزم بأنهم من أصل واحد وهو التورا.
وكان سليمان سلونق، أي سليمان العربي، هو أول سلطان يقوم بتأسيس دولة دارفور الإسلامية عام 1445م، وقد استطاع إخضاع (37) زعامة ومملكة صغيرة لحكمه، بعدما خاض حوالي (32) معركة، وكانت المملكة تتكون من مسلمين ووثنيين، وبدأ السلطان في تدعيم سلطته في دارفور، فقام بخلع الزعامات المحلية وولى على بلادهم زعماء جددا من أهلهم، من هذا التاريخ بدأ حكم الكيرا أو الفور أو الفور الكيرا في دارفور، (والكيرا تعني الأحفاد الخيرة)، وقد حزن زعماء التنجر لفقدهم السيطرة على الحكم في دارفور، فكانوا إذا جلسوا مع الفور يلبسون العمامة السوداء.
واستمر الفور يحكمون دارفور ما يقرب من 430 عاما دون انقطاع، أي من سنة 1445م حتى سنة 1875م، ثم عاد السلطان الشهير علي دينار وحكمها من سنة 1898م حتى 1916م، حيث ُضمت بعد ذلك إلى السودان في 1/1/1917م، وبلغ عدد سلاطينها (27) سلطانا.
كان الحكم في دارفور فيدراليا وكانت تسمى بسلطنة دارفور الإسلامية، حيث قسمت البلاد إلى أربع ولايات رئيسية تحت قيادة سلطان البلاد، ويساعده عدد من الوزراء (12 وزيرا)، وكان مجلس وزراء السلطان يقع عليه العبء الأكبر في اختيار السلطان الجديد بعد وفاة السلطان بالتنسيق مع مجلس الشورى.
وكان مجلس استشاري السلطنة (مجلس الشيوخ) يتكون من (12) عضوا من الأعيان، بما فيهم حكام الولايات الأربع، وكان من اختصاصه مساعدة السلطان في تسيير أمور البلاد، والمساهمة في اختيار السلطان الجديد.
وتناول الكاتب القبائل المختلفة التي يتكون منها الفور بالتفصيل، موضحا أماكن سكنهم وزعاماتهم، وبعضا من تاريخهم، والزعامات القبلية بدارفور عبر العصور المختلفة
كان يطلق على قبائل الفور "التورا" وهي كلمة تعني العملاق؛ إذ إنهم من طوال القامة ضخام الأجسام، وكان "التورا" يبنون بيوتا دائرية يطلقون عليها اسم "بتورنق تونقا" أي بيوت العمالقة.
وقد استوطن "التورا" جبل مرة، ولم يختلطوا بعناصر أخرى، وحافظوا على دمائهم وأشكالهم لاحتمائهم بالجبال، وعندما دخل الإسلام منطقتهم عرفوا بالفور، وكان الفور والتنجر بينهم مصاهرات كثيرة مما حدا بالمؤلف للجزم بأنهم من أصل واحد وهو التورا.
وكان سليمان سلونق، أي سليمان العربي، هو أول سلطان يقوم بتأسيس دولة دارفور الإسلامية عام 1445م، وقد استطاع إخضاع (37) زعامة ومملكة صغيرة لحكمه، بعدما خاض حوالي (32) معركة، وكانت المملكة تتكون من مسلمين ووثنيين، وبدأ السلطان في تدعيم سلطته في دارفور، فقام بخلع الزعامات المحلية وولى على بلادهم زعماء جددا من أهلهم، من هذا التاريخ بدأ حكم الكيرا أو الفور أو الفور الكيرا في دارفور، (والكيرا تعني الأحفاد الخيرة)، وقد حزن زعماء التنجر لفقدهم السيطرة على الحكم في دارفور، فكانوا إذا جلسوا مع الفور يلبسون العمامة السوداء.
واستمر الفور يحكمون دارفور ما يقرب من 430 عاما دون انقطاع، أي من سنة 1445م حتى سنة 1875م، ثم عاد السلطان الشهير علي دينار وحكمها من سنة 1898م حتى 1916م، حيث ُضمت بعد ذلك إلى السودان في 1/1/1917م، وبلغ عدد سلاطينها (27) سلطانا.
كان الحكم في دارفور فيدراليا وكانت تسمى بسلطنة دارفور الإسلامية، حيث قسمت البلاد إلى أربع ولايات رئيسية تحت قيادة سلطان البلاد، ويساعده عدد من الوزراء (12 وزيرا)، وكان مجلس وزراء السلطان يقع عليه العبء الأكبر في اختيار السلطان الجديد بعد وفاة السلطان بالتنسيق مع مجلس الشورى.
وكان مجلس استشاري السلطنة (مجلس الشيوخ) يتكون من (12) عضوا من الأعيان، بما فيهم حكام الولايات الأربع، وكان من اختصاصه مساعدة السلطان في تسيير أمور البلاد، والمساهمة في اختيار السلطان الجديد.
وتناول الكاتب القبائل المختلفة التي يتكون منها الفور بالتفصيل، موضحا أماكن سكنهم وزعاماتهم، وبعضا من تاريخهم، والزعامات القبلية بدارفور عبر العصور المختلفة
محمد علي ودارفور
وفي الفصل الرابع من الكتاب تناول "أرباب" التواجد المصري في دارفور، ودوافع حاكم مصر محمد علي باشا لضم مملكة دارفور، حيث بدأت المعارك بين الجانبين في 16/4/1821م في مدينة بارا، وهزم جيش الفور، واستطاع محمد علي السيطرة على كردفان التي كانت تابعة لدارفور في ذلك العام.
وحاول محمد علي مصالحة سلطان دارفور لحاجة مصر للنحاس من دارفور، من خلال اتفاقية في هذا الشأن، لكنه لم يستطع، وكان عهد محمد سعيد باشا بداية لانفتاح في العلاقات بين الجانبين، أما عهد الخديوي إسماعيل فكانت العلاقة فيه ملتبسة بعض الشيء، فرغم التبادل التجاري بين الجانبين فإن سلطان دارفور شعر بوجود أطماع مصرية في مملكته، ولذا قام بتجنيد عشرة آلاف جندي وسلحهم بأسلحة حديثة، وتم إدخال المدفعية في جيش دارفور لأول مرة.
وفي عهد الخديوي إسماعيل قرر السيطرة على دارفور، وأن يكون غزوها من جهتين، وهو ما دفع سلطان دارفور للدخول في تحالف مع سلطنة وداي المجاورة لتوحيد الدفاع والمقاومة، لكن قوة الجيش المصري حسمت الأمر، فتم إسقاط مملكة دارفور والسيطرة عليها في 24/10/1874م، ودارت عدة معارك كبيرة في دارفور ساعد فيها "الزبير رحمة" أحد كبار تجار الرقيق في منطقة بحر الغزال المصريين، واستطاع الزبير أن يهزم سلطان دارفور "إبراهيم قرض" في معركة منواشي في 25/10/1874م، وقتل في هذه المعركة المئات من أمراء دارفور وكبار أعيانها، وأطلق الكاتب على هذه الهزيمة "مذبحة منواشي".
وفي الفصل الرابع من الكتاب تناول "أرباب" التواجد المصري في دارفور، ودوافع حاكم مصر محمد علي باشا لضم مملكة دارفور، حيث بدأت المعارك بين الجانبين في 16/4/1821م في مدينة بارا، وهزم جيش الفور، واستطاع محمد علي السيطرة على كردفان التي كانت تابعة لدارفور في ذلك العام.
وحاول محمد علي مصالحة سلطان دارفور لحاجة مصر للنحاس من دارفور، من خلال اتفاقية في هذا الشأن، لكنه لم يستطع، وكان عهد محمد سعيد باشا بداية لانفتاح في العلاقات بين الجانبين، أما عهد الخديوي إسماعيل فكانت العلاقة فيه ملتبسة بعض الشيء، فرغم التبادل التجاري بين الجانبين فإن سلطان دارفور شعر بوجود أطماع مصرية في مملكته، ولذا قام بتجنيد عشرة آلاف جندي وسلحهم بأسلحة حديثة، وتم إدخال المدفعية في جيش دارفور لأول مرة.
وفي عهد الخديوي إسماعيل قرر السيطرة على دارفور، وأن يكون غزوها من جهتين، وهو ما دفع سلطان دارفور للدخول في تحالف مع سلطنة وداي المجاورة لتوحيد الدفاع والمقاومة، لكن قوة الجيش المصري حسمت الأمر، فتم إسقاط مملكة دارفور والسيطرة عليها في 24/10/1874م، ودارت عدة معارك كبيرة في دارفور ساعد فيها "الزبير رحمة" أحد كبار تجار الرقيق في منطقة بحر الغزال المصريين، واستطاع الزبير أن يهزم سلطان دارفور "إبراهيم قرض" في معركة منواشي في 25/10/1874م، وقتل في هذه المعركة المئات من أمراء دارفور وكبار أعيانها، وأطلق الكاتب على هذه الهزيمة "مذبحة منواشي".
ثورة بوش بن محمد
كانت فكرة الاستقلال مترسخة في أذهان أهل دارفور(على حد قول الكاتب)، فعقب هزيمة منواشي لم تضعف روحهم القتالية، بعد مقتل سلطانهم، فقاموا بتشكيل حكومة ظل تحملت عبء مسؤولية النضال من أجل الاستقلال، واستمر النضال حوالي تسع سنوات ونصف حتى تم لدارفور الاستقلال عن الحكم المصري، قامت خلالها عدة ثورات عنيفة، منها ثورة السلطان "حسب الله" في جبل مرة الذي استسلم دون مقاومة للزبير بن رحمة مما أثار غضب أهل دارفور، فقاموا بتتويج الأمير "بوش بن السلطان محمد الفضل" سلطانا على دارفور في مارس 1875م وكلفوه بمواصلة النضال من أجل التحرير.
وخاض الزبير بن رحمة حربا ضارية ضد الأمير بوش استمرت خمسة عشر يوما، خسر فيها بوش كثيرا من رجاله وعتاده فاضطر للانسحاب من جبل مرة، ثم ما لبث بوش أن ُقتل أثناء مطاردة الزبير له.
لكن روح النضال لم تهدأ وتولى حكومة الظل في دارفور السلطان "هارون بن سيف الدين" الذي قام بثورة كبيرة وناهض الحكم المصري التركي لكنه قتل عام 1880م، وقامت ثورة أخرى بقيادة الزعيم "مادبو"، كما قامت قبيلة "بني هلبا" بثورة في جنوب دارفور.
وانتهى الأمر بالحكم المصري في دارفور بعد أن أرسلت القاهرة رسالة سرية إلى الحاكم المصري في دارفور "سلاطين باشا" تأمره أن يجمع قواته المتفرقة في دارفور في منطقة الفاشر، ثم عليه أن يسلم الحكم في دارفور إلى الأمير "عبد الشكور عبد الرحمن شاتوت" وهو من أمراء دارفور، وشاءت الأقدار أن يتوفى "عبد الشكور" قبل أن يصل إلى دارفور قادما من القاهرة، وأن تقوم الثورة المهدية في تلك الفترة
كانت فكرة الاستقلال مترسخة في أذهان أهل دارفور(على حد قول الكاتب)، فعقب هزيمة منواشي لم تضعف روحهم القتالية، بعد مقتل سلطانهم، فقاموا بتشكيل حكومة ظل تحملت عبء مسؤولية النضال من أجل الاستقلال، واستمر النضال حوالي تسع سنوات ونصف حتى تم لدارفور الاستقلال عن الحكم المصري، قامت خلالها عدة ثورات عنيفة، منها ثورة السلطان "حسب الله" في جبل مرة الذي استسلم دون مقاومة للزبير بن رحمة مما أثار غضب أهل دارفور، فقاموا بتتويج الأمير "بوش بن السلطان محمد الفضل" سلطانا على دارفور في مارس 1875م وكلفوه بمواصلة النضال من أجل التحرير.
وخاض الزبير بن رحمة حربا ضارية ضد الأمير بوش استمرت خمسة عشر يوما، خسر فيها بوش كثيرا من رجاله وعتاده فاضطر للانسحاب من جبل مرة، ثم ما لبث بوش أن ُقتل أثناء مطاردة الزبير له.
لكن روح النضال لم تهدأ وتولى حكومة الظل في دارفور السلطان "هارون بن سيف الدين" الذي قام بثورة كبيرة وناهض الحكم المصري التركي لكنه قتل عام 1880م، وقامت ثورة أخرى بقيادة الزعيم "مادبو"، كما قامت قبيلة "بني هلبا" بثورة في جنوب دارفور.
وانتهى الأمر بالحكم المصري في دارفور بعد أن أرسلت القاهرة رسالة سرية إلى الحاكم المصري في دارفور "سلاطين باشا" تأمره أن يجمع قواته المتفرقة في دارفور في منطقة الفاشر، ثم عليه أن يسلم الحكم في دارفور إلى الأمير "عبد الشكور عبد الرحمن شاتوت" وهو من أمراء دارفور، وشاءت الأقدار أن يتوفى "عبد الشكور" قبل أن يصل إلى دارفور قادما من القاهرة، وأن تقوم الثورة المهدية في تلك الفترة
أبو جميزة الصوفي المحارب
بعد رحيل المصريين خضعت دارفور لحكم المهديين، وكان أول من تولاها من المهديين الأمير "محمد خالد زقل" بعدما سيطر عليها في (15 يناير 1884م) وكان أمراء دارفور يرفضون أن يخضعوا للمهديين، وأعلن الأمير "دود بنجة" بأنه لا يقبل بوجود أي نفوذ لدولة المهدي بدارفور، وساندت كثير من القبائل "دود بنجة" فيما ذهب إليه، وهو ما جعل العلاقات متأزمة مع المهديين، لكن معنويات "دود بنجة" ما لبثت أن خارت واعترف بسلطة المهدية وقابل المهدي وأقر بالولاء له وانضم إلى صفوف جيشه.
وقد دارت معارك من أجل استقلال دارفور عن المهدية، منها معركة دارة، ومعركة ود بيرة في 22 يناير 1888م؛ وهو ما أربك موقف المهديين في دارفور.
ومن الثورات التي أرهقت المهديين "ثورة أبو جميزة" واسمه محمد زين من قبيلة أرينقة في غرب دارفور، وكان رجلا صوفيا فصيحا، وأعلن "أبو جميزة" أنه عازم على تخليص البلاد من المهدية التي أرهبت الناس وأساءت استخدام السلطة، وأعلن أن ثورته على الكتاب والسنة، وكان لهذه الثورة أهداف وأبعاد دينية وسياسية، وساندتها بعض السلطنات المجاورة مثل سلطنة وداي وسلطنة دار سيلا، واستقطبت ثورة أبو جميزة اهتماما عالميا، لكن وفاته أعاقت هذه الثورة.
وفي ظل الحكم المهدي لدارفور قامت حكومة ظل ثانية بقيادة السلطان أبو الخيرات إبراهيم قرض الذي قام بتصعيد المقاومة وساعده في هذه المقاومة جيش أبو جميزة وعدد كبير من القبائل ودارت معارك طاحنة بين الجانبين، هزم فيها جيش أبو الخيرات، لكنه لم يهدأ وأخذ في التحريض على الثورة حتى اغتيل في 9 فبراير 1891م.
نقلا عن اسلام اونلاين
بعد رحيل المصريين خضعت دارفور لحكم المهديين، وكان أول من تولاها من المهديين الأمير "محمد خالد زقل" بعدما سيطر عليها في (15 يناير 1884م) وكان أمراء دارفور يرفضون أن يخضعوا للمهديين، وأعلن الأمير "دود بنجة" بأنه لا يقبل بوجود أي نفوذ لدولة المهدي بدارفور، وساندت كثير من القبائل "دود بنجة" فيما ذهب إليه، وهو ما جعل العلاقات متأزمة مع المهديين، لكن معنويات "دود بنجة" ما لبثت أن خارت واعترف بسلطة المهدية وقابل المهدي وأقر بالولاء له وانضم إلى صفوف جيشه.
وقد دارت معارك من أجل استقلال دارفور عن المهدية، منها معركة دارة، ومعركة ود بيرة في 22 يناير 1888م؛ وهو ما أربك موقف المهديين في دارفور.
ومن الثورات التي أرهقت المهديين "ثورة أبو جميزة" واسمه محمد زين من قبيلة أرينقة في غرب دارفور، وكان رجلا صوفيا فصيحا، وأعلن "أبو جميزة" أنه عازم على تخليص البلاد من المهدية التي أرهبت الناس وأساءت استخدام السلطة، وأعلن أن ثورته على الكتاب والسنة، وكان لهذه الثورة أهداف وأبعاد دينية وسياسية، وساندتها بعض السلطنات المجاورة مثل سلطنة وداي وسلطنة دار سيلا، واستقطبت ثورة أبو جميزة اهتماما عالميا، لكن وفاته أعاقت هذه الثورة.
وفي ظل الحكم المهدي لدارفور قامت حكومة ظل ثانية بقيادة السلطان أبو الخيرات إبراهيم قرض الذي قام بتصعيد المقاومة وساعده في هذه المقاومة جيش أبو جميزة وعدد كبير من القبائل ودارت معارك طاحنة بين الجانبين، هزم فيها جيش أبو الخيرات، لكنه لم يهدأ وأخذ في التحريض على الثورة حتى اغتيل في 9 فبراير 1891م.
نقلا عن اسلام اونلاين
قبيلة الفور
المؤرخون لم يحددوا حتى الآن وعلى وجه الدقة كيف نشأت سلطنة الفور الإسلامية وقد ثبت أن للفور علاقاتهم الوطيدة بمملكة التنجر الإسلامية بشمال دارفور وكانت لهم العلاقات ذاتها مع سلطنة الداجو بجنوب دارفور.
ولكن المجمع عليه أن الفور ظهور كمملكة أو سلطنة إسلامية على يد السلطان سليمان صولون وقد ذهب المؤرخ اوفاهي الذي أرخ لسلطنة الفور الى أن الكيرا وهم أكبر وأهم فروع الفور التي عدّها البعض بتسعة وتسعين فرع . قال اوفاهي أن الكيرا وبمعونة الفرع الثاني والذي يليهم في الأهمية وهم الكنجارا قد استطاعوا معاً أن يوحدوا قبائل الفور وفروعها كلها والقبائل المتداخلة والمتصاهرة معهم في القرن السادس عشر . وقد سبق تجميع كل تلك القبائل والأجناس العديدة لتصير كياناً واحداً وقيام الدولة الإسلامية الوليدة بدارفور صراع كان للقبائل العربية المنتشرة حول جبل مرة ووقوفها خلف سليمان صولون دور حاسم حيث أخضع أولاً ملوك شبه السود المحيطين بجبل مرة في شكل تجمعات صغيرة مستقلة تعتريها الخصومات والمنافسة فأخضعه لسلطانه ثم دخل الكثيرين منهم الإسلام ثم اتجه الى ملوك السود البعيدين عن الجبل من الناحية الجنوبية فاستسلموا جميعاً وصار كل فرع او قبيلة بمرور الزمن والتزاوج بطناً عريقاً في كيان الفور وهكذا تكونت قبيلة أو قل مجتمع الفور . وقد كانت السلطنات التي أخضعها صولون (37) سبعة وثلاثين سلطنة أو كيان قبلي صغير مستقل عن غيره منهم سبعة كانوا مجوساً في ذلك الوقت وهم كاره ودنقوا وتنقروا وبينه وبايه وفروقي وشالا وهولاء السبعة معظمهم من الفراتيت وكانون يسكنون الى الجنوب الغربي من دارفور وقد صاروا فروعاً في كيان الدولة المسلمة وحسن إسلامهم.
ومن القبائل المسلمة التي دخلت طوعاً تحت راية دولة الفور بعد تأسيسها الرقد والتنجر وكبنقه والميما وغيرهم في الشرق من جبل مرة والمراريت والعورة وسينار والمساليت والقمر والتامة والجبلاويين وابودرق وجوجة واسنقور في الغرب والشمال الغربي ثم الزغاوة والميدوب واقليات أخرى في الشمال الشرقي والبيقو والداجو ورنقا في الجنوب والجنوب الغربي كما ان سليمان صولون قد جمع حوله معظم القبائل العربية بدارفور واهمهم يومها الهبانية والرزيقات والمسيرية والتعايشة وبني هلبه والمعاليا في الجنوب والحمر في الشرق والزيادية في الشمال والمهرية والمهادي والسلامات وبنو حسين في الغرب.
ومن هنا فان الفور في واقع الأمر نتاج لتصاهر وتداخل قبائل افريقية مع افخاذ لقبائل عربية وأخرى حامية فكونت مجتمع الفور أو ما يعرف بقبيلة الفور العريضة والتي سمي بها هذا الاقليم الشاسع والمترامي الأطراف.
وهناك خطأ يقع فيه كثيرون إذ يقولون أن الفور منقسمين الى قسمين هما الكيرا والكنجارا والصحيح أن للفور (99) تسعه وتسعين فرعاً أو قسماً والكيرا والكنجارا هما أكبر هذه الأقسام وبتحالفهما لعبا الدور الأكبر في قيام مملكة الفور الإسلامية.
هناك قصة متواترة مفادها أنه عندما إنهارات الدولة الإسلامية بالأندلس اتجهت قبائل عربية كثيرة صوب الشمال الأفريقي وكانوا قوام الدولة الإسلامية بالأندلس ومن أولئك الأعراب بنو هلال حيث جاءوا دارفور بزعامة ابوزيد الهلالي وهو ابوزيد بن منصور بن يوسف بن مرعى بن عمر التونسي بن سفيان الأندلسي بن هلال حيث دخلوا تحديداً أول ما دخلوا دارفور واستقروا في جبل تيجي شمال مليط وهناك حدث خلاف عقر ابوزيد على أثره أي قطع عرقوب أخيه احمد فلقب بأحمد المعقور حيث رجع أبوزيد الى تونس مع عدد من عشيرته وعند مشارف تونس أغتيل ابوزيد الهلالي على يد وياب وفي رواية السلطان شاو دور شيت والي شيك والذي رحب بأولئك الأقوام وزوّج السلطان احمد المعقور بأبنته خيره والتي أنجبت له ابناً أسماه جده سليمان وأعتنى بتربيته وحفظ القرآن مبكراً فنشأ متديناً معتدلاً فأعجب به جده ثم غزا السلطان شاو دور شيك بلاد القرعان وموطنهم كان بمنطقة فيا لارجو بتشاد ففتحها ثم أدركته المنيه فأوصى لابن بنته ثم رجع احمد المعقور وابنه مع الجيش الفاتح حيث استقروا لمدة بعين فرح بدار زغاوة غرب كتم وهناك أثارت القبائل العربية استولى بعدها سليمان صولون على السلطة بمملكة التنجر وصار سلطاناً على التنجر والقبائل العربية ثم رحل الى توبا حيث ولد ابنه موسى الملقب بعنقريب ثم رحل الى تون كيلو شمال طرة بجبل مرة وهناك ازدهرت مملكة الفور كدولة مسلمة وذاع صيتها حيث استمر سليمان يحكم 21 عاماً من المساجد والخلاوى بالمملكة وأقام صلاة الجمعه بمسجده حتى وافته المنيه عام 1476م تقريباً مخلفاً ولديه موسى عنقريب ومسبع فتولى موسى الملك خلفاً لوالده وجعل أخاه مسبع والياً على كردفان بعد أن دخلها فاتحاً بعون أخيه وسميت الدولة هناك بمسبعات نسبة لمسبع هذا.
من هذه الرواية المتواترة عند عموم الفور وغيرهم فان اسم الكيرا هو تحريف لكلمة خيرة أم السلطان سليمان صولون والكيرا هو الفرع الذ قاد الفور منذ تأسست الدولة وأن الكنجارا هم أحفاد السلطان شاو دور شيك ثم صار الكيرا والكنجارا هما أهم فرعين عند عموم الفور حيث حكم الكيرا الفور منذ عهد صولون وحتى مقتل علي دينار 1916م على بعد 20 كيلو متر شرق قارسيلا في منطقة زولي بموقع "كجكو" لم يقتل بزالنجي كما زعم كثير من المؤرخين وقبره هناك مبني بالأسمنت وقد تبرع البطاحين حين زيارتهم للمنطقة في إطار التؤمة والمؤآخاة مع الفور تبرعوا ببناء مسجد ومكتبة بالقرب من قبر علي دينار على نفقتهم الخاصة.
هذا ولما لمس موسى عنقريب توسع مملكته نقل رئاسته من تون كيلو الى طرة وبنى بها المسجد الكبير الذي بقى الى اليوم وأنجب موسى احمد بكر المسمى بجد السلاطين حيث تعاقب أبناءه وأحفاده وهم كثر على مملكة الفور الإسلامية وفي عهد الرشيد نقل رئاسة المملكة للفاشر لإتساعها ، وعند مجئ السلطان عبدالله دود بنجي بن بكر بن محمد الفضل وهو شقيق مريم مقبولة والتي أهداها السلطان للامام المهدي فقبلها وقال مقبولة ( فصار الأنصار يسمونها أمنا مقبولة ) وقد انجبت للامام المهدي الإمام عبدالرحمن المهدي واخويه علي وعبدالله ابني الإمام عبدالرحمن المهدي ، والسلطان دود بنجي هو الذي لبى نداء المهدية وذهب بجيشه وأهله أبناء السلطان كلهم حيث بايعوا الإمام المهدي بشيكان وهناك قال دود بنجي لامام المهدي قولته المشهورة " يا مهدي الله لنصرة كتاب الله أهديتك أربعة أشياء نفسي وسيفي وحصاني ومريم أختي فسيفي وحصاني لأقاتل بهما في سبيل الله ودعماً ودفاعاً عن دعوتك ونصرتها ونفسي لأستشهد في سبيل الله وأختي مريم هذه لك حتى لا تنقطع صلتي بك " قيل فتبسم الامام المهدي فقال له بارك الله فيك وهديتك مقبولة ومريم هذه قبلناها وسميناها منذ اليوم مقبولة وهي لي أما أنت وحصانك وسيفك لتكن في صفوف المجاهدين في سبيل الله وقد أبلى دود بنجي بلاءً حسناً وسجل برجاله مواقف بطولية في حرب الأحباش تحت إمرة الزاكي طمل وصار ملازماً للخليفة الى أن استشهد في موقعة أم دبيكرات فما أصدقه ونعم الرجل الصادق الوفي وهو لما كان الناس على دين ملوكهم فإن الفور كان هذا شأنهم في نصرة المهدية كثورة جهادية تحريرية جمعت اليها كل أبناء وقبائل السودان
المؤرخون لم يحددوا حتى الآن وعلى وجه الدقة كيف نشأت سلطنة الفور الإسلامية وقد ثبت أن للفور علاقاتهم الوطيدة بمملكة التنجر الإسلامية بشمال دارفور وكانت لهم العلاقات ذاتها مع سلطنة الداجو بجنوب دارفور.
ولكن المجمع عليه أن الفور ظهور كمملكة أو سلطنة إسلامية على يد السلطان سليمان صولون وقد ذهب المؤرخ اوفاهي الذي أرخ لسلطنة الفور الى أن الكيرا وهم أكبر وأهم فروع الفور التي عدّها البعض بتسعة وتسعين فرع . قال اوفاهي أن الكيرا وبمعونة الفرع الثاني والذي يليهم في الأهمية وهم الكنجارا قد استطاعوا معاً أن يوحدوا قبائل الفور وفروعها كلها والقبائل المتداخلة والمتصاهرة معهم في القرن السادس عشر . وقد سبق تجميع كل تلك القبائل والأجناس العديدة لتصير كياناً واحداً وقيام الدولة الإسلامية الوليدة بدارفور صراع كان للقبائل العربية المنتشرة حول جبل مرة ووقوفها خلف سليمان صولون دور حاسم حيث أخضع أولاً ملوك شبه السود المحيطين بجبل مرة في شكل تجمعات صغيرة مستقلة تعتريها الخصومات والمنافسة فأخضعه لسلطانه ثم دخل الكثيرين منهم الإسلام ثم اتجه الى ملوك السود البعيدين عن الجبل من الناحية الجنوبية فاستسلموا جميعاً وصار كل فرع او قبيلة بمرور الزمن والتزاوج بطناً عريقاً في كيان الفور وهكذا تكونت قبيلة أو قل مجتمع الفور . وقد كانت السلطنات التي أخضعها صولون (37) سبعة وثلاثين سلطنة أو كيان قبلي صغير مستقل عن غيره منهم سبعة كانوا مجوساً في ذلك الوقت وهم كاره ودنقوا وتنقروا وبينه وبايه وفروقي وشالا وهولاء السبعة معظمهم من الفراتيت وكانون يسكنون الى الجنوب الغربي من دارفور وقد صاروا فروعاً في كيان الدولة المسلمة وحسن إسلامهم.
ومن القبائل المسلمة التي دخلت طوعاً تحت راية دولة الفور بعد تأسيسها الرقد والتنجر وكبنقه والميما وغيرهم في الشرق من جبل مرة والمراريت والعورة وسينار والمساليت والقمر والتامة والجبلاويين وابودرق وجوجة واسنقور في الغرب والشمال الغربي ثم الزغاوة والميدوب واقليات أخرى في الشمال الشرقي والبيقو والداجو ورنقا في الجنوب والجنوب الغربي كما ان سليمان صولون قد جمع حوله معظم القبائل العربية بدارفور واهمهم يومها الهبانية والرزيقات والمسيرية والتعايشة وبني هلبه والمعاليا في الجنوب والحمر في الشرق والزيادية في الشمال والمهرية والمهادي والسلامات وبنو حسين في الغرب.
ومن هنا فان الفور في واقع الأمر نتاج لتصاهر وتداخل قبائل افريقية مع افخاذ لقبائل عربية وأخرى حامية فكونت مجتمع الفور أو ما يعرف بقبيلة الفور العريضة والتي سمي بها هذا الاقليم الشاسع والمترامي الأطراف.
وهناك خطأ يقع فيه كثيرون إذ يقولون أن الفور منقسمين الى قسمين هما الكيرا والكنجارا والصحيح أن للفور (99) تسعه وتسعين فرعاً أو قسماً والكيرا والكنجارا هما أكبر هذه الأقسام وبتحالفهما لعبا الدور الأكبر في قيام مملكة الفور الإسلامية.
هناك قصة متواترة مفادها أنه عندما إنهارات الدولة الإسلامية بالأندلس اتجهت قبائل عربية كثيرة صوب الشمال الأفريقي وكانوا قوام الدولة الإسلامية بالأندلس ومن أولئك الأعراب بنو هلال حيث جاءوا دارفور بزعامة ابوزيد الهلالي وهو ابوزيد بن منصور بن يوسف بن مرعى بن عمر التونسي بن سفيان الأندلسي بن هلال حيث دخلوا تحديداً أول ما دخلوا دارفور واستقروا في جبل تيجي شمال مليط وهناك حدث خلاف عقر ابوزيد على أثره أي قطع عرقوب أخيه احمد فلقب بأحمد المعقور حيث رجع أبوزيد الى تونس مع عدد من عشيرته وعند مشارف تونس أغتيل ابوزيد الهلالي على يد وياب وفي رواية السلطان شاو دور شيت والي شيك والذي رحب بأولئك الأقوام وزوّج السلطان احمد المعقور بأبنته خيره والتي أنجبت له ابناً أسماه جده سليمان وأعتنى بتربيته وحفظ القرآن مبكراً فنشأ متديناً معتدلاً فأعجب به جده ثم غزا السلطان شاو دور شيك بلاد القرعان وموطنهم كان بمنطقة فيا لارجو بتشاد ففتحها ثم أدركته المنيه فأوصى لابن بنته ثم رجع احمد المعقور وابنه مع الجيش الفاتح حيث استقروا لمدة بعين فرح بدار زغاوة غرب كتم وهناك أثارت القبائل العربية استولى بعدها سليمان صولون على السلطة بمملكة التنجر وصار سلطاناً على التنجر والقبائل العربية ثم رحل الى توبا حيث ولد ابنه موسى الملقب بعنقريب ثم رحل الى تون كيلو شمال طرة بجبل مرة وهناك ازدهرت مملكة الفور كدولة مسلمة وذاع صيتها حيث استمر سليمان يحكم 21 عاماً من المساجد والخلاوى بالمملكة وأقام صلاة الجمعه بمسجده حتى وافته المنيه عام 1476م تقريباً مخلفاً ولديه موسى عنقريب ومسبع فتولى موسى الملك خلفاً لوالده وجعل أخاه مسبع والياً على كردفان بعد أن دخلها فاتحاً بعون أخيه وسميت الدولة هناك بمسبعات نسبة لمسبع هذا.
من هذه الرواية المتواترة عند عموم الفور وغيرهم فان اسم الكيرا هو تحريف لكلمة خيرة أم السلطان سليمان صولون والكيرا هو الفرع الذ قاد الفور منذ تأسست الدولة وأن الكنجارا هم أحفاد السلطان شاو دور شيك ثم صار الكيرا والكنجارا هما أهم فرعين عند عموم الفور حيث حكم الكيرا الفور منذ عهد صولون وحتى مقتل علي دينار 1916م على بعد 20 كيلو متر شرق قارسيلا في منطقة زولي بموقع "كجكو" لم يقتل بزالنجي كما زعم كثير من المؤرخين وقبره هناك مبني بالأسمنت وقد تبرع البطاحين حين زيارتهم للمنطقة في إطار التؤمة والمؤآخاة مع الفور تبرعوا ببناء مسجد ومكتبة بالقرب من قبر علي دينار على نفقتهم الخاصة.
هذا ولما لمس موسى عنقريب توسع مملكته نقل رئاسته من تون كيلو الى طرة وبنى بها المسجد الكبير الذي بقى الى اليوم وأنجب موسى احمد بكر المسمى بجد السلاطين حيث تعاقب أبناءه وأحفاده وهم كثر على مملكة الفور الإسلامية وفي عهد الرشيد نقل رئاسة المملكة للفاشر لإتساعها ، وعند مجئ السلطان عبدالله دود بنجي بن بكر بن محمد الفضل وهو شقيق مريم مقبولة والتي أهداها السلطان للامام المهدي فقبلها وقال مقبولة ( فصار الأنصار يسمونها أمنا مقبولة ) وقد انجبت للامام المهدي الإمام عبدالرحمن المهدي واخويه علي وعبدالله ابني الإمام عبدالرحمن المهدي ، والسلطان دود بنجي هو الذي لبى نداء المهدية وذهب بجيشه وأهله أبناء السلطان كلهم حيث بايعوا الإمام المهدي بشيكان وهناك قال دود بنجي لامام المهدي قولته المشهورة " يا مهدي الله لنصرة كتاب الله أهديتك أربعة أشياء نفسي وسيفي وحصاني ومريم أختي فسيفي وحصاني لأقاتل بهما في سبيل الله ودعماً ودفاعاً عن دعوتك ونصرتها ونفسي لأستشهد في سبيل الله وأختي مريم هذه لك حتى لا تنقطع صلتي بك " قيل فتبسم الامام المهدي فقال له بارك الله فيك وهديتك مقبولة ومريم هذه قبلناها وسميناها منذ اليوم مقبولة وهي لي أما أنت وحصانك وسيفك لتكن في صفوف المجاهدين في سبيل الله وقد أبلى دود بنجي بلاءً حسناً وسجل برجاله مواقف بطولية في حرب الأحباش تحت إمرة الزاكي طمل وصار ملازماً للخليفة الى أن استشهد في موقعة أم دبيكرات فما أصدقه ونعم الرجل الصادق الوفي وهو لما كان الناس على دين ملوكهم فإن الفور كان هذا شأنهم في نصرة المهدية كثورة جهادية تحريرية جمعت اليها كل أبناء وقبائل السودان
دولة الفور الإسلامية
اتخذت دولة الفور منذ نشاتها الأول الاسلام ديناً وعقيدة وحضارة أرقى واسمى تعلو على ما سواها من الأعراف والتقاليد والسوالف وكانت عملية التلاقح بين الاسلام والأعراف المحلية تعد عملية حضارية فريدة في نوعها وكذلك العناصر البشرية المتعددة التي تصاهرت في اتساع وتداخلت الافخاذ مكونة مجتمع الفور العريض وإنه لفي غاية الصعوبة أن يوفى احد مهما أوتي هذا المزيج النادر حقه في مثل هذا الحيز لأن الاسلام كثقافة قد جمع في وفاق بين كل هذه الأجناس والعناصر والأعراق التي جاءت من كل حدب وصوب ليكون الاسلام كثقافة للجميع تياراً يتقدم بالجميع على الدوام ولم يكن بمجتمع الفور كله دين ينافس الإسلام أو تيار ثقافي يعارضه وقد أضفى الطابع الإسلامي على السلطة عند الفور بشكل تام ولعب العلماء والفقهاء وحفظة القران دوراً بارزاً في بلاط سلطنة الفور منذ نشأتها الأولى وظلوا يركزون نفوذ الإسلام بالمملكة بشكل مطرد وربما عاد الفضل في ذلك منذ البدء بعد الله للسلطان سليمان صولون الذي وضع الدولة في طورها الإسلامي منذ البدء ثم سار على نهجه أبناءه وأحفاده.
إن التحول الحاسم لسيادة الإسلام في حياة مجتمع مملكة الفور كان عملية داخلية بحته إذ إتخذ السلاطين الإسلام ديناً ففرض طابعه على الدولة وشجعوا نشره في جميع البلاد ويعتبر السلطان تيراب هو الذي اشتهر أكثر من غيره في سلسلة سلاطين الفور ببناء المساجد وإنشاء خلاوي القرآن فبنى 99 مسجداً معروفة لدى العامة وجعل في كل ناحية من نواحي السلطنة الأربعة الأعداد الكافية من المساجد والخلاوي والعلماء والحفاظ لتحفيظ القرآن وإمامة القوم.
اتخذت دولة الفور منذ نشاتها الأول الاسلام ديناً وعقيدة وحضارة أرقى واسمى تعلو على ما سواها من الأعراف والتقاليد والسوالف وكانت عملية التلاقح بين الاسلام والأعراف المحلية تعد عملية حضارية فريدة في نوعها وكذلك العناصر البشرية المتعددة التي تصاهرت في اتساع وتداخلت الافخاذ مكونة مجتمع الفور العريض وإنه لفي غاية الصعوبة أن يوفى احد مهما أوتي هذا المزيج النادر حقه في مثل هذا الحيز لأن الاسلام كثقافة قد جمع في وفاق بين كل هذه الأجناس والعناصر والأعراق التي جاءت من كل حدب وصوب ليكون الاسلام كثقافة للجميع تياراً يتقدم بالجميع على الدوام ولم يكن بمجتمع الفور كله دين ينافس الإسلام أو تيار ثقافي يعارضه وقد أضفى الطابع الإسلامي على السلطة عند الفور بشكل تام ولعب العلماء والفقهاء وحفظة القران دوراً بارزاً في بلاط سلطنة الفور منذ نشأتها الأولى وظلوا يركزون نفوذ الإسلام بالمملكة بشكل مطرد وربما عاد الفضل في ذلك منذ البدء بعد الله للسلطان سليمان صولون الذي وضع الدولة في طورها الإسلامي منذ البدء ثم سار على نهجه أبناءه وأحفاده.
إن التحول الحاسم لسيادة الإسلام في حياة مجتمع مملكة الفور كان عملية داخلية بحته إذ إتخذ السلاطين الإسلام ديناً ففرض طابعه على الدولة وشجعوا نشره في جميع البلاد ويعتبر السلطان تيراب هو الذي اشتهر أكثر من غيره في سلسلة سلاطين الفور ببناء المساجد وإنشاء خلاوي القرآن فبنى 99 مسجداً معروفة لدى العامة وجعل في كل ناحية من نواحي السلطنة الأربعة الأعداد الكافية من المساجد والخلاوي والعلماء والحفاظ لتحفيظ القرآن وإمامة القوم.
نظم الحكم في دولة الفور
يبدأ التاريخ لسلطنة الفور بالعام 1740م حين تولى السلطان سليمان صولون السلطنة واتخاذه بلدة طرة عاصمة له حتى وصلت أقصى اتساع لها في عهد السلطان محمد تيراب 1768-1787م حيث وصلت في بعض الأحيان الى مشارف أمدرمان الحالية شرقاً وضمت جزءً كبيراً من كردفان وغرباً حتى حدود سلطنة وداي وكانت للفور إدارة واسعة تعتمد على توجيهات السلطان وقوة شخصية وكانت السلطات المركزية من النوع الملكي المطلق وكان السلطان يجمع دخول دولته على الطريقة الإسلامية من عشور وفطرة وزكاة ومن الهدايا التي تصله من حكام اقاليمه الأربعة ومن الرعايا حيث يتولى الصرف على أخصائه وجنوده وإدارة دولته وللسلطان مجلس خاص من المقربين وحاشيته يجتمع بهم دورياً ليتباحث معهم في شئون الدولة وسياستها ويعين السلاطين روساء الإدارات الاقليمية وغالباً ما يكونون من عشيرة السلطان أو بطانته لذلك كان نفوذهم قوياً في السيطرة على السلطنة وقيادتها فجعلوا على كل قسم حاكم يدعي النائب والذي ينوب عن الملك أو السلطان في ادارة دفة حكم الاقليم او القسم الذي يليه وجعل مع كل نائب عدة شراتي وتحت الشراتي عدة دمالج وتحت كل دملج عددا من الشيوخ ، وكذلك قسموا قبائل البادية فخصص لكل قبيلة اميراً أو ناظراً يجبي الزكاة وقد أعطى المقدوم سلطات واسعة تصل حد الحكم بالإعدام ويفضل في جميع المنازعات وعليه ان يحضر الى عاصمة الدولة مرة كل ثلاث سنوات لكي يشهد الاحتفالات بتجديد الطبل السلطاني ويؤدي خراج الثلاث سنوات عن اقليمه ويتسلم جزءً منه ليصرفه على ادارة اقليمه وكان القضاء شرعياً في الأحوال الشخصية ويقوم بتنفيذه علماء الدين وضعياً في المسائل المدنية والجنائية وهذا القانون الوضعي في سلطنة الفور ينسب الى دالي احد ملوك الفور الأوائل وكان يقول به المقاديم دون الحكام .
وكان للفور تجارة مزدهرة مع كردفان وبحر الغزال ووداي ومصر وغيرها.
فترات حكم سلاطين الفور
الاسم
الفترة الزمنية
السلطانسليمان صولون
848-880هـ ( 1445-1476م)
السلطان عمر
880-897هلأ ( 1476-1492)
السلطان عبدالرحمن
897-916هـ ( 1492-1511م)
السلطان محمود
916-932هـ ( 1511-1526م)
السلطان محمد صول
932-957هـ ( 1526-1551م)
السلطان دليل
957-967هـ ( 1551-1560م)
السلطان شرف
967-991هـ (1560-1584م)
السلطان احمد
991-1001هـ(1584-1593م)
السلطان ادريس
1001-1013هـ(1593-1605م)
السلطان صالح
1013-1035هـ(1605-1627م)
السلطان منصور
1035-1048هـ(1627-1639م)
السلطان شوش
1048-1068هـ(1639-1658م)
السلطان ناصر
1068-1080هـ(1658-1670م)
السلطان توم
1080-1094هـ(1670-1683م)
السلطان كورو
1094-1106هـ(1683-1695م)
السلطان سليمان الثاني
1106-1126هـ(1695-1715م)
يبدأ التاريخ لسلطنة الفور بالعام 1740م حين تولى السلطان سليمان صولون السلطنة واتخاذه بلدة طرة عاصمة له حتى وصلت أقصى اتساع لها في عهد السلطان محمد تيراب 1768-1787م حيث وصلت في بعض الأحيان الى مشارف أمدرمان الحالية شرقاً وضمت جزءً كبيراً من كردفان وغرباً حتى حدود سلطنة وداي وكانت للفور إدارة واسعة تعتمد على توجيهات السلطان وقوة شخصية وكانت السلطات المركزية من النوع الملكي المطلق وكان السلطان يجمع دخول دولته على الطريقة الإسلامية من عشور وفطرة وزكاة ومن الهدايا التي تصله من حكام اقاليمه الأربعة ومن الرعايا حيث يتولى الصرف على أخصائه وجنوده وإدارة دولته وللسلطان مجلس خاص من المقربين وحاشيته يجتمع بهم دورياً ليتباحث معهم في شئون الدولة وسياستها ويعين السلاطين روساء الإدارات الاقليمية وغالباً ما يكونون من عشيرة السلطان أو بطانته لذلك كان نفوذهم قوياً في السيطرة على السلطنة وقيادتها فجعلوا على كل قسم حاكم يدعي النائب والذي ينوب عن الملك أو السلطان في ادارة دفة حكم الاقليم او القسم الذي يليه وجعل مع كل نائب عدة شراتي وتحت الشراتي عدة دمالج وتحت كل دملج عددا من الشيوخ ، وكذلك قسموا قبائل البادية فخصص لكل قبيلة اميراً أو ناظراً يجبي الزكاة وقد أعطى المقدوم سلطات واسعة تصل حد الحكم بالإعدام ويفضل في جميع المنازعات وعليه ان يحضر الى عاصمة الدولة مرة كل ثلاث سنوات لكي يشهد الاحتفالات بتجديد الطبل السلطاني ويؤدي خراج الثلاث سنوات عن اقليمه ويتسلم جزءً منه ليصرفه على ادارة اقليمه وكان القضاء شرعياً في الأحوال الشخصية ويقوم بتنفيذه علماء الدين وضعياً في المسائل المدنية والجنائية وهذا القانون الوضعي في سلطنة الفور ينسب الى دالي احد ملوك الفور الأوائل وكان يقول به المقاديم دون الحكام .
وكان للفور تجارة مزدهرة مع كردفان وبحر الغزال ووداي ومصر وغيرها.
فترات حكم سلاطين الفور
الاسم
الفترة الزمنية
السلطانسليمان صولون
848-880هـ ( 1445-1476م)
السلطان عمر
880-897هلأ ( 1476-1492)
السلطان عبدالرحمن
897-916هـ ( 1492-1511م)
السلطان محمود
916-932هـ ( 1511-1526م)
السلطان محمد صول
932-957هـ ( 1526-1551م)
السلطان دليل
957-967هـ ( 1551-1560م)
السلطان شرف
967-991هـ (1560-1584م)
السلطان احمد
991-1001هـ(1584-1593م)
السلطان ادريس
1001-1013هـ(1593-1605م)
السلطان صالح
1013-1035هـ(1605-1627م)
السلطان منصور
1035-1048هـ(1627-1639م)
السلطان شوش
1048-1068هـ(1639-1658م)
السلطان ناصر
1068-1080هـ(1658-1670م)
السلطان توم
1080-1094هـ(1670-1683م)
السلطان كورو
1094-1106هـ(1683-1695م)
السلطان سليمان الثاني
1106-1126هـ(1695-1715م)
الفور والمهدية
يكفي الفور فخراً في أمر نصرتهم للثورة المهدية أن سلطانهم عبدالله دود بنجي بن بكر بن محمد الفضل الذي زامن جلوسه على كرسي السلطنة اعلان داعي الجاهد أن ذلك جاء السلطان بغضه وغضيضه وبنفسه وحصانه وشقيقته كما ذكرنا وجاهد حتى استشهد في نهاية المهدية بأم دبيكرات.
قبيلة بني هلبة
تتكون قبيلة بني هلبة من التعايشة والهبانية وسليم ومجموعة أولاد حيماد وهم من أهم المجموعات الجهينية وهم بطون وفروع مؤثرة بتشاد وبقايا بتونس.
تقع ديار بني هلبة شرقي قارسيلا وشمال دار التعايشة وجنوب غرب جبل مرة . وبالتالي فان ديارهم تتوسط عدة قبائل بالجنوب الغربي من دارفور ويلتقون في فترات رعيهم الطبيعية بالتعايشة والسلامات في منطقة رهيد البردي والفلاتة بتلبس والهبانية في برام والرزيقات في الضعين من جهة الجنوب كما يختلطون في كثير من القرى بقبائل أخرى في منطقة الشطايا وكاس وزالنجي وبسوق أم لباسة الذي يعتبر من أكبر أسواق الماشية بدارفور ثم يمرون في ظعنهم بقرى مادي ومينجو وفلندقي والصراخ وضفاف وادي بلبل بداية من المعبر الأول ابو جازو والمعبر الثاني ببلبل دلالة عنقرة ثم بلبل تمبسكو وفي هذه المناطق يختلط البني هلبة بقبائل الفور والداجو والقمر وسنار والبرنو وقد تزاوجوا وتصاهروا مع كثير من تلك القبائل كمات أن وجود بني هلبة في شال شرق نيالا جعلهم يختلطون بالبرتي والبرقد والميما والزغاوة والزيادية والتنجر والميدوب وتعتبر مدينة عد الفرسان عد (الغنم سابقاً) حاضرة لبني هلبة.
أقسام بني هلبة:-
بني هلبة ينقسمون الى قسمين كبيرين هما جابر وجبارة وجابر هو الأكبر وقد كان بني هلبة كياناً إدارياً واحداً وبمرور الزمن توسعت القبيلة وبضمها لأقليات كثيرة انصهرت واندمجت فيها فصارت بطوناً فيها ، وإثر ذلك انقسموا الى نظارتين هما :
أ/ نظارة جابر : ومقرها أبي حمرة
ب/ نظارة جبارة برهيد البردي وكبم وكبسة .
أما أقسام بني هلبة الحالية فهم على قسمين :
1/ جابر ولهم أربعة بطون هي :
أ/جمعان. ب/علي. ج/ غياث. د/لبيد.
2/ جبارة ولهم أربعة بطون هي :
أ/ جزور. ب/علوان. ج/ موسى. د/رجب.
انتشر بني هلبة وخاصة بعد الثورة المهدية في كثير من بقاع السودان فهم موجودون اليوم بالمجلد داخل المسيرية الحمر ويحملون نفس الإسم بني هلبة وهم بدنه كبيرة وهم في أم روابة وشركيلا وكوستي والجزيرة أبا وأبو حجار والليونة جنوب سنجة .
عقد بني هلبة صلحاً شاملاً للقبيلة في مؤتمر حضره كل زعماء البطون في شهر يونيو 1990م من أهم قرارته الإتفاق أن يكون الحكم بين جابر وجبارة شوري فاذا صار ناظر العموم من جبارة يكون وكيله من جابر وتكون المساواة في الحقوق والواجبات كاملة ثم كوّنوا مجلساً شورياً أصبح هو السلطة العليا للقبيلة يحفظ سمعتها بين القبائل ويراعي فيها العادات والتقاليد والسوالف والأعراف.
بني هلبة والمهدية :-
يقول المعمرون من بني هلبة أن المهدية كمّلت بني هلية ، ففي جلسة مسائية طويلة مع معمري بني هلبة وبعض مثقفيهم بنيالا ، ذكروا أن المهدية قضت على كثير من رجال بني هلبة لأنهم استجابوا لها كدعوة جهادية ضد الكفار ولإقامة شرع الله وطرد الأتراك .
إن هجرة بني هلية الى المهدية وبهذه المسافات الطويلة وتلك الظروف التي عاشوها كانت هجرة صعبة قطعوا خلالها مئات الأميال سيراً على الأقدام في سرور وشوق للقاء مهدي الله وكانت أصوات التكبير والتهليل تعطيك مشاهد يعجز الوصاف والكتاب عن نقلها حية كما لو كان القارئ شاهد عيان لتلك الملاحم التاريخية ، وقد وصلوا الى الأبيض بعد تحريرها ثم اتجهوا الى أم درمان وأمضوا وقتاً بجبال كاجا بشمال كردفان لما أصابهم إعياء ونصب لقاء تلك الرحلة الطويلة الشاقة فقد نفقت العديد من الزوامل من خيول وثيران ولكنهم وصلوا أم درمان وأصدر الخليفة أوامره لقبائل الكبابيش ومن معهم أن ينقذوا حملة بني هلبة الجهادية فوصلوا امدرمان يوم الجمعه واسقبلهم الخليفة عبدالله استقبالاً حشد له كل أمراء المهدية ونظار القبائل الموجودين بامدرمان . وقد شارك بني هلبة ببسالة في جميع معارك المهدية وفقدوا أعداد كبيرة من رجالهم ففي معركة كرري وحدها استشهد 18 اميراً خلف راية بني هلبة حيث أصروا على أن لا
تتكون قبيلة بني هلبة من التعايشة والهبانية وسليم ومجموعة أولاد حيماد وهم من أهم المجموعات الجهينية وهم بطون وفروع مؤثرة بتشاد وبقايا بتونس.
تقع ديار بني هلبة شرقي قارسيلا وشمال دار التعايشة وجنوب غرب جبل مرة . وبالتالي فان ديارهم تتوسط عدة قبائل بالجنوب الغربي من دارفور ويلتقون في فترات رعيهم الطبيعية بالتعايشة والسلامات في منطقة رهيد البردي والفلاتة بتلبس والهبانية في برام والرزيقات في الضعين من جهة الجنوب كما يختلطون في كثير من القرى بقبائل أخرى في منطقة الشطايا وكاس وزالنجي وبسوق أم لباسة الذي يعتبر من أكبر أسواق الماشية بدارفور ثم يمرون في ظعنهم بقرى مادي ومينجو وفلندقي والصراخ وضفاف وادي بلبل بداية من المعبر الأول ابو جازو والمعبر الثاني ببلبل دلالة عنقرة ثم بلبل تمبسكو وفي هذه المناطق يختلط البني هلبة بقبائل الفور والداجو والقمر وسنار والبرنو وقد تزاوجوا وتصاهروا مع كثير من تلك القبائل كمات أن وجود بني هلبة في شال شرق نيالا جعلهم يختلطون بالبرتي والبرقد والميما والزغاوة والزيادية والتنجر والميدوب وتعتبر مدينة عد الفرسان عد (الغنم سابقاً) حاضرة لبني هلبة.
أقسام بني هلبة:-
بني هلبة ينقسمون الى قسمين كبيرين هما جابر وجبارة وجابر هو الأكبر وقد كان بني هلبة كياناً إدارياً واحداً وبمرور الزمن توسعت القبيلة وبضمها لأقليات كثيرة انصهرت واندمجت فيها فصارت بطوناً فيها ، وإثر ذلك انقسموا الى نظارتين هما :
أ/ نظارة جابر : ومقرها أبي حمرة
ب/ نظارة جبارة برهيد البردي وكبم وكبسة .
أما أقسام بني هلبة الحالية فهم على قسمين :
1/ جابر ولهم أربعة بطون هي :
أ/جمعان. ب/علي. ج/ غياث. د/لبيد.
2/ جبارة ولهم أربعة بطون هي :
أ/ جزور. ب/علوان. ج/ موسى. د/رجب.
انتشر بني هلبة وخاصة بعد الثورة المهدية في كثير من بقاع السودان فهم موجودون اليوم بالمجلد داخل المسيرية الحمر ويحملون نفس الإسم بني هلبة وهم بدنه كبيرة وهم في أم روابة وشركيلا وكوستي والجزيرة أبا وأبو حجار والليونة جنوب سنجة .
عقد بني هلبة صلحاً شاملاً للقبيلة في مؤتمر حضره كل زعماء البطون في شهر يونيو 1990م من أهم قرارته الإتفاق أن يكون الحكم بين جابر وجبارة شوري فاذا صار ناظر العموم من جبارة يكون وكيله من جابر وتكون المساواة في الحقوق والواجبات كاملة ثم كوّنوا مجلساً شورياً أصبح هو السلطة العليا للقبيلة يحفظ سمعتها بين القبائل ويراعي فيها العادات والتقاليد والسوالف والأعراف.
بني هلبة والمهدية :-
يقول المعمرون من بني هلبة أن المهدية كمّلت بني هلية ، ففي جلسة مسائية طويلة مع معمري بني هلبة وبعض مثقفيهم بنيالا ، ذكروا أن المهدية قضت على كثير من رجال بني هلبة لأنهم استجابوا لها كدعوة جهادية ضد الكفار ولإقامة شرع الله وطرد الأتراك .
إن هجرة بني هلية الى المهدية وبهذه المسافات الطويلة وتلك الظروف التي عاشوها كانت هجرة صعبة قطعوا خلالها مئات الأميال سيراً على الأقدام في سرور وشوق للقاء مهدي الله وكانت أصوات التكبير والتهليل تعطيك مشاهد يعجز الوصاف والكتاب عن نقلها حية كما لو كان القارئ شاهد عيان لتلك الملاحم التاريخية ، وقد وصلوا الى الأبيض بعد تحريرها ثم اتجهوا الى أم درمان وأمضوا وقتاً بجبال كاجا بشمال كردفان لما أصابهم إعياء ونصب لقاء تلك الرحلة الطويلة الشاقة فقد نفقت العديد من الزوامل من خيول وثيران ولكنهم وصلوا أم درمان وأصدر الخليفة أوامره لقبائل الكبابيش ومن معهم أن ينقذوا حملة بني هلبة الجهادية فوصلوا امدرمان يوم الجمعه واسقبلهم الخليفة عبدالله استقبالاً حشد له كل أمراء المهدية ونظار القبائل الموجودين بامدرمان . وقد شارك بني هلبة ببسالة في جميع معارك المهدية وفقدوا أعداد كبيرة من رجالهم ففي معركة كرري وحدها استشهد 18 اميراً خلف راية بني هلبة حيث أصروا على أن لا
تسقط رايتهم فكلما سقط أمير حملها أمير آخر حتى استشهدوا جميعاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق